انقلبت حياتنا رأسا ع عقب فالحياة الاجتماعية تبدلت من بعد كورونا و جعلتنا نعيش السجن الكبير بفعل الحجر المنزلي الذي بدل كل مقومات الحياة و نمطها و حتى قضى على العلاقة الاجتماعية فيها الكثير من الالفة الى فرض قواعد جديدة منها التباعد الاجتماعي بهدف الحماية من شراسة فيروس العصر الا و هو كورونا حتى دفع بخبراء في علم النفس و المجتمع بان المجتمع اللبناني بات بحاجة الى اعادة تأهيل من جديد ؟ انما كيف و ما هي المحفزات التي تدفع بنا الى المواجهة او بالاحرى المقاومة الاجتماعية ؟ و هل الشعب اللبناني قادر ان يخرج من سجنه بسهولة التكييف و انها مرحلة استثانية و تمر ؟
لكل حالة نفسية اسلوبها
تتأثر عادات الناس وشكل علاقاتهم الاجتماعية مع بعضهم البعض بسبب التباعد الاجتماعي والتخلي عن سلوك اجتماعي مثل المصافحة بالأيدي وتبادل القبلات في المناسبات واتباع نظام صحي أكثر صرامة مما كان عليه الحال قبل ظهور وتفشي الفيروس وانتشاره، مثل هذه العادات يرى البعض أنها سوف تتأثر بكل تأكيد، خصوصا حين تطول مدة الإجراءات الاحترازية وبقاء تهديد الفيروس قائما، حتى بعد اكتشاف اللقاح ذلك أن الجانب النفسي قد يطول تأثيره لدى البعض، وقد يتحول الحذر النفسي إلى سلوك عام.
في هذا الاطار تحدثت الاختصاصية في علم النفس الدكتورة جانيت دكاش ل greenarea.info عن اهمية التأقلم ما بعد كورونا انما وفق كل حالة نفسية يمر بها الانسان مما قالت :”هناك عدة انواع من الناس تعاملوا مع الحجر الصحي منهم من خافوا من الكورونا انما عادوا الى حياتهم الطبيعية و منهم من فقد اشخاصا اعزاء عندهم نتيجة الكورونا مما عاشوها بطريقة جدا صعبة حتى اصيبوا بالهلع منها ومنهم من عاشوا متقوقعين على حالهم في الحجر المنزلي وهذا الشيء سيؤثرطبعا كيف سيعودون الى العمل و كيفية القبول في التعايش مع رفاقهم او التواصل مع بعضهم البعض .مقابل ذلك هناك اشخاص ارتاحوا الى الحياة السلبية الذي عاشوها في الحجر المنزلي مما يحتاجون طبعا الى اعادة تأهيلهم لانهم يعيشون الافكار السوداء والكبت النفسي الى حد الاحباط .اما الناس الذين كانوا قادرين بحكم عملهم نصف وقتهم شغل ونصف وقتهم دون عمل فهؤلاء افضل من غيرهم بالنسبة للتكيف و التأقلم من بعد فترة الحجر المنزلي خصوصا ان اغلبية الشعب اللبناني عنده مرونة و قابل للتكيف مما ساعده على التأقلم اكثر .”
و تابعت الدكتورة دكاش :” ما نعانيه اليوم اكثر من غير يوم من ظروف صعبة لان ليس لدينا مشكلة واحدة نعاني منها بل لدينا عدة مشاكل حياتية منها الضائقة المالية و الكورونا و الازمة المالية جميعها مع انفجار مرفأ بيروت تركت اذى نفسي و جسدي معا لذلك الناس الذين يعيشون بهذه الظروف الصعبة مع كورونا سيكون عندهم صدمة اصعب من غيرهم خصوصا الذين عاشوا في المناطق القريبة من الانفجار و الذين كانوا لديهم مالا و خسروه لان بالنسبة لهم المال له ثمنه يستعمل في وقت الشدة الا انه اليوم عند مرضهم لم يستطيعوا استعمال مالهم لكي يؤمنوا العلاج لهم في حال المرض والدليل على ذلك المشاكل التي عانوا منها عند شراء الة الاوكسيجين كون الاموال محجوزة في البنك و صعوبة استعمالها لتأمين العلاج و هذا الامر من الصعب وصفه لان الانسان جمع امواله حتى يستعمله عند الضيق و اليوم بات هذا الامر صعبا للغاية في تحقيقه . اما حالات الخوف من الموت و الذعر من الكورونا فانها ستزيد و لكن رغم ذلك يظل الشعب اللبناني قادرا على التكيف و التأقلم في تخطي صعوباته و على المجتمع المسؤول في حال فكر كيف يمكن ان يساعده يكون بوجود اللقاح المجاني لان بذلك يؤمن الحماية ويعطيه الامل على الرغم من الضائقة التي يعيشها اللبناني على كافة الاصعدة.”
الاطفال وسرعة التأقلم
من جهة اخرى توقفت الاختصاصية بالمعالجة النفسية في الرسم ميرا سعد عبر ل greenarea.info على ضرورة مساندة الاطفال في الحجر المنزلي باللجوء الى عدة طرق ترفيهية مما قالت :”نعمل على عدة اقتراحات للاهل لكي يتمكنوا في معرفة التصرف مع اولادهم في فترة الحجر المنزلي سواء من ناحية دفع الاولاد الى اللعب ضمن نظام روتيني اقل تاثرا بمعنى نساعدهم على الحركة للتعبير عن ذاتهم مع القليل في اللجوء الى الاونلاين مما ننصح الاهل ان يتركوا اولادهم يلعبون كيفما يشاؤون دون تقيدهم حيث تافجئنا ان الاطفال يستطيعون التاقلم والتكيف بسهولة اكثر مما هو عند الكبار مقابل ذلك اهمية الدعم من قبل الاهل لهم و اذا صدر من اولادهم اي من الانزعاج او قلق على الاهل احاطتهم بعناية مع الانتباه ان العلاج يكمن ان كل ولد له حالته الخاصة وشخصيته في المعالجة.”
المجتمع تغير كليا ما بعد كورونا
في المقلب الاخر شرح الاختصاصي في علم الاجتماع الدكتور عبدو قاعي ل greenarea.info عن ان كل مقومات الحياة تبدلت بفعل كورونا مما قال :”ان كورونا دخلت في داخل التطور المجتمعي و هذا مؤلم جدا نتيجة ازمة المناخ التي مرت بنا حيث جرى تمزقا في البيولوجيا بين الحيوان و الانسان و هذا ليس بالصدفة و من الصعب ان نعود مثل كنا سابقا لان الذي قبل كورونا مختلف كليا عن بعده اي ليست مسألة و تنتهي و بعد ذلك نعود عما كنا عليه و الزمن الذي سيأتي مختلف عن الزمن الذي مضى و لا احد قادران يتصور المرحلة التي وصلنا اليها مما علينا اعادةالتاقلم والاعتياد عليها على نحو مراجعات.”
و اضاف الدكتور قاعي :”بالرغم من الالتزام بالتباعد الاجتماعي سنجد لها اشكاليات جديدة اي سنظل في حالة قربى بمعاني جديدة علينا ان نكون خلاقين للقربى الانسانية في طرق جديدة اي بسلوك حديث تجعلنا نتخطى هذا التمزق الذي نحن فيه كوننا نحن في انحدار حضاري في حال لم نقم بالمراجعات اللازمة على مستوى ازمة المناخ مما علينا ان لا نكمل بالحريق الذي نحن فيه يعني حريق الموارد بل ايجاد بدائل تسمح لنا الى الذهاب في اتجاهات اخرى بهدف تخفيف من ازمة التمزق في البيولوجيا عندنا لان يمكن ان تحصل مثل كورونا اوفيروسات اخرى و من المحتمل ان يصير الكثير مثل هذه الفيروسات لان اذا حصلت مرة من الممكن ان تحصل مرات عدة اي نحن في حال ترد ومهوسين بالتكنولوجيا جعلتنا لم نفكر بانفسنا.”