“بكفي تعاملوني مثل الولد الصغير انا اليوم صاحب القرار ” كم من المرات رددها المراهق امام اهله و الاخطر من ذلك ان بتمرده هذا يعيش مرحلة من العنف في تصرفاته و ردات فعله و الذي زاد الطين بلة عند وضعه في السجن الكبير الا و هو الحجر المنزلي و الدروس التي يتلقاها اونلاين و هاجس كورونا كل ذلك غير من معالم شخصيته و انقطع عن التواصل الحقيقي و بات تواصله من خلال عالم الشبكة الالكترونية مما جعلته يعيش فترة من الكابة و الاحباط و القلق فاين دور الاهل في احتضانه ؟
العناد و التمرد
لا شك ان مرحلة المراهقة في حد ذاتها صعبة وجعلتها كورونا أصعب فمع الاقفال وإلغاء الأنشطة يفتقد العديد من المراهقين بعضا من أهم لحظات حياتهم التي تتمثل في لقاء الأصدقاء والذهاب إلى دور السينما والمسرح والمطاعم وأماكن السهر محادثة أصدقائهم أو المشاركة في الدروس فكيف نساعدهم على التكيف؟
حسب منظمة الصحة العالمية تعد المراهقة (10-19 سنة) مرحلة فريدة وتكوينية. إن تغيرات بدنية وعاطفية واجتماعية متعددة، بما في ذلك التعرض للفقر أو إساءة المعاملة أو العنف، يمكن أن تجعل المراهقين عرضة لمشاكل متصلة بالصحة النفسية. لذلك إن تعزيز السلامة النفسية للمراهقين وحمايتهم من التجارب الضارة وعوامل الخطر التي قد تؤثر على إمكاناتهم في النمو ليسا ضرورين لسلامتهم خلال فترة المراهقة فحسب، إنما أيضًا لصحتهم البدنية والنفسية في مرحلة البلوغ.
أما اليوم فقد بات عالم هؤلاء مقتصراً على المكوث في المنزل وتمضية ساعات وراء شاشة الكومبيوتر سواء كان ذلك بهدف التعلّم عن بعد أو التواصل مع الأصدقاء.
مع العلم إن شخصية المراهق التي تتميز عادة بميلها للاستكشاف وتشهد مجموعة من التغيرات الجسدية والنفسية التي يمر بها خصوصا و انها مرحلة انتقالية من الطفولة إلى الشباب، ودائماً ما تعتريها صعوبات زادت بفعل الظروف الاستثنائية ونتيجة التغيرات الفجائية حيث وجد المراهق نفسه في البيت لمدة طويلة من المتوقع زيادة الضغوط عليه كالقلق والخوف على المستقبل لذلك من الضروري تفهم مشاعر المراهق التي يترجمها على شكل سلوكيات مثل العناد أو التمرد أو المعاكسات أو الانسحاب والانعزال ومن الخطوات المهمة بمثابة مفتاح النفاذ لقلب وعقل المراهق هي ترك مساحة للمراهق للتعبير عن مخاوفه بحرية والانصات إليه، الرد على تساؤلاته بواقعية، تعزيز شعوره كشخص فعال في الأسرة، وخلال التزامه بالبقاء في البيت من المهم المحافظة على روتينه اليومي والتخطيط لوقت نومه وتكليفه ببعض المسؤوليات اليومية وتخصيص وقت له للترفيه مثل ممارسة الرياضة و ما يشبهها من انشطة تساعد على النمو الفكري و الجسدي .
مرحلة النمو لم تكتمل
في هذا الاطاراهم ما تم التوقف عنده الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور شربل سكاف ل greenarea.info ان تأثير الحجر المنزلي على المراهق ليس فقط نفسيا و انما في نموه بيولوجيا مما قال :” لا شك ان تأثير الحجر المنزلي له اثر على نفسية المراهق نظرا لحرمانه من التفاعل الاجتماعي وجها لوجه قد يؤدي طبعا إلى عدة مشاكل منها الصحية العقلية والسلوكية والمعرفية خصوصا و ان المراهق في هذه المرحلة يعيش مشاعر القلق والضغط النفسي والكآبة والوحدة والخوف حتى اتت ظروف الحجر المنزلي بدلت روتين حياته ونمط مقومات الحياة بالكامل اذ انه لم يعد يستطيع ان يخرج مع اصدقائه او ان يذهب إلى المدرسة كالمعتاد بل حلّ مكانها التعليم اونلاين مما زاد شعوره بالوحدة فيما يحاول في هذه المرحلة ان يبني عالمه الخاص به اجتماعيا اي هويته الشخصية فصحيح ان التواصل مع رفيقته يكون عبر التواصل الاجتماعي انما هذا لا يكفي نموه الجسدي الذي يتطلب ان تكون بالقرب منه لان الامر لا يكون فقط عاطفيا بل بيولوجيا اذ ان المكوث في المنزل لفترة طويلة قد تؤثر عليه في صحته النفسية و مهاراته الاجتماعية خصوصا و ان الحجر المنزلي بدل حياته راسا على عقب و على الاهل دعمه و مساندته لتخطي هذه المرحلة الدقيقة أكثر من أي وقت مضى .”
الازمة الاقتصادية وارء كل علّة
بدوره اوضح الاختصاصي في العلاج النفسي الدكتور احمد عويني عبر ل greenarea.info بان الحالة الاقتصادية المتأزمة وراء كل علّة مما قال : “يجب الاخذ بعين الاعتبار ان القلق والتوتر والانفعال من أبرز التأثيرات النفسيةعلى المراهق خصوصا في فترة الحجر المنزلي الا ان العامل الاساسي وراء كل ذلك الا وهي الازمة الاقتصادية التي ضاعفت هذه العوارض المذكورة انفا عند المراهق لذلك التشديد اليوم على الاقتصاد لان هو سبب كل علة فاذا كان وضع الاهل جيدا فهذا ينعكس على نفسية المراهق اما اذا كان عكس ذلك فلا شك انه يؤثر سلبا على نفسيته . من دون ان ننسى اهمية دعم المراهق في دراسته اونلاين التي غيرت من نمط حياته في ظل الظروف المرافقة اليوم من حجر وخسارة وظائف للأهل أحيانا والظروف المعيشية الصعبة وغيرها من مسببات التوترتزيد من قابلية الأهل للانفعال السريع والغضب على اولادهم الذين أصبحوا أكثر هشاشة حيث يتعرضون للمزيد من الضغط والتوتر والتأنيب وهم موجودون في المنزل يستمعون إلى كل ما يجري من حديث حول الصعوبات والضغوط في هذه المرحلة مما يكون المراهق تحديدا أكثر عرضة للضغط النفسي و لا بد من الوقوف بجانبه .”
الابتعاد عن الاخبار السلبية
امام كل ما يعانيه المراهق فلا بد من ايجاد مخرج فيه من الامل فكان ان شددت المدربة في علوم رفع الوعي الدكتورة منى سنان عبر ال greenarea.info على ضرورة الابتعاد عن الاجواء الضاغطة خصوصا المراهق بما يمر من معاناة فيها من القلق مما قالت :” أن التعرض لسماع الاخبار السيئة بشكل مستمر لا يساعد الصحة النفسية الى تحسن بل الى تراجع لدى الأشخاص الموجودين رهن الحجر الصحي خصوصا المراهق لذلك اهم ما في الامرالابتعاد عن سماع كل ما هو سلبي يزيد من التوتر لانه يهد من عزيمة المراهق و تزيده كأبة بل عليه اللجوء الى الوسائل الترفيهية كونها ترفع من معنوياته مع اهمية احاطة الاهل به بانها مرحلة و تمر وان الحجر الصحي فرصة للاستفادة من الدفء العائلي بمشاركة الأسرة أنشطة ترفيهية دون أن ننسى أهمية ممارسة الرياضة للجميع في مثل هذه الأوقات .”