فتح إيلون موسك أمام البشرية آفاقا تحبس الأنفاس لاستصلاح المريخ وتعهد بأن يرسل بحلول عام 2024 أول بعثة مأهولة إلى الكوكب الأحمر.
وسينتقل بحلول عام 2050، حسب موسك، باستخدام مركبات “ستارشيب” المأهولة نحو مليون مستوطن إلى المريخ حيث سيعيشون تحت غطاء زجاجي.
ثم سيقوم المستوطنون الأوائل بتحويل المريخ إلى كوكب يشبه الأرض.
وتقل مع مرور الوقت عقبات تقنية أمام تحقيق تلك الفكرة على الرغم من بعض المشاكل المؤقتة. ولا شك أن، إيلون موسك، سيتمكن من بناء صاروخ فائق الثقل سيكون بمقدوره نقل “ستار شيب” المأهولة إلى المريخ.
إلا أن هناك مشكلة غير تقنية تعود إلى الإنسان نفسه وقدرته على البقاء.
من المعلوم أن الفضاء هو بيئة معادية للإنسان. ويعتبر التواجد خارج الأرض تجربة فيزيولوجية ونفسية قاسية بالنسبة إليه. ويعترض الإنسان خارج الأرض لتأثير الأشعة الكونية الضارة المميتة. كما أنه يعاني من انعدام الجاذبية وتناوب النهار والليل الذي اعتاد عليه على الأرض.
وقد كشف البحث الذي أجراه مؤخرا الأخصائيون من جامعة بنسلفانيا الأمريكية بدعم من ناسا ومعهد الطب الفضائي الألماني عن عقبة خطيرة أخرى على طريق استيطان المريخ وغيره من الكواكب.
وتبين أن ظروف الجاذبية الضعيفة التي يتميز بها المريخ لا تحد من القدرات المعرفية للإنسان فحسب بل وتؤثر سلبا على قابليته للتعرف على عواطف الغير أو بالأحرى على ذكائه العاطفي.
ونظرا إلى أن الذكاء العاطفي يتحمل مسؤولية إقامة العلاقات فيما بين الناس فإن غياب التلاحم والتفاهم بين المستوطنين يمكن أن يلعب دورا محوريا في بقاء المستوطن.
ومن المعلوم أن قوة الجاذبية للمريخ أضعف بكثير من قوة جاذبية الأرض. والإنسان الذي يزن على الأرض 90 كيلوغراما سيزن على المريخ 30 كيلوغراما فقط.
ويفترض أن تستغرق البعثة الأولى إلى المريخ 3 أعوام، بما فيها فترة الرحلة الفضائية ذهابا وإيابا. وسيواجه رواد الفضاء طيلة تلك الفترة ظروف الجاذبية الضعيفة.
وأجرى العلماء تجربة الجاذبية الضعيفة على فريق من المتطوعين يضم 24 شخصا حيث عرضوا عليهم أن يقضوا شهرين في وضع يدعى “وضع الخفاش” حيث يكون رأس المشارك أدنى من رجليه.
وعلاوة على ذلك تعرّض المشاركون كل يوم للدوران في جهاز الطرد المركزي لمدة 30 دقيقة بتسارع يتراوح بين 1g و2g.
وخضع المتطوعون كذلك طيلة شهرين لمختلف الاختبارات المعرفية.
وأظهرت نتائج الاختبارات انخفاض القدرة المعرفية وتباطؤ سرعة حل المشاكل لدى المشاركين في التجربة، ما يعني أن المستوطنين سيواجهون مصاعب ذهنية في حل المشاكل التقنية التي ستظهر آجلا أو عاجلا على سطح المريخ.
وبالإضافة إلى ذلك فإنهم صاروا يواجهون مشاكل متعلقة بقراءة العواطف التي تظهر على وجوه زملائهم ويصورون الوجوه السعيدة كأنها مشؤومة وغير راضية.
ويمكن أن تكون لكل ذلك عواقب وخيمة للمستوطنين الذين سيضطرون إلى الرد السريع على مختلف الأوضاع الطارئة. كما سيضطرون إلى التواصل الوثيق مع زملائهم خلال فترة طويلة من الزمن.
وتوصل العلماء بعد معالجة كل العوامل المذكورة إلى استنتاج مفاده بأن من الأفضل أن يتحقق في الوقت الراهن استصلاح المريخ باستخدام الروبوتات التي لا تواجه مشاكل معرفية وذهنية.
المصدر: كومسومولسكايا برافدا