كلنا نعرف ان شريحة مهمة من اللبنانيين مدمنين على ادوية الاعصاب نتيجة الظروف القاسية التي يمر بها لبنان انما السؤال يطرح نفسه : ماذا عن الحجر المنزلي الذي هو بحد ذاته سجن كبير  الذي غير نمط حياة الانسان بهدف الحماية من الكورونا  جعلته يعيش هاجس الخوف من المرض و الموت المحتم مما دفعت نسبة مهمة من اللبنانيين ان يجدوا الادوية الاعصاب مهربا للواقع المرير الذي نتخبط فيه ؟ انما هل هذا الشيء يعني ان هناك ادمان مهم على المهدئات في ظل اخفائها في الصيدليات نظرا للانقطاعها و ادمان الناس عليها ؟

ادوية الاعصاب بين اختفائها واستهلاكها 

في هذا الاطار اوضح  الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور وائل سلامة ل greenarea.info حول مدى ادمان اللبنانيين على ادوية الاعصاب مما قال  : “ليس هناك من احصاءات صحيحة عن مدى زيادة ادمان ادوية الاعصاب في زمن كورونا و ذلك لاسباب عدة منها ان نسبة ادوية الاعصاب الموجودة  في الصيدليات تراجعت  كتيرا  اي ليس اقل من 60 % الى 70 %  و لكن ليس بالضرورة على استهلاكها بل لان الناس خبئتها في المنازل نتيجة الخوف انها  ستنقطع   فضلا عن  الادوية  المنومة.الا انه اذا شئنا ان نضع الرقم الصحيح حول مدى استهلاك  ادوية الاعصاب فليس هناك  من دراسات  لكي تشير الى نسبة زيادة الاستهلاك هذه الادوية  و لكن الاكيد ان  هناك عاملين اساسيين  لكي تدفعان على ذلك هو ان اعصاب الناس تعبة  و العامل الثاني الناس خائفة من انقطاع هذه الادوية .مما لا شك ان الحجر المنزلي و الجلوس دوما في المنزل و  المشاكل بين الشريكين التي  ينتج عنها  العنف الاسري من الاهل تجاه الاولاد و العدائية من  الاولاد  لاهلهم كل هذه الاضطرابات العائلية ساعدت على شرخ  في الاتزان العائلي بين الاشخاص نتيجة الحجر المنزلي في الوقت نفسه استهلاك الادوية  المهدئات ام المضادات الاكتئاب او  للحالات القلقية كلها زادت ليس عبر اطباء نفسيين لان اذا رأينا ان  زيادة الادوية مقارنة للزيارات عند الاطباء النفسيين هناك عدم تطابق اما يتم وصفها عن طريق اطباء غير اختصاصيين في الطب النفسي او اللجوء الى الجارة او الصيدلي يوصف هذه الادوية مما يعني ان تناول هذه الادوية بطريقة غير صحيحة .”

و الجدير ذكره حسب الدكتور سلامة :” ان الحل يكمن في الخروج من الازمة التي نتخبط فيها  هو ان نفهم انها مرحلة و تمرو بوجود  اللقاح سنتخطاها صحيح  انه ليس الحل انما احد الحلول الموجودة   هذا لا يعني انه لا  نضع الكمامة و نستعمل  القفازات  مع اهمية التباعد الاجتماعي لان حتى اليوم ليس هناك  من دراسات كافية لكي تقول لنا الى اي درجة نحن محميين مع وجود اللقاح فصحيح انه بوجود الاخير تخف نسبة القلق تدريجيا يليها  التباعد العاطفي و التنفسي ايضا  يتراجع الى حد العودة  الى نمط الحياة المعتاد  الذي كانت الناس معتادة عليه  عندها يكون هناك  انخفاض نوعا ما في استهلاك الادوية المهدئة.”

لكل حالة نفسية علاجها  

من جهة اخرى اوضحت الاختصاصية في علم النفس العيادي و في الارشاد النفسي الدكتورة باسمة منلا ل greenarea.info انه لا يمكن تعميم تناول ادوية المهدئات لجميع الحالات النفسية مما قالت :”لا نعرف مدى  سبب زيادة ادوية الاعصاب في فترة الحجر الصحي لان المسالة تحتاج الى احصاءات من الاطباء الذين يوصفون الادوية الاعصاب .انما بشكل عام كورونا تحفز على تناول ادوية الاعصاب اذا الشخص لم يعمل اي اجراءات تخفف عليه وطأة الحجر المنزلي  او الخوف من  مرض غريب كيف انه  يتكاثر و حاليا يعمل تحور مما يولد هلعا  اكثر عند الناس خصوصا و ان مجتمعنا ليس عندهم ثقة في الدولة  كي يقتنع بما تقوله اي ليس عنده مصادر امان لكي يولد لدى اللبناني  اطمئنان نفسي مما يولد ذلك  توترا عندما تصبح حالة دائمة مما تسبب اضطرابات  نفسية و قلق و قلة نوم  و غير ذلك ”

و اهم ما توقفت عنده الدكتورة منلا :” لا  نستطيع اعطاء نصائح عامة لكل الناس المحجورين   متل الوصفة الطبية  لان كل  كل فرد له حالة خاصة تتوقف على العلاقات داخل المنزل و  مستوى التوافق بين عناصر العائلة مما يعني انه ليس هناك من  توصيات عامة  اي في كل البيوت اسرار اي كل بيت له حالة خاصة يتفاعل مع كورونا بطريقة مختلفة  حيث نجد البعض عندهم مستوى وعي جيد مما يعرفون انها خطرة و يحاولون ايجاد بدائل في المنزل من خلال الاهتمامات المشتركة  و البعض الاخر عندهم اعباء مالية و لا يكون عندهم هذا الترف  كما و ان اخرين تكشف الكورونا  عند البعض مشاكل كانت بالاساس موجودة انما كانت مغطاة لان كانوا متلهين في العمل خارج المنزل و اليوم باتوا وجها لوجه  مما  اتى الحجر  المنزلي ليفجر النزاعات  و المشاكل العائلية مما نقول كل واحد من هذه الحالات  له حالة خاصة و نصائح وفق حالته و ليس عامة بمعنى ليس مثل اي واحد معه التهابات ياخذ المضادات الحيوية و يتعالج  عكس مما هو في الحالة النفسية  العلاج مختلف وفق  لكل حالة خاصة.”

نخاف منهم و عليهم 

في المقلب الاخر فسرت الاختصاصية في المعالجة النفسية  الدكتورة نورما الاشقر ل greenarea.info  ان الشعب اللبناني مضغوط نفسيا فلا عجب تناول ادوية الاعصاب مما قالت:”ان الشعب اللبناني يعاني  من قلق كبيرجدا لان ليس لديه اي شيء مؤمن له في ظل غياب اي وضوح مستقبلي اذا انه بالنسبة له منذ ان انطلقت الثورة اضافة الى ما تعرض له   من اجراءات  قاسية للحصوله على ماله وتوقفت بعض الاعمال و ادى ذلك الى صرف عدد مهم من العمال  مما يعني  ان كل شيء مقفل امامه حتى  اثر ذلك على الوضع الاقتصادي وزاد القلق عنده والذي زاد الطين بلة  ان فيروس كورونا  فرض الحجر المنزلي  وزاد من  الضغط النفسي  خصوصا  الذي يعمل بشكل يومي  و صعوبة تأمين معيشته كل هذه العوامل زادت الوضع سوءا فضلا عن الحجر المنزلي . و هنا المشكلة بحد  ذاتها كأن الشخص مسجونا  في منزله وسط  خوف من مرض الكورونا  مما زاد لديه الشعور بالقلق اكثر  بمعنى “خربت الدني”  في ظل غياب مكان للعلاج في المستشفى حتى الاوكسيجين لم يعد مؤمنا كل ذلك جعل من الناس تخاف اكثر على حياتهم ونتيجة  هذا الضغط  الهائل عليهم  اذ نجدهم اي مشكلة تعترضهم فورا  يصابون بكثير من الانفعال و التعصيب مما يعني  ان الاجواء جدا مشحونة في المنزل  اذ ان الرجل  الذي كان يعمل خارج المنزل نجده  قابعا في منزله من دون عمل  يتدخل  كثيرا في شؤون المنزل  بعدما كان لا يهتم لذلك مما يزيد الشجار مع شريكته و امام الاولاد فضلا عن العذاب في  التدريس الاونلاين و سوء الانترنت .لذلك  اهم شيء ان نخرج من هذه المرحلة بانها فترة و تمر اي  عند كل هبوط هناك صعود  بهدف ان نخفف من كل الضغوطات  التي تعترضنا وان يكون  هناك روتين معين عند الاولاد كما هو عند الكبار اي بعد الدرس  على الاولاد ان يمارسوا اي  نشاط داخل المنزل من رياضة او يوغا او سماع موسيقى اوالرسم   او الخروج نخرج حول البيت للمشي دون الاختلاط مع الاصحاب اهم شيء ان يعمل الشخص نشاط يريحه لان اهم شيء الصحة   بعدما جعلت كورونا من الناس  ان تخاف من المرض  حيث بتنا نتعامل مع الناس  نخاف منهم و عليهم .”

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This