هذا الذي كان ناقصنا الكورونا التي ليس فقط عطلت بلد بكامله اقتصاديا و صحيا بل ايضا اجتماعيا كيف ذلك ؟ حيث اشارت اخر الدراسات  الى ان تداعيات الحجر المنزلي من وراء الكورونا زادت بشكل مرتفع عدد النساء اللواتي تعرضن للعنف من ازواجهن و الاسباب متعددة منها ان الاحتكاك المباشر للشركين  دوما في المنزل دون وجود اي متنفس فضلاعن ضغوطات الحياة ساهمت جميعها في التعنيف ضد المرأة .مما يطرح السؤال نفسه : كيف يمكن مساعدة المرأة تخطي هذه المرحلة الصعبة دون الحاق بها اي اذى ؟

المرأة المعنفة و الحجر المنزلي 

امام هذا الواقع الاجتماعي الدقيق بما تتعرض له المراة من عنف  بشتى انواعه و ان حمايتها تقتصر على بعض الجمعيات تحتاج الى من يحميها و لم يتم الاعلان عن صرختها باسهاب الا في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المراة حيث يمرمرور الكرام حتى تكرسبحة الاصابات من  النساء المعنفات بشكل مرتفع دون حل جذري لهن . فما  هو راي علم الاجتماع في ذلك في مجتمع مليء بالتناقضات و العقد النفسية تجاه  المراة و عالمها الخاص بها ؟

في هذا السياق تحدثت الاختصاصية في علم الارشاد الاجتماعي جويل سمعان القصيفي ل greenarea.info  ان هناك اسباب عدة تزيد من العنف ضد المرأة مما قالت :”  في ما يتعلق للتعنيف  بالمرأة لا يمكن الجزم دائما الحق  على الرجل و ليس الحق على المراة ايضا بل هناك  اسباب عدة قد  تطال  الاثنين معا حيث تترجم بعنف بين الزوجين  .اذا ان المراة هي المعنفة لان جسديا اضعف من الرجل  حيث ان هناك مؤسسات تهتم  بمعالجة هذه الحالة الاجتماعية  شرط ان تعرف  الى اي مكان  تلجأ اليه لكي تبلغ  عن ما حدث معها و ليس فقط عند قوى الامن بل عليها  ان تاتي الى مؤسسة تهتم بالدفاع عن المراة كما وانه بالمقابل  تستطيع المراة ادراك الامور من بدايتها  في ان تكون حاضنة العائلة و لا يجوز ان تكون الشخص الضعيف بالعائلة بل عليها  ان تقوي شخصيتها لتكون الشخص المرجع في المنزل و في حال تعنفت تبلغ  قوى الامن او مؤسسات خاصة لكي تدافع عنها و تضع الحدود التي تحدث في المنزل . لذلك ان السبب وراء العنف ضد المرأة ضغوطات الحياة و ليس فقط الحجر المنزلي  الذي يكون نتيجته ان  الزوج  عاطلا عن العمل  مما ينتج عن ذلك ضيقة مادية وسط ارتفاع  متطلبات الحياة  مما صار الضغط على  الشريكين بصورة مرتفعة  لذلك اذ لم تعد تستطيع  المرأة ان تتصرف متل ماكانت  عليه سابقا مالكة المنزل  عندها تكون النتيجة نحو الاسوء من بعدما غدت ايضا  الام العاملة  قد خسرت عملها و التزمت المنزل .”

حلول انقاذية 

ليبقى السؤال:هل من حلول جذرية انقاذية تخفف من وطأة العنف ضد المرأة ؟

في هذا الاطار شرح باسهاب الاختصاصي في علم الاجتماع الدكتور محمد بدرا ل greenarea.info عن طرق المساعدة للمرأة لحمايتها من اي اعتداء حيث قال :”ان موضوع عنف المراة له عدة ابعاد منها بقاء الشريكين لوقت طويل  في المنزل من دون القدرة على الخروج  حيث ان المركب  العلاقة بينهما ليس سليما مما يعني ليس هناك من درجات عالية من الانسجام و التفاهم و تبادل الاراء و القرارات المشتركة  كما كان سابقا ملتهيان  بالخروج من المنزل  او بملاقاة الاصدقاء او بالابتعاد عن المنزل انما عندما اجتمعا مع بعض من بعد فترة طويلة من الانشغالات لاقا حجم الفجوة بينهما نتيجة ذلك فضلا عن ضعف القدرة الشرائية و ضغوطات الحياتية المرتفعة عليهما فهما يحتاجان الى التنفيس طالما المركب العلائقي غير سليم يعني ليس عندهما طريقة مثلى لادارة المشاكل بينهما و ليس عندهما القدرة على النقاش الايجابي و ايجاد الحلول المشتركة للازمات فيعبرا عنها بطرق بعيدة عن التفاهم و لان ثقافتنا  ان هناك عنف تجاه المراة و انها الحلقة الاضعف و الرجل الشرقي عنده مبالغة  في الاعتراف باخطائه للاسف لا يعترف في اغلب الاحيان بها امام الشريك كون نرجيسيته تدفع به ان يلقي اللوم دائما  على الزوجة باعتبارها اضعف منه  مما يكون جو البيت مشحونا بالسلبية و ليس هناك تفاهما بينهما مما يكونا بحاجة الى مساعدة طرف ثالث لكي يخفف عنهما وطأة مشاكلهما اما عن طريق  اللجوء عبر الانترنت للبحث  عن حلول للمشاكل الزوجية  عن طريق وثائق كتيرة سواء  بالفيديو او بالارشادات للشريكين او يكون احد اقرباء العائلة  من الزوجين  يتم اللجوء اليه للتشاور معه اذا كان مصدر ثقة او حكمة يساعد على ترطيب الاجواء  او استشارة مختص في العلاقات الاسرية يساعدهما  على حل مشاكلهما بكل ما بتعلق بقضايا  الاسرة و العائلة كل ذلك يحتاج  الى قرار من قبل الشريكين و اعترافهما بالخطأ لان طالما البيت مشحون بالسلبية و ليس هناك من تفاهم و افراد الاسرة غير مجتمعين وليس هناك الفة او حب داخل المنزل مما يعني هناك خطأ ما مما يعني دق ناقوس الخطر لان البيت هو رمز للحب الاسري  فاي خلل فيه يؤدي الى عنف منزلي  بين الشريكين .”

العنف من الولادة

في المقلب الاخر كيف يفسر علم النفس ازاء التعدي على المرأة وخلفيته ؟  مما وضع هذا الواقع على مشرحة المعالجين النفسيين لتحليل خلفياته مما اوضحت  الاختصاصية في العلاج النفسي الدكتورة ايفي شكور ل greenarea.info  عن ماهية العنف منذ بداية الولادة الى العنف ضد المرأة مما قالت :” اهم ما يجب معرفته  انه تبين خلال دراستي  بان هناك فرقا بين عنف و التعنيف اي عندما  تشد المراة  بعنف لولادة طفلها الى الحياة  اما العنف بالحجر الصحي  فيفسر ان الشخص  مخنوقا و محبوسا اذ ان  كل المشاكل النفسية ترتفع و تخف عنده وفق  نسبة المناعة النفسية التي تؤثرفيه  بالتالي على المناعة الجسدية مما ينتج عن ذلك التعنيف  حيث ان عملية التقبل تخف مما تزيد نسبة التعنيف .اما  بالنسبة لتعنيف المراة جسديا فالامر نفسه التعنيف النفسي حيت تستعمل الكلمات  البذيئة  التي تؤثر على نفسية المرأة  كالضربة الجسدية اي عندما يقال يضرب الرجل امراته افضل من ان يهنيها اما بالمقابل  التعنيف المادي  عندما يصرف الرجل لغرض ما يملكه اكثر من 3 مرات  ما تملكه امراته  بالتالي اذا صرفت مثله عندها يلومها الى حد المشاجرة و اذا كانت المرأة عاملة فيرمي عليها  كل المسؤوليات لكي يشعر هو نفسه بالراحة و هذا ما يحصل  عادة عندها يحملها المسؤولية الكاملة في اعباء المنزل ماديا بدل من ان يشاركها بمسؤوليات البيت  و هذا ما يسبب للمرأة التعنيف المؤذي .”

الجدير ذكره حسب ما جاء على لسان الدكتورة شكور :” انه للاسف ان شريحة مهمة من اللبنانيين يتعرضون للتعنيف حتى الرجل  نفسه يتعرض للتعنيف  في تربيته  سواء العنف من الاهل  اثناء تربية و لدهم او بين الشريكين  كما وانه هناك دراسات اثبتت انه  ليس بالضرورة انه اذا تعرض الولد للتعنيف و الضرب من قبل اهله عندما  يصبح راشدا   يعرض امراته للتعنيف كما وانه ما نلاحظه  ايضا خلال المعاينة عياديا نجد  بعض الحالات لدى النساء المعنفات  لم يدخلن الى جمعيات مختصة لحمايتهن  مما يفسسر ذلك ان المراة تسكت عند تعرضها للعنف لانه من المعيب ان تعلن بالفم الملان ان زوجها يعنفها ان كان بالكلمات البذيئة  ام باي وسيلة سواء  بالنفسي  ام المادي و الجسدي حتى لو اشتكت للاصدقائها عن ما تتعرض له   فاذ بهم يخففون عنها مشكلتها دون اعطائها اهمية  مما  ينتج عن ذلك مجتمعا كله معنف.”

الحق على اللذة الجنسية

  الا ان الطبيب النفسي الدكتور شوقي عازوري ل greenarea.info كان له تفسير اخر له علاقة العنف ضد المراة بالعلاقة الجنسية :”لاشك ان الكورونا هي من الاسباب وراء زيادة العنف على المرأة نتيجة الحجر المنزلي من بعدما كان الشريكين ملتهين بالعمل خارجا  مما تكون المرأة الاكثر عرضة للتعنيف وهذا الواقع المرير ليس فقط في لبنان انما في عدة دول عربية و في كل الاحوال من المعيب ان يحدث ذلك كوننا نتميز بثقافة ومرجعية اوروبية و عربية  لن تسمح  في  ان تتعرض المراة للعنف كما و نلاحظ  ايضا ان الغضب على المراة و الحقد عليها تاتي من مسالة اساسية  الا و هي اللذة الجنسية حيث ان المراة  لها القدرة اكثر من الرجل في تحمل التعنيف الجنسي مما ينتج عن ذلك خوف  الرجل  منها  و هذا ما يولد الحقد الاساسي  في ما بينهما فبقدر ماتعطى توجيهات و حملات للحد من العنف ضد المرأة تظل  عند الرجل العقلية الرجعية  لديه حتى لو خاف من قوى الامن يظل يضرب امرأته و يعنفها فضلا عن ذلك بدل مساعدة المراة نجد الى من تشتكي اليهم يستهزئون بها  بانها سترفع شكوى ضد زوجها كونه ضربها مما يعني ان الرجل يعرف  في قرارة نفسه انه لاينطال مهما فعل ضد امرأته  لان التركبية النظامية  خصصت للرجال و لمصلحته .”

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This