” ما في الا الاكل لفش الخلق  ” كثيرا ما ترددت هذه العبارة خصوصا خلال فترة الحجر المنزلي نتيجة كورونا فزاد “التلقمش ” بشكل عشوائي و كانت نتيجته سمنة زائدة في الجسم حيث فسره علماء النفس مرده الى ان  الازمات النفسية التي يعيشها اللبناني  يجعله يجد  التلقمش وسيلة للهروب من  واقعه الاليم .انما الاسوء من ذلك ما يترتب من نتائج اليمة و مضاعفات صحية فهل من طرق للتخلص من هذه العادة غير المنتظمة ؟

ابحاث نفسية صحية                        

في بعض الأحيان نشعر  برغبات ملحّة وشديدة في تناول الطعام عندما نكون في أسوأ حالاتنا النفسية، فقد نتجه إلى تناول الطعام للشعور بالارتياح  بوعي أو من دون وعي  عندما نواجه مشكلة صعبة أو ضغطًا نفسيًا أو مجرد محاولة لأن نشغل انفسنا باستمرارحيث ان  الشهية الزائدة المرتبطة بالحالة النفسية هي  في تناول الطعام باعتباره طريقة لتثبيط أو تخفيف المشاعر السلبية مثل الضغط النفسي والغضب والخوف والملل والحزن والوحدة، وقد تعمل كل من الأحداث الكبيرة في الحياة ومتاعب الحياة اليومية على تحفيز المشاعر السلبية مما يؤدي إلى الشهية الزائدة المرتبطة بالحالة النفسية وإفساد جهود إنقاص الوزن.

لا شك ان فيروس كورونا تسبب في تحفيز مشاعر القلق والتوتر لدى كثير من الأشخاص  وأدى إلى ضغوط نفسية كبيرة أثرت بالعمق على أسلوب حياتهم وعملهم وتصرفاتهم من بين التأثيرات السلبية التي تسبب فيها الفيروس، والعزل المنزلي الناتج عنه، الإفراط في تناول الطعام، والذي ينبع في كثير من الأوقات من الضغط النفسي وليس عن الجوع.

وفي هذا السياق ذكرت مجلة «فوربس» الأميركية عدة طرق تمكن الأشخاص من تجنب الإفراط في تناول الطعام الناتج عن الضغط النفسي وهو علينا ان  نفرِّق بين الجوع والتوتر.حيث ينصح الخبراء بضرورة أن ينتبه الشخص لما يخبره به جسمه، وأن يحدد ما إذا كان يتطلع إلى تناول الطعام كوسيلة لتخفيف التوتر، أو لأنه جائع بالفعل.

مما علقت اختصاصية التغذية والباحثة في كلية الطب بجامعة فيرجينيا الدكتورة آن وولف،  :”إذا كنت تعاني من التوتر والضغط النفسي، وشعرت بأنك جائع، فاجلس وقم بممارسة تمارين التنفس العميق، ثم انظر فقط ماذا سيحدث. ستكتشف حينها أنك لست جائعاً بالفعل.”

وأشارت وولف إلى أن هناك طرقاً أخرى أيضاً للتعامل مع الرغبة في تناول الطعام الناتجة عن الضغط النفسي، من بينها التجول في المنزل لبعض الوقت، والاتصال بشخص عزيز عليك، ومشاهدة برنامج تعليمي في أي مجال كان على موقع «يوتيوب»، وكذلك القيام بالأعمال المنزلية.

فتش ّ عن العلاقة بالام

في هذا الاطار اوضحت  الاختصاصية في علم النفس الدكتورة نجوى ابو عيد لgreenarea.info : ” ان الضغط النفسي بصورة غير مباشرة  له علاقة بما يسمى “التلقمش في الاكل ”  مرتبط اساسا في علاقة الشخص بامه مما نجد البعض لا يأكلون كثيرا و اخرين  يتجهون الى الشراهة . لذلك   تفاديا لاي اضطرابات نفسية و انعكاسها على عملية الاقبال على  الاكل ننصح باللجوء الى الروتين اليومي العادي  بهدف تنظيم الوجبات الغذائية كما كنا سابقا اي تحديد  توقيتها والامر ذاته في تنظيم وقت الدروس للاولاد و غير ذلك من امور حياتية اعتدنا عليها دوما لان اتباع الروتين المنزلي يساعدنا على  تنظيم الاكل تفاديا لاي عشوائية في تناول الطعام فضلا عن اهمية الجلوس  في جو هادىء بعيدا عن الضجيج عدا اهمية ممارسة الرياضة  لتنقذنا من الضغط النفسي الداخلي .”

الفراغ و الادمان على الاكل

في المقلب الاخر اوضحت الاختصاصية في التغذية   سينتيا ظريفة ل greenarea.info :” ان اغلبية المشاكل  في اضطرابات  الاكل يكون سببها  نفسيا مما ننصح في معالجتها عبر طبيب نفسي او معالج نفسي مثل حالات مرض انقطاع الاكل او شراهة الاكل  كما ان العصبية التي يشعر بها الانسان يحاول ان يعبرعنها في اغلب الاحيان في تناوله عشوائيا الطعام معتقدا  بذلك انه جائع  مما تدخل الامور ببعضها البعض  في الدماغ  فيلجأ الشخص الى الاكل كفشة خلق فاذا عدنا الى الاسباب  فتتبين انها اسباب نفسية تعود ان الانسان عندما لايكون عنده رقابة ذاتية على ما يعترضه يشعر انه  يستطيع ان يملأ الفراغ باللجوء الى الاكل  لانه يستطيع ان يتحكم به في حال واجه اي مشكلة فيعوض فيها بالاكل عدا ان الحجر المنزلي بفعل  الكورونا الذي فرض الضجر و الملل خصوصا عند الاقفال التام و الناس غير قادرة للخروج من منزلهم مما يكون الاكل امامهم  الملجأ  الوحيد للشارك فيه  مع العائلة عدا التعصيب الحاد نتيحة الازمة الصعبة اقتصاديا التي تدفع ايضا  بالانسان ان يفش خلقه بالاكل .”

 التعويض عن فرح داخلي  

بدورها  اوضحت الاختصاصية في التغذية ميرنا فتى عبر ل greenarea.info : “عندما يواجه الانسان ضغطا  نفسيا يتجه  الى الاكل لانه  يشعره بالفرح  او   التلقمش في الاكل  كونه بحاجة الى هورمون السعادة  التي تزداد مع الاطعمة المدهنة و  ايضا مع تناول الحلويات كون الضغط النفسي يزيد من هورمون الكورتيزون مرده ما يشعر به من كأبة  و عندما نكون في هذه الحالة ليس هناك من نظام في الاكل او برنامج غذائي متبع  مما نبحث على  ما يسمى باللقمشة لنضاعف الفرح الداخلي  و الامر ذاته عندما كنا في السابق نستلذ في شراء الاغراض في السوبر ماركت ام نلجا الى النادي الرياضي  للمارسة الرياضة اما اليوم  فلم تعد هذه الامكنة تسعدنا  بفعل الازمات النفسية التي نعيشها فبتنا لم نعد نشعر باي شي ء جميل او مفرح بل الاحباط و اليأس مما علينا ان نغير روتين حياتنا اليومية لان ذلك يؤثر على نمط  غذاؤنا .”

الكورونا و الوفاة من السمنة                                                                                                                                                                              

الا ان الابرز ما ذكرته الاختصاصية في التغذية الدكتورة نهلا حولاعبر ل  greenarea.info  انه تبين ان زيادة الوزن  تجعل من المصاب بالكورونا  ان يكون معرضا للوفاة مما قالت :”لقد مرت سنة و لا احد يستطيع ان يرى الاخر بفعل الحجر المنزلي تفاديا لنقل عدوى الكورونا مما يعني  ذلك  صعوبة اجراء  دراسة علمية واضحة لمعرفة اذا كان  هناك  من ترابط بين السمنة اي زيادة الوزن و الاثار الجانبية للكورونا  التي تجعل المصاب معرضا للوفاة بمعنى ان السمنة  تجعل المصاب بالكورونا عنده اثار جانبية خطرة  الى حد  الوفاة من دون  ان ننسى  ان  الحجر المنزلي زاد  من وزن الناس و الدليل على ذلك اذا سالت احدهم  يقول لك من وراء  الاقفال التام  بفعل  الكورونا نتيجتها اللاحركة .”

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This