اعتاد العالم على استعمال الكيان الصهيوني في حروبه أسلحة ممنوعة دوليًا من دون أن يرفّ أي جفن للمجتمع الدّولي ولا حتى العربي الذي ركبت قياداته مؤخّرًا حافلة التطبيع دون أدنى خجل!
قضايا كثيرة رفعت بسبب استعمال الأسلحة الممنوعة دوليًا من دون أن تلقى الآذان الصاغية لانه يحق للكيان الصهيوني ما لا يحق لغيره، ولان أميركا هي الداعم الأكبر له. في هذا الإطار، وفي زمن غير بعيد وفي عام 2018 استخدمت قوات الجيش الإسرائيلي أسلحة محرّمة دوليا كـ”الرصاص المتفجّر”، ضد التجمعات السلمية للمتظاهرين، قرب حدود قطاع غزة.
وليس جديدًا على “إسرائيل” أن تتعمد استخدام أسلحة محرمة دولياً في كل حرب تخوضها ضد العرب. ففي لبنان عام 2006 استخدمت قنابل عنقودية لا تزال تفتك بأعضاء الناس وفي حربها على غزة عام 2008 جرّبت أنواعاً من القنابل المحرمة دولياً لاحتوائها على الفسفور الأبيض.. وها هي اليوم القنابل الفراغية والإرتجاجية في قصف المباني. وهي قنابل تعمل على تفريغ الهواء الداخلي من المبنى المستهدف، فيؤدي الاختلاف الكبير بين الضغط الداخلي المنخفض جدا للمبنى والضغط الخارجي المرتفع، إلى انفجار المبنى وانهياره نحو الداخل.
القنبلة الفراغية هي قنبلة تقوم بإفراغ الهدف من الهواء، حيث تمتص عند انفجارها الأوكسجين الموجود في محيط الانفجار. تحتوي على ذخيرة من وقود صلب يحترق بسرعة عالية ويتحول إلى غاز أو سائل رذاذي ملتهب يمتص الأوكسجين، فيهجم الضغط الجوي من جميع الجهات ليعوض الأوكسجين المنعدم.
تحدث عند انفجارها غيمة تفجيرية تنتج عنها كرة نارية هائلة وتفريغ كبير في الضغط. وتبلغ درجة الحرارة الناتجة عن عملية التفجير نحو ثلاثة آلاف درجة مئوية، فتكون بذلك ضعف الحرارة الناتجة عن القنابل التقليدية.
لا يقتصر التدمير في المنطقة المستهدفة على واجهات المباني أو السطوح بل إن الأجزاء الخلفية من كل ما هو موجود يصيبها الدمار أيضا. وحتى الأهداف التي توجد تحت الأرض كالمخابئ والمخازن والأنفاق فإنها تصاب بالدمار. وهذه الأهداف المحصنة لا تصلها الأسلحة التقليدية غالبا، غير أن القنبلة الفراغية تصيبها. ولأن المحيط المستهدف يفرغ ما فيه من الأكسيجين، وبسبب ارتفاع درجة الحرارة المتولدة عن الانفجار يهلك جميع الأحياء اختناقا واحتراقا وتزول المباني انهيارا وانهداما.
القنبلة الفراغية هي من القنابل التي يحظر استخدامها بحسب الاتفاقيات الدولية شأنها في ذلك شأن القنابل الفسفورية وقنابل النابالم والقنابل الانشطارية والقنابل العنقودية.
تتميز الإصابات بالقنابل الفراغية بتهتك وتلف كبيرين في أعضاء الجسم الداخلية، بينما تكون الآثار والجروح الخارجية على الجسم سطحية وطفيفة، والجدير بالذكر أن الاحتلال الإسرائيلي استخدم القنابل الفراغية في أثناء اجتياحه للبنان وحصار بيروت عام 1982، وأيضا أثناء حرب تموز 2006 وتعد أميركا من مصنعي هذه القنابل الفراغية وتبيعها لعدة دول في أوروبا و الشرق الأوسط.