تدخل الروبوتات تدريجيا في حياتنا اليومية، حتى أصبحت تعمل إلى جانب الإنسان في المصانع والمستشفيات والمزارع والمكاتب والمطاعم والمقاهي وكذلك في المنازل.
ويمكن القول، مع كل هذا تفتقد الروبوتات للإنسانية. صحيح يمكن أن تكون شبيهة ظاهريا بالإنسان، ويمكنها التحدث وإبداء الرأي وغير ذلك. ولكن تبقى بينها وبين الإنسان هاوية.
ولكن باحثين من كلية الهندسة والعلوم التطبيقية بجامعة كولومبيا الأمريكيةـ انتبهوا إلى مسألة نفسية. تكمن في تعابير الوجه التي هي إحدى أهم طرق التواصل بين البشر. وهذه التعابير تعكس الحالة العاطفية للشخص وقدرته على التعبير عن المشاعر في اللحظة المناسبة. وهذه مهمة جدًا للتواصل بين الناس. وكما هو معروف، الروبوتات المستخدمة حاليا تفتقد إلى هذه الخاصية المهمة للتواصل، ما يخلق شعورا بعدم الثقة لدى مستخدميها.
وقد اقترب مهندسون أمريكيون من ابتكار روبوت قادر على التعبير عن مشاعره، والأهم من ذلك قادر على التعبير عنها “في الوقت المناسب وفي المكان المناسب”. و بدأوا بالبنية الفيزيائية للروبوت الجديد الذي أطلقوا عليه اسم EVA .
وليس لهذا الروبوت جسم متكامل، بل هو على شكل تمثال نصفي برأس متحركة ووجه أزرق من المطاط. يمكن للروبوت EVA من إظهار ستة تعابير أساسية: الفرح، التعجب، الحزن، الغضب، الاشمئزاز، والخوف. ويؤكد المبتكرون على أنه قادر على إظهار تعابير دقيقة، تساعده في ذلك مجموعة “عضلات الوجه” وتتكون من 42 عضلة، تحاكي حركة عضلات الوجه الحقيقية عند الإنسان.
وبعد أن حقق المهندسون هذا الهدف، جاء دور الذكاء الاصطناعي. وهنا حقق المبتكرون إنجازين رئيسيين. فقد أنشأوا آلية تعلم عميقة، يمكنها قراءة مشاعر الأشخاص المحيطين وإمكانية “عكسها” تماما. وقد استخدم المهندسون في تعليم EVA طريقة التجربة والخطأ، حيث كان الروبوت يتدرب على التعبير الصحيح عن مشاعره، من خلال متابعته لحالة وجهه بمساعدة الفيديو.
وبهذه الطريقة تعلم الروبوت EVA أولا على التحكم بمنظومة العضلات الميكانيكية المعقدة ، ومن ثم تحديد أي تعبير يجب أن يظهر على وجهه، استنادا إلى تعابير وجوه الأشخاص المحيطين.
ويشير المبتكرون، إلى أن EVA لا يزال تجربة بسيطة في المختبر. لذلك فإن الحديث عن الوعي الذاتي والتعاطف مع الروبوتات، لا يزال مبكرا جدا. ولكن يمكن في المستقبل القريب استخدام هذه التكنولوجيا كأساس للتصميم، حيث أن المتعة تزداد عند التعامل مع روبوت يبتسم ردا على ابتسامة الإنسان.
المصدر: فيستي. رو