الى متى سيظل اللبناني صحته مهددة و كبش محرقة من التلوث القاتل وسط اهمال متعمد او غير متعمد على البيئة سواء في هوائها او ترابها و في مياهها حيث نالت بحيرة القرعون النصيب الاكبر من التلوث السام و افسدت الاسماك فيها حيث انفق العديد منها و هنا تكمن الخطورة في بيعها في ظل غياب الرقابة رغم كل التحذيرات من ذوي شؤون البيئة و الصحة في تفاديها. ليبقى السؤال يطرح نفسه : ما هي المخاطر الصحية على الانسان في حال تناولها من دون ان يدري من مصدرها و انها مشبعة بالسموم ؟
القرعون تنازع من سموم الاهمال
تعتبر بحيرة القرعون من أكبر البحيرات الاصطناعية في لبنان حيث يقع عليها أكبر سدود البلاد فضلا انها مصدراً أساسياً للري ولتوليد الطاقة الكهربائية وتبلغ سعتها نحو 220 مليون متر مكعب من المياه، إلا أنها تعاني منذ عقود مع أجزاء واسعة من نهر الليطاني من مستويات تلوث خطيرة، أبرز أسبابها مياه الصرف الصحي والنفايات الصناعية والمواد الكيميائية التي تستخدم في الزراعة. اذ أنّ تلك البحيرة أصبحت أكبر مستنقعٍ للصرف الصحي في لبنان ولنفايات 69 بلدةٍ ومصانع كثيرة تمتد على طول ضفاف نهر الليطاني. هذا التلوّث المتراكم منذ عقودٍ، تُضاف إليه مشاهد مؤسفة صور الأسماك الكارب النافقة و التخوف من بيعها في الاسواق في ظل غياب الرقابة الصارمة خصوصا أن هذا النوع من الأسماك يعدّ الأكثر مقاومة بين بقية الأنواع لشتى أنواع التلوث، والأكثر قدرة على العيش في ظروف غير آمنة كنقص الأوكسيجين و لكن التسمم فاق المعدل الطبيعي و اغرق الاسماك في سموم التلوث.
مقابل ذلك حذرت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني من مرض وبائي وفيروسي خطير قابل للانتقال، مشيرة في تقرير أولي إلى أن الوباء يستهدف نوعاً معيناً من أسماك القرعون هو سمك الكارب، معتبرة أن هذا الوباء يفاقم أزمة الأسماك في الليطاني جراء التلوث الكيميائي والبيولوجي الناتج عن الأنشطة البشرية الصناعية والزراعية والسكنية.و رغم كل النداءات من سلسلة التحذيرات مازالت بحيرة القرعون وهي تروتها السمكية غاطسة في بحر من التلوث القاتل .
تحديد المواد الكيميائية السامة
في هذا الاطار وجه الاختصاصي في الطب وإدارة الكوارث جبران قرنعوني عبر ل greenarea.info سلسلة تحذيرات لتفادي التلوث السام الذي لحق معا مياه بحيرة القرعون و الاسماك مما قال:”اذا تم فعلا تسمم في المياه فالمشكلة لا تكون في السمك المتسمم انما في البحرمكان الذي يصب فيه النهر نظرا للمواد الكيمائية التي ادت الى نفق السمك او موته مما تؤثر مباشرة على صحة الانسان في حال سبح في المياه ام بلعها لذلك ممنوع منعاباتا اي شخص يسبح في هذا المكان الملوث او ياكل الماكولات البحرية من الان لغاية اسبوعين حتى تجرى الابحاث عن المياة الملوثة في مختبر لكي نعرف ما هي المواد الموجودة في السمك اي خصوصا اذا كانت مواد كيميائية خطرة حتى السباحة ممنوع في هذا المكان ليس لان السمك ملوث بل لانها تؤثر على الجلد و على التنفس او في البلع و العيون والجهاز التنفسي و الجهاز الهضمي خصوصا اذا كان هناك من مواد كيمائية مما ادت الى نفق السمك .كما يجب اصدار قرار منع صيد السمك و اكله فالمهم ان نعرف مكان صب النهر الملوث لان ممنوع احد يقوم في ريّ زراعته منه لان في حال فعل ذلك كمثل حال بحيرة القرعون فورا المواد الملوثة في المياه تسمم التربة لو بكمية متدنية و بالتالي تسمم الزراعة و السمك معا .”
الخطورة في تراكمات السموم في انسجة السمك
بدورها شددت الخبيرة في البيئة الدكتورة فيفي كلّاب عبر لgreenarea.info على اهمية الرقابة الذاتية في شراء السمك و التأكد من مصدرها في ظل عجز الدولة بضبط بيع الاسماك النافقة مما قالت :”لا يجب اكل السمك من بحيرة القرعون في ظل غياب الرقابة سواء من وزارة الصحة او من دائرة المستهلك لان هناك تخوف من ان يشتري الانسان السمك من اي مكان دون معرفة صحة سلامته لان اي شك في ذلك من المؤكد ان يلحق الضرر على صحة الانسان سواء اسهال او تقيؤ الى حد التسمم منها حسب كمية السمك التي اكلها لان كل سمكة تاكل سمكة اخرى مما يعني اذا اكل الانسان سمكة يكون قد اكل ضمنا عشر سمكات صغارلان المشكلة تكمن في التراكمات في انسجة السمك هنا الخطورة بعينها .”
الجديرذكره حسب ما جاء على لسان الدكتورة كلاب :” من الضروري شراء السمك من مكان امن موثوق فيه لتفادي السمك المسمم من بحيرة القرعون لان عمليا تحتوي على السموم فضلا انها رائحتها النتئة تفوح بعد اسبوع كما و انه بالمقابل يجب التنبه بان بعض الاسماك يقال انها طازجة انما هي تاتي من عدة بلدان سواء مصر و سوريا و تركيا كون لبنان ليس لديه سمك يكفيه حتى ان صيد السمك لا يلبي حاجة السوق . من هنا علينا التاكد من المكان الذي نشتري منه السمك وان نكون زبونا عند بائع السمك كي لا يخدعنا دون الشراء من اي مكان لذلك من الضروري التشدد ان يكون هناك رقيب و حسيب في ظل غياب الدولة و الرقابة المشددة .”
السمك النهري غير مستحب
في المقلب الاخر رأى الاختصاصي في الطب العام الدكتور حبيب حزقيال انه من الطبيعي اذا كانت البحيرة القرعون فيها من المواد الملوثة فلا بد ان تتأثر الاسماك بملوثاتها انما علينا التنبه في عملية شراء السمك المستوفي الشروط الصحية مما قال ل greenarea.info:”لا نريد ان نعمل هلعا انما في الوقت نفسه ان جميع السمك في بحيرة القرعون تعيش في المياه الحلوة الملوثة نظرا لتلوثها بالمياه المبتذلة و النفايات فضلا عن المعادن الثقيلة التي جعلت من لحم السمك معباة بالملوثات و مضرة في الصحة انما بالمقابل نجد مشاريع زراعية تقوم في تربية السمك في البحيرات كما هو الحال في بسكنتا وهي تستوفي كل الشروط الصحية. مع الاشارة الى انه في شهر رمضان لا يكون هناك اقبال على السمك كونه يزيد من العطش مما يتفاده الصائمين و حتى غير الصائمين لان السمك النهري خصوصا غير مفضل عند الناس لان فيه حسك كتير و اشياء اخرى فكيف اذا كان ملوثا فمن المؤكد الابتعاد عنه .”