التقطت مركبة “كيوريوسيتي” صورا لظواهر جوية غير عادية للغاية على المريخ، على عكس أي ظاهرة على الأرض.
وتتمثل في السحب التي تتشكل على ارتفاع كبير لدرجة أنها تتكون في الغالب من ثاني أكسيد الكربون المتبلور بدلا من الماء.
ويأتي الكوكب الأحمر عبارة عن صحراء جافة وجليدية، ولكن ما يزال هناك بعض السحب في غلافه الجوي الرقيق، وتتشكل في كثير من الأحيان بما يكفي للتأثير على مناخه. وتختلف غيوم المريخ عما اعتدنا عليه على الأرض، حيث تتكون غيوم المطر الشائعة في الغالب من قطرات الماء المعلقة. وتتكون السحب على سطح المريخ من قطع صغيرة من الجليد تتبلور حول جزيئات الغبار المعدنية، على غرار ما يسمى بالسحب الساطعة الليلية على الأرض.
ورصدت المركبة الفضائية “كيوريوسيتي” التابعة لوكالة ناسا سحبا من موقعها في وقت أبكر مما كان متوقعا. وفي مارس، عندما كان الكوكب الأحمر يمر في الوقت نفسه من العام المريخي، كان لدى المستكشف الآلي كاميراته الجاهزة للقيام ببعض التصوير المكثف للسماء. وأفاد الفريق يوم الجمعة بأن الملاحظات أدت إلى بعض الاستنتاجات غير العادية حول طبيعة ظاهرة الغلاف الجوي.
وبدت الغيوم وكأنها تشكلت حديثا وتتحرك على ارتفاع أعلى من الحد المعتاد البالغ حوالي 60 كم. وتبين أن درجة الحرارة في تلك المنطقة من الغلاف الجوي منخفضة بما يكفي لتبلور ثاني أكسيد الكربون. لذلك كانت هذه السحب على الأرجح مكونة من جليد جاف، وليس من نظيرتها العادية ذات الأساس المائي.
ولا يعتبر وجود ثاني أكسيد الكربون الصلب بالأمر غير المعتاد على المريخ. وفي الواقع، تأتي الأغطية القطبية، التي تتكون من جليد مائي، مغطاة بطبقات رقيقة نسبيا من جليد ثاني أكسيد الكربون. ويتبخر هذا الغطاء في القطب الشمالي خلال فصل الصيف، بينما يظل الغطاء الموجود على القطب الجنوبي دائما، على الرغم من اختلاف سمكه وفقا للموسم.
وكانت السحب التي صورتها “كيوريوسيتي” ملحوظة أيضا بألوانها القزحية المذهلة، وهو شيء لا يصادفه المرء كثيرا على سطح المريخ. وتعكس بلورات الجليد ضوء الشمس من الغروب وتخلق عرضا جميلا.
وقال مارك ليمون، عالم الغلاف الجوي في معهد علوم الفضاء في بولدر، كولورادو: “إنني دائما ما أتعجب من الألوان التي تظهر: الأحمر والأخضر والأزرق والبنفسجي. إنه لأمر رائع حقا أن ترى شيئا ساطعا مع الكثير من الألوان على المريخ”.
المصدر: RT