“خرفت ع بكير ..صرت عم بنسى كتير ..يا ترى اين مفاتيح السيارة ؟” تلك العبارات كم بتنا نكررها يوميا حتى اننا نعرّض انفسنا للتنمر باننا اصبنا بالخرف وما يحمل من تداعيات نفسية خصوصا انه يطال كبار في السن الا انه في حال طال شريحة من الناس في عمر مبكر اذا ثبت طبيا انه ليس مرض الزهايمر مما يعني علينا ان نبحث عن الاسباب من ابرزها الضغط النفسي الذي نعيشه و القلق و الكأبة وتداعيات الازمة الاقتصادية و المعيشية جعلت من اللبناني ان يحمل مليون همّ في رأسه مما يفقده قدرته على التركيز.فهل من طرق صحية انقاذية خصوصا وان راحة النوم لم يعد يعرفها سوى القلق على المصير فهل هذا يؤثر على حيوية الذاكرة ؟
المشاعر لا تنسى
عندما فقد الاديب غابرييل ماركيز الذاكرة في اخر حياته قال لصاحبه عندما جلس بجانبه : اما لا اعرفك و لكن اعرف اني احبك المشاعر لا تنسى ابدا .انطلاقا من ذلك تعطينا امل ان الانسان لا ينسى من يحبه رغم الضغط النفسي الذي يتعرض له فيترك ذاكرته اسيرة النسيان !
مما و صف الخَرَف عن انه مجموعة من الأعراض المؤثرة في الذاكرة، والتفكير، والقدرات الاجتماعية لدرجة تؤثر في ممارسة الحياة اليومية. قد تسبب العديد من الأمراض المختلفة حدوث الخَرَف، وليس مرضًا معينًا.وعلى الرغم من أن الخَرَف عادة ما يتضمن فقدان الذاكرة، الذي له أسباب مختلفة انما لا يعني فقدانك للذاكرة وحده أنك مصاب بالخَرَف.
في المقلب الاخر نجد كبار السن الاكثر اصابة بالزهايمر ما يسمى بالخَرَف التدريجي ولكن هناك العديد من مسببات الخَرَف. واعتمادًا على المسبِب، قد تكون بعض أعراض الخَرَف قابلة للإصلاح. كما وأظهرت دراسة حديثة أن تعرض المسنّين لضغط عصبي قد يكون سببا في إصابتهم بأحد أمراض الخرف، وعلى رأسها الزهايمر.
تجدر الاشارة الى ان الخرف يكون بسبب مجموعة مختلفة من الأمراض والإصابات التي تلحق بالدماغ في المقام الأوّل أو الثاني، مثل مرض ألزهايمر أو السكتة الدماغية.
من جهة اخرى ان الخرف يعتبر من أهمّ الأسباب التي تؤدي إلى إصابة المسنين بالعجز وفقدانهم استقلاليتهم في كل أنحاء العالم. وهو من الأمراض التي لا تجهد المصابين بها فحسب، بل تجهد أيضاً القائمين على رعايتهم وأفراد أسرهم نظرا لنقص في الوعي وفهمه في غالب الأحيان، ممّا يتسبّب في الوصم وطرح عقبات أمام التشخيص والرعاية. ويمكن أن يخلّف الخرف آثاراً جسدية ونفسية واجتماعية واقتصادية على من يقومون برعاية المرضى وعلى أسر المرضى والمجتمعات.
نصائح تنشيط الذاكرة
انطلاقا من ذلك لابد من التوقف عن ماوراء النسيان و تراجع الذاكرة حيث شرحت باسهاب الاختصاصية في الذاكرة الدكتورة كاتيا حبيب الهاشم عن ماهية النسيان منه مرحلي ام مزمن و تداعياته مع اهمية النصائح الواجب اتباعها مما قالت ل greenarea.info:”بداية عندما يشعر الانسان بان مشكلة النسيان باتت متكررة عنده فمن الافضل التوجه الى الطبيب الاختصاصي في هذا المجال لكي يقوم باجراء الفحوصات الطبية الضرورية كالتصوير المغناطيسي للدماغ ليتأكد اذا كان هناك مشكلة في الذاكرة . اما اذا كان هناك مشكلة في الذاكرة فوق عمر ال 50 سنة علينا ان نعمل اختبار فحص للذاكرة للتأكد بانه ليس هناك من مشكلة عضوية في الدماغ عندها نفكر بشيء اخر الا و هو الضغط النفسي و الكابة و التعب و الارهاق و اجمالا لانفكر بالزهايمر قبل عمر متقدم و لكن ما في شك هناك قد تحصل بعض الحالات في عمر 45 سنة اذا كانت المشكلة في الذاكرة عضوية عندها نفكر بالزهايمر.”
و الجدير ذكره حسب الدكتورة الهاشم :” بعد التأكد من الحالة الصحية عند ذاكرة المريض بانها سليمة علينا ان نفكر ان السبب هو الضغط اليومي الذي نعيشه سواء من التوتر او غير ذلك على سبيل المثال ان زحمة السير تزيد فينا التوترمما ينتج منه النسيان لبعض الاشياء المهمة احيانا في حال كنا على موعد عمل و عند المساء نعمل جردة بما نسياناه وهذا لا يحصل عند مريض الزهايمر الذي يكون عاجزا عن فعل ذلك .”
في هذا السياق نصحت الدكتورة الهاشم :” ان الحل في تنشيط الذاكرة يكمن في تناول السمك و البيض و الالتزام بساعات النوم من 7 الى 8 ساعات يوميا مع اهمية ممارسة الرياضة وتناول فيتامين B1 , B12 .”
الحذر من التنمر
في المقلب الاخر اعتبرت الاختصاصية في علم النفس الدكتورة ايفي شكور لgreenarea.info ان الضغط النفسي له علاقة بنسيان الذاكرة مع ضرورة تفادي التنمر في مثل هذه الحالة الصحية مما قالت:”عندما نواجه شخصا ينسى كثيرا علينا التاكد في البداية انه بعد كل الفحوصات الطبية انه ليس هناك من سبب طبي يؤدي الى النسيان عندها نفكر بالسبب النفسي حيث نلاحظ ذلك في الامور البسيطة اذا قال لنا الشخص انه ينسى جلب غرض معين و هذا التصرف له معنى نفسي اي هل يعني انه لا يريد ذلك؟ فاهم شيء علينا ان نفهم الرسالة التي يريد ايصالها لنا .ام مثلا يقول انه ذهب الى العشاء و نسي حقيبته و ماله لذلك المهم ان نعرف ان هذا التصرف ورائه ضغط نفسي و قلق و مخاوف التي نعيشها تؤثرعلينا مما تزيد فينا النسيان الى حد الشعورفي الاهمال .”
الجدير ذكره حسب الدكتورة شكور :”في حال لا حظنا ان النسيان عند الولد يزداد عنده و انه قليل الانتباه كأن يقوم باسقاط اغراضه رغم انه يتمتع بالذكاء علينا التنبه انه غير مرتاح نفسيا للحال الذي فيها .اما عند الكبار فلسوء الحظ يحاولون الناس استعمال عبارة “خرفنا على بكير” و تعميمها مع العلم ان الخرف مرض كتير خطير و هذا الاستهزاء بالخرف رغم ان الشخص قد يكون مازال بعقله عندها يعتبر تنمرا بحجة ان هذا الفلان “خرفان ينسى كتير” عندها نعمل له اطار انه “خرفان” مما علينا الانتباه الى ذلك لان التنمر يؤذي الشخص الذي يقوم به وايضا الذي يتلقاه .”
الحق على العشرين بطيخة في اليدين
بما ان المسألة تتعلق بالجهاز العصبي و الذاكرة فكان للاختصاصي في طب الاعصاب الدكتور سلام كوسا رأيا عبرل greenarea.info حيث وجه بعض النصائح قائلا: “المهم معالجة سبب النسيان خصوصا و ان اللبناني لديه مليون هم ّ في راسه مما تجده لا يركز ولا ينام بشكل صحيح فمن الطبيعي ان تتاثر الذاكرة الا انها تتحسن تدريجيا اذا تم الانتباه لها و استعاد الشخص حياته الطبيعية لان اهم شيء النوم بشكل صحيح و التخفيف من الضغط النفسي و ان لا يحمل عشرين بطيخة باليدين عندها يستعيد نشاط ذاكرته لان تناول الفيتامينات لا معنى لها لان المشكلة تكمن في التركيز و الانتباه نظرا للوضع الاقتصادي الضاغط اكثر مما هي ضعف في الذاكرة لان اي شخص لا ينام بشكل صحيح عندها لا يركز فمن الطبيعي سيشكو من ذاكرته و ليس لها علاقة بالزهايمر .”