ما عاد فيّ اتحمل ..بدي انتحر و اخلص  من هالدني..” تلك العبارة كثيرا ما نسمعها و يتم ترددها بين الناس نظرا لحجم الضغط النفسي التي يعيشها اللبناني بفعل الازمة الاقتصادية الصعبة حتى اوصلوه الى حد المسّ بكرامته نظرا للبهدلة و الذل الذي يعشيه يوميا سعيا وراء لقمة عيشه كل ذلك قد يصيبه بالاكتئاب الذي اذا ترك  دون معالجة قد يؤدي به الى الانتحار حيث علق كبار الاطباء النفسيين انه انتحار من الذل ! لم يصل اليه اللبناني يوما مثل هذه الفترة العسيرة التي يعيشها  فهل من طرق نفسية داعمة له للحد من هذه الظاهرة المأساوية المتفشية ؟  لا يرحم عنصر ااشباب

لقد ثبت طبيا أن معظم حالات الانتحار مرتبطة بالنواحي النفسية والوجدانية حيث يدخل الإنسان في حالة اكتئاب شديد يجعله يقدم على الانتحار. مما ذكرت منظمة الصحة العالمية بأن هناك علاقة بين الانتحار والاضطرابات النفسية خصوصا  الاكتئاب حيث أن هناك العديد من حالات الانتحار التي تحدث فجأة في لحظات الأزمة نتيجة انهيار القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة، مثل المشاكل المالية، أو انهيار علاقة ما أو غيرها من الألآم والأمراض المزمنة وكذلك العنف وسوء المعاملة  مما يؤدي ذلك الى الاكتئاب الذي يعتبر من العلل الشائعة على مستوى العالم برمته،ويختلف عن التقلبات المزاجية العادية والانفعالات العاطفية التي لا تدوم طويلاً، كاستجابة لتحديات الحياة اليومية. قد يصبح الاكتئاب حالة صحية خطيرة، لاسيما عندما يكون طويل الأمد وبكثافة معتدلة أو شديدة كما يمكن أن يسبب معاناة كبيرة للشخص المصاب به، وتردي أدائه في العمل أو في المدرسة أو في الأسرة. و ايضا يمكنه أن يفضي في أسوأ حالاته إلى الانتحار.  اذ انه في كل عام يموت ما يقارب 800000 شخص من جراء الانتحار الذي يمثل ثاني سبب رئيسي للوفيات بين الفئة العمرية 15-29 عاماً.

ليس كل من لجأ الى الانتحار مريض نفسي  

في هذا الاطار اهم ما اعلنه الاختصاصي في الطب النفسي الدكتورشوقي عازوري  ل  greenarea.info بان ليس كل مريض نفسي مصابا بالاكتئاب يؤدي الى الانتحار انما الذّل الذي يعيشه يؤدي الى ذلك مما قال  :” لا شك ان نتيجة ما وصلنا اليه من مرحلة مأساوية اقتصادية ادت الى الانتحار بما يسمى انتحار المذلة وهذا اهم ما يجب معرفته اولا لان ليس كل من لجأ الى الانتحار مرده انه مريض نفسيا مما يعني  ان اغلبية اللبنانيين صحتهم جيدة انما الوضع الاقتصادي و الاجتماعي المتأزم حيث  لا عمل  و فقر و جوع و العيش تحت وطأة  الضغط النفسي الحاد وسط المذّلة اليومية دفعت بهم الى الاحباط خصوصا ان ” الدنيا تعزّ” على كل لبناني . بمعنى ان  هذا الانتحار الذي نجده اليوم و نسمع به  ناتج  من الاهانة   التي اوصلوه اياه الطبقة السياسية منذ سنوات لدرجة جردوه من كل شيء فلم يعد يملك ليرة ليعيش بكرامة. فكم من اشخاص وجدناهم يأكلون من حاوية  النفايات او يتقبلون البهدلة  من اجل لقمة عيشهم  . فليس الاكتئاب الذي هو مرض نفسي يؤدي الى الانتحار عند اللبناني اليوم انما التداعيات الحالة الاجتماعية و الاقتصادية الضيقة التي وصلنا اليها .”

الخطورة في مدة العلاج الطويلة  

اما الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور شارل بدورة  فرأى عبر ل greenarea.info ان الضغط النفسي الذي يعيشه اللبناني يؤدي به الى الاكتئاب و بالتالي الى  الانتحار مما قال: “فمن الطبيعي ان المذّلة ستؤدي الى اكتئاب و بالتالي الى الانتحار  حيث ان اسباب الانهيار النفسي متعددة انما حين يلجأ الى  الانتحار يكون  في حالة اكتئابية . لذلك المهم ان نعرف ان له علاجا  انما يحتاج  الى وقت  لكي  يشفى منه  انما  الخطورة تكمن في المدة الطويلة للعلاج حيث لا يستطيع تحملها فيقدم الى الانتحار نتيجة  الاكتئاب الذي يعانيه و قد يؤدي به  الى دخول المستشفى  في بعض الاحيان .”

و اضاف الدكتور بدورة :”تفاديا لاي خطر الانتحار دعت حملات التوعية التي تقوم بها وزارة الصحة و عدد من الجمعيات الى المعاينة الصحية النفسية مجانا يقوم بها  قسم  من الاطباء النفسيين  سواء في المستوصفات  ام في  الجمعيات .مع اهمية معرفة ان الاكتئاب  يتم معالجته  من خلال  ادوية معينة للحد منه انما الاهم الانتباه الى عوراضه اذا بدأ يشعر المريض بان اكله  يخف  تدريجيا  و انه و لم يعد عنده اي قدرة للعمل على  اي شيءاو تراجع نومه ولم يعد اي شيء يفرحه حيث  يجد امامه مستقبلا اسود كل ذلك ان الانسان مصابا بانهيار نفسي مما لا بد من معالجته  تفاديا الى وصوله الانتحار مع الاشارة الى انه احيانا  هناك من يصاب في انهيار نفسي و لكن ليس عنده افكار انتحارية .”

لا بد من حراك للانقاذالتغيير                                                                                                      في المقلب الاخر توقف  الاختصاصي في علم الاجتماع الدكتور عبدو قاعي عبر لgreenarea.info حول  المستقبل القاتم و المجهول و انه لا بد من تحرك من عنصر الشباب لاحداث التغيير :” في القرن التاسع عشرالى  نهاية الثامن عشر اول من عمل في علم الاجتماع دوركايم  بان المجتمعات تتحول الى مجتمعات صناعية اما اليوم  فتبدل كل شيء نظرا للتحولات الكتيرة في المجتمع  حيث لم يعد الناس يعرفوا  الى اين يتجهوا لان المستقبل ليس واضحا ابدا امامهم  خصوصا عند الشباب مما عكس ذلك على  نسبة الانتحار عندهم   التي هي مرتفعة جدا في غياب  فسحة الامل لديهم  بانهم غير قادرين على تامين مستقبلهم  المهني والشخصي من دون ان ننسى تأثير كورونا في العالم و في لبنان ايضا على المجتمع ككل وسط غموض كلي و النتيجة ضياع  مما نتحول الى مجتمع مكتئب في ظل غياب  اليات الارشاد  و الرعاية الانسانية و الروحية و المدنية حيث  لم يبق الا بعض من الجمعيات تؤمن ببعض المساعدات و البقية دعايات .فعلا نحن في حال تمزق و نتجه الى تحولات  مما على الشباب الاتجاه نحو الثورة و التزام في التغيير و المراجعة  لان طالما ليس هناك  من التزام بحركات جديدة لايجاد اعمال حديثة و يضحوا بحياتهم من اجلها سيظل الضياع موجودا لان الالتزام على مستوى الشعبي غير موجود لكي يخرج الشباب من هذه الدوامة عندها يخف الاكتئاب عندهم.”

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This