الازمات تشتد من كل صوب و حدب  تحاصر حياتنا اليومية الى درجة لم نعد نشعر بلذة الحياة نتيجة الضغوطات اليومية سواء من صعوبة تأمين العيش الى بناء مستقبل واعد الى فيروس الكورونا الذي غّير من نمط حياتنا و اثر ليس فينا فقط بل ايضا على الاطفال و طرق منهجية حياتهم سواء في التحصيل العلمي ام غيره فضلا عن ذلك كله الشعور بالاحباط و كأننا في سجن لا امل في الخروج منه فهل من نافذة امل في التدريب عليها لتجاوز تلك المراحل الصعبة التي نمر بها ؟

التأقلم على التغيير  

في هذا الاطار شرحت بالتفاصيل المعالجة النفسية الدكتورة  سالي  غندور ل greenarea.info عن اهمية معرفة مواجهة المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان و تأثيرها الى وضع العائلة مما قالت  : ” ان المهم  هي التوعية عند الاهل و معرفة ما هو علم النفس و ما هو المعالج النفسي الذي يساعد  الاهل و الولد في ان معا سواء  ان كان بالتربية او بالمشاكل التي يواجهها هذا الاخير لمعرفة  يتخاطاها بالتاقلم على التغيير. الا ان المشكلة التي نواجهها في مجتمعنا  اللبناني  هو انه ليس هناك  من توعية كافية ان  كان في التربية  او في الدعم  من البيت  اللذين هما  الاساس  لان  تبين انه حتى لو رأى الاهل ولدهم يعاني من شيء ما  لا يعرفون  اختيار الكلمات المناسبة لكي لا تخدش مشاعره معتقدين ان هذا الامر عادي و يمر مما يجب ان يكون هناك وعيا كافيا  ضمن هذا السياق اي استدراك الاهل  لحقيقة الامر و اهمية دور المعالج النفسي الذي يعرف  ان يتعامل  بشكل صحيح مع الاولاد و الاهل  سويا .”

و الجدير ذكره حسب الدكتورة غندور :”  ما يجب معرفته انه لا يجب ان يتملك الخوف  عند الطفل من الكورونا  بل يجب ان  يكون محاطا بالتوعية عنها من خلال الاهل بانها  فترة و تمر  اي مرحلية و انها فيروس في الجو يتنقل جراء التواصل القريب و هذا لا يعني اننا نخاف من الاخر انما لحماية حالنا لذلك من واجب الطفل ان  يحمي حاله ليحمي غيره  و مجتمعه شرط  ان  لا يكون هناك رعبا لديه  لان الانسان مع التغيير يكون لديه خوف فاذا لم يكن هناك معرفة عن اي شيء سيجهله و بالتالي يخاف اكثر لذلك  كلما زادت المعرفة  لديه زاد استفساره عن الموضوع  الذي يشعر بخطورته مما يخف لديه الارتباك و الخوف مما يصير اكثر يتأقلم  مع اي ظرف يوضع فيه و ان الكورونا ستمر اي  مرحلة و تنتهي مع مرور الوقت مع التنبيه للاهل بان  الولد ليس “فشة خلق” و ان الاهل هم المسؤولين عنه في مساندته بان الوضع المتأزم الذي يمر فيه لبنان على كل فئات المجتمع سيتوقف يوما ما  شرط  الاستمرار في الايجابية  و ان يظل الامل في المنزل ينقلوه الاهل  لولدهم  من اجل مجتمع صالح و الااذا تركنا الامور تسوء  كلنا نتدهور نحو الهاوية  .”

معرفة اتخاذ القرار 

في المقلب الاخر اهم ما توقفت عنده الاختصاصية في  التدريب على الحياة وتطوير الذات  مايا حوا  لgreenarea.info حول كيفية اتخاذ طرق ايجابية لتخطي اي ازمة تعترضنا مما قالت  : ” ان  علم التدريب على الحياة ليس بجديد في العالم انما في لبنان حديث  خصوصا انه تبين ان طبيعة الانسان تتغيرمع مرور الوقت   حيث يكتشف  في الحياة  امورعدة  لذلك من  المهم  التركيز على حالتنا الداخلية  لكي نعرف الى اين نصل في حياتنا اليومية و ذلك  من خلال  معرفة  القرار الذي نتخذه واين سيصل بنا و الهدف الذي نصبو اليه .كل هذا العمل يقوم على تدريبه من  اختصاصية في  التدريب على الحياة   التي تساعد الشخص  في اتخاذ القرار الصائب وتسهل طريقه  الى اين سيذهب بافضل خطة مناسبة له . اما في ما يتعلق في معالجة  الانهيار النفسي او الاكتئاب  او القلق فهذا ليس  من ضمن عملنا بل  عند المعالجة النفسية عند الاختصاصي في العلاج النفسي  كون دور  الاختصاصي في التدريب على الحياة يختصر في  مساعدة الانسان من اجل  تخطي مرحلة الانهيار النفسي لكي يعرف لماذا وصل الى مرحلة الانهيار  مما نساعده لكي يتقدم و يقاوم  هذه المرحلة الصعبة الدقيقة التي يمر بها .”

تحجيم المأساة  

الا انه يبقى السؤال الابرز ما هي الادوات الواجب التسلح بها عند مواجهة اي صعوبة قد تشلل تفكيرنا الى حد الاحباط و فقدان الامل لمستقبل واعد ؟

و هنا و جهت المعالجة النفسية الدكتورة ماري غانم  عبر ل greenarea.info عدة نصائح تجعل من المرء ان يعرف كيفية اتخاذ الطريق الصحيح في اي مشكلة قد يواجهها مما قالت  : “في الظروف الحالية  الصعبة التي تمر على الجميع سواء الفقير او الغني و المتعلم و غير المتعلم  جميعهم يعانون من الازمة الاقتصادية خصوصا و انه تبين  عندما نقابلهم  نجد شريحة منهم لم يعد عندهم  اي طموح و لا حتى اي شيء  يقومون به مما يكون دورنا في هذا الاطار تأمين لهم كل الدعم و المساندة لفترة معينة لكي لايصابون  بالاستسلام  مما تبين ايضا انه هناك اشخاصا ايضا حاولوا ان يعملوا اي شيء الا انهم لم يستطيعوا بهكذا ظروف و ذلك بسبب الازمة التي نعيشها .مقابل ذلك  نجد عدد من حالات  الانهيار العصبي و القلق مما علينا ان نلعب دور المعالجين النفسيين  في تحجيم هذه المرحلة المأساوية  بهدف الاستمرار كأننا نعمل بلوك لهذه الفترة المؤلمة  صحيح اننا في مرحلة لا نستطيع ان نتخطاها حاليا  انما سياتي الوقت المناسب لتجاوزها  و باقي الاشياء سنعملها لذلك دورنا اساسي ان نكون دعم لكل انسان لا يستسلم في هذه المرحلة انما بالمقابل بسبب كورونا اهم شيء ان لا ينس الاهل انه هناك سلطة و لا يتركوا مجالا بان كل شيء له حدوده حتى لوكان الدرس اونلاين فلا يجب اعتبار من بعدها استعمال  الايباد متاحا مما يجب  من الضرورة ان تظل السلطة موجودة في المنزل بهدف  التنظيم  و على الاهل لا يتركوا  اولادهم  دون رقابة عليهم مع العلم  انه في اغلب الاحيان نجد الاهل  مصابون بالتعب  غير قادرين  على تطبيق ماذا نقول لهم الا انه نحاول قدر الامكان حماية الاولاد من المخاطرالتي تعترضهم المهم   بقاء السلطة في المنزل  .”

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This