بعد سلسلة من الضغوطات اليومية و الافلاس على كل الاصعدة اي مجتمع يتحضر مستقبلا ؟ فكل يوم هزّة بدن اذا صح القول الى حد البهدلة للمواطن اللبناني حتى غدا مصيره على كف عفاريت لما لا ؟ بدءا من انقطاع الادوية الى شح بالمواد المدعومة حتى وصل بهم الى ذّل اللبناني سواء على حصول الحليب ام الزيت ام الاوكسيجين و غير ذلك من كمية حقن اللبناني بالضغط اليومي مع غلاء الاسعار و عصفورية الدولار الى حد الشرشحة للحصول على الخبز و البنزين و ماذا بعد ؟ لقد شوهوا صورة اللبناني الطموح بكفائته لمستقبل افضل اما اليوم فهو يعيش الانهيار والموت البطيء فما هو رأي خبراء علم النفس و الاجتماع عن اي مجتمع لبناني سنصل اليه في القريب العاجل و سط غياب الدولة و مؤسساتها ؟
المسخرة النفسية
في هذا الاطار شرح باسهاب المعالج النفسي الدكتور وسام خير لgreenarea.info :”لقد وصلنا الى مرحلة بتنا بحاجة الى الامن النفسي في ظل ابتعاد الكتير من المسؤولين عن الشعب اللبناني كما و انه لم يعد احد يصدق اويثق بهم و الامر ذاته الذين يدعون ثورة على سبيل المثال نجد اللبناني مهددا بالحاجات الاساسية عندها يضطر اما يهزم او يهرب من واقعه و هذه ردة فعل غريزية عندما يكون مهددا بامنه و استقراره فيستعمل اي نوع من ردة فعل حيث كل شيء يصبح مشروعا. انما بالمقابل نظرا ما حدث من تجاوزات من قبل الذين يدعون الثورة دفع بالمسؤولين ان يفقدوا ثقتهم في ردات فعل الناس عند انتفاضتهم و الامر نفسه نجد الناس لم يصدقوا المسؤولين بما وعدوهم مما يعني صرنا بمرحلة بما تسمى المسخرة النفسية اي صرنا بمسرحية نمثل على بعض حيث ان الشعب اللبناني يحب التعبير في الكلام بحبه عن لبنان بانه الاحلى بينما في الواقع عكس ذلك اذا قارنا مما هو عليه في الثورات الاوروبية التي تذهب صوب الفعل و عندهم زعيم يوثقون فيه و يديرهم .اما في لبنان فهناك التعقيد السياسي و الطائفي و المذهبي كما و كلما يزداد الانحطاط كلما نعود الى القرون الوسطى يعني العودة الى رجال الدين الذين هم يديرون المشروع السياسي حسب ما يشاؤون كما و انه نفسيا نكون بحاجة لهذا الشيء كون هذا هو الرادع الاساسي الذي يجعلنا نشعر بالانتماء للوطن اي صرنا بمستوى منخفض في الحاجات النفسية ضمن الهرم بالحاجات النفسية اي في كعب الهرم .”
و الجدير ذكره حسب رأي الدكتور خير :” ان اللبناني وصل الى مرحلة فقد كل شيء خصوصا بما يسمى الحاجات الاساسية التي هي المأكل و المشرب و النوم و الامن والاستقرار و اذا وصل الى هذه المرحلة الدقيقة عندها يلجا الى الغريزة الجماعية من المتوقع ان تزيد مع مرور الوقت في ظل غياب اي رادع .و للاسف عندنا 80% من الطبقة السياسية غير متعلمة و 20 % متعلمة مما يعني عندما تكون الطبقة السياسية غير متعلمة فالشعب سيتبعها على اخبار لا قيمة لها و يزداد فقرا مع العلم ان الفقر يزيد من الاضطرابات النفسية بمعنى ان الشعب الللبناني يعيش صدمة نفسية و اجتماعية كبيرة من الصعب الخروج منها خصوصا ان الطريقة التي تتبعها الطبقة السياسية تدفع الناس الى الهجرة .”
الانزلاق نحو الموت البطيء
اما الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور انطوان سعد فرأى ان المجتمع اللبناني يتجه الى لانحدار الى حد الموت البطيء مما قال ل greenarea.info عن الضغط اليومي الذي يتلقاه اللبناني بالجرعات المتواصلة مما قال :”ان هذاالتراكم من الضغوط النفسية يؤدي الى الموت البطيء كون مقومات الحياة بهذه الظروف الضاغطة لم تعد موجودة مما تخف تدريجيا في ظل شح بالموارد الاساسية كل ذلك يؤدي الى الموت الذي يكون على نحو التالي اما موت الافراد بحد ذاتهم فهذا يعني ان الاشخاص يموتون او يسببون الموت للذي يعتبرونه مسؤولا عن ما حصل معهم حيث ان الشخص الذي ينازع اما يسترسل للموت و يقول انه عاجز لا استطيع ان اعمل شيء و يترك نفسه تنزلق لهذه النهاية او يقول انه لا يترك حاله الى الانزلاق او ياخذ معه السبب الذي ادى به الى الانهيار مما ينتج عن ذلك نوعا من الانفجار المشترك بمعنى اذا اختار الشخص الموت فالبقية يجب ان يموتوا ايضا على نحو علي و على اعدائي و على من هم المسببين للوضع السيء الذي نحن فيه مما نجد ان هناك اشخاص سيذهبون حكما بطريق معين و اخرين بطريق اخر.”
و اضاف :” هناك حل على مستوى الشخصي ام المجموعة اي اذا كان على المستوى المجموعة شيء و على المستوى الشخصي شيء اخر فاي مجموعة باي بلد اذا واجهت هكذا ظروف او صعوبات هناك عدة حلول حسب البلد الذي نحكي عنه حيث ان المسؤولين يقررون تغيير سلوكهم فيحسنوا الوضع الاجتماعي و هذا ليس حال لبنان او اللجوء الى المحاولة الاخرى كالانقلاب العسكري اي المجموعة لا تستطيع ان تتقبل الواقع السيء بالتالي السلطة لا تغير مما يكون القاسم المشترك بين الشعب و السلطة تلك الاشياء العسكرية اي المرجعيات العسكرية و الامنية كي تستلم الحكم لاجراء التغيير على مستوى المجموعة حيث ان الشعب هو الذي يتحرك منتقضا على الواقع المرير .اما على المستوى الشخصي فكل واحد يستطيع ان يدرس وضعه الاجتماعي من موقعه فيستعمل كل طاقاته و قدراته لحماية ذاته و مواجهة هذه الصعوبات لاطول فترة ممكنة و هذا يعود لكل شخص و قدراته الداخلية بما يملك من مقومات و موارد لكي تساعده على التأقلم مع الظروف الصعبة في انتظار حدث معين لكي تنقلب الامور رأسا على عقب كلها في انتظار ذلك ما عليه سوى ان يصمد بينه و بين نفسه على المستوى الفردي لاطول فترة ممكنة لحين وصول التغيير المنشود بطريقة او باخرى .”
المهم روح التعاون
في المقلب الاخر طالبت الاختصاصية في علم الارشاد الاجتماعي جويل سمعان القصيفي عبر ل greenarea.info بضرورة اتباع المساعدة و مد يد العون لتجاوز الازمة بسهولة مما قالت :”ان المرحلة التي نمر بها صعبة للغاية انما هي انتقالية مما يتطلب الامر ان تظل العائلات جدا متماسكة و نشعر مع بعضنا في الظروف الصعبة في مساندة بعضنا البعض في هذه الفترة الدقيقة لان القليل جدا من الناس سيستطيعون ان يصمدوا و يتجاوزون هذه المرحلة الصعبة . مما يجب تدعيم الراوابط الاجتماعية لكي تصبح اقوى من اللازم بمعنى تعزيزالعمل الاجتماعي ليس بالضرورة ان تكون مساعدة اجتماعية بل المهم هي روح التعاون الاجتماعي بين اللبنانيين وتأمين المساعدة في اقل شيء موجود عندنا لان لا نستطيع الاتكال على احد كالمؤسسات الوطنية او الاجتماعية للعمل الخير لان مردودها المادي بات محدودا من خلال التبرعات التي باتت قليلة و الى تراجع كل شيء . مما علينا ان نتجاوز المرحلة الصعبة بهدوء في تأمين لبعض المساعدات حتى لو اتت بسيطة بمعنى بحصة تسند خابية اي علينا ان نتشارك مع بعض المواد الغذائية الاساسية على سبيل المثال دون تخبئتها فالعطاء المشترك يعزز العلاقة الانسانية التي يجب ان تكون موجودة في هذه الفترة و التي هي خلاصنا الوحيد .”