“ضائع مهموم قلق و المصير المجهول ” تلك الدوامة من السلبية باتت تنعكس على حياتنا اليومية حتى وصل بنا ان لا طاقة لدينا تحمل نتيجة الازمة المعيشية الخانقة انما الاسوء في ذلك ان هناك شريحة من الناس لم يعد عندها قدرة على التحمل نظرا لما الازمات النفسية التي تحاصرهم فمنهم من لجأ الى ادوية الاعصاب او المهدئات و منهم لم يستطيعوا المقاومة الداخلية فكان الانتحار بعدة طرق عدا ما حصدت كورونا من ضغط نفسي لا يوصف حتى في العائلة نفسها .و هنا لا بد من مخرج انقاذي من ذوي الخبرة سواء في علم النفس او الاجتماع لرفع الوعي كي لا نقع في عالم من الاحباط و لكن كيف و ما هي الوسائل الواجب اتباعها ؟
ادوية الاعصاب الحل سريع انما ليس السليم
في هذا الاطارلابد من مبادرة توعوية لحث الناس على تجاوز ازماتهم النفسية خصوصا و ان شهر ايار مخصص للتوعية عن المشاكل النفسية حيث اعتمد الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور وائل سلامة حلقات من التوعية عن عدة امراض نفسية يعاني منها شريحة مهمة من الشعب اللبناني مما قال ل greenarea.info:” كلنا نعرف ان شهر ايار هو للتوعية عن الامراض النفسية تزامنا مع الشهر العالمي للتوعية حول هذا الموضوع و انطلاقا من ذلك قررت القيام بحملة توعية عن المشاكل النفسية الاكثرشيوعا في لبنان كالهلع الاجتماعي و الوسواس القهري و نوبات الهلع والاكتئاب الحاد و الانفصام و اضطراب ثنائي القطب.بالمقابل اذا اردنا ان نتحدث عن الاحصاءات في لبنان حول الامراض النفسية عندها يتبين ان اكثرمرض نفسي يعاني منه اللبناني الا و هو القلق مما كان القرار تحفيز التوعية عبر انتاج فيديوهات قصيرة عن اهم سبع امراض نفسية حيث كل فيديو له علاقة بحالة نفسية معينة نستطيع من خلال ذلك مساعدة الناس للوصول الى صحة نفسية سليمة في ظل الازمة الاقتصادية التي نمر بها و صعوبة الوصول الى الاطباء النفسيين بعدما هاجرعدد كبير منهم من دون ان ننسى ان الناس غير قادرين على دفع كلفة المعالجة النفسية عندها قررنا ان نلقي الضوء على الاضطرابات النفسية الاكثر شيوعا في المجتمع لكي يعرفها الناس وباي حالات ممكن ان يكونوا بحاجة الى معالج نفسي او طبيب نفسي او الى ادوية مهدئات .”
و اضاف الدكتور سلامة :” تجدر الاشارة الى انه في بعض الحالات النفسية يتم علاجها عبر تغييرنمط الحياة لان في كل فيديوتم نشره عن كل حالة نفسية تحدثت فىي النهاية بان الحالات المبتدئة ممكن ان تتعالج عبرتغيير السلوك و ليس بالضرورة اللجوء الى الادوية الاعصاب لان للاسف كلما شعر شخص بالاكتئاب يعطونه دواء للاعصاب و هذا امر خطير لان بهذه الطريقة نكون قد عودنا الناس على الادوية بينما جزء من حملة التوعية هوان ننبه الناس في الابتعاد قدر المستطاع عنها لو كان ان هذا الحل سريع انما ليس سليم لان ينتج عنه ادمان على الادوية ومع الوقت تكون هناك صعوبة من الخروج من الازمة النفسية .مع اهمية ان ندعي الناس بان لا تخجل من المرض النفسي فهو مثله متل اي مرض لا بد من الاعلان عنه بهدف المعالجة .”
المواجهة بايجابية
بالمقابل شدد الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور خليل حبشي عبر ل greenarea.info عن اهمية التحفيز على التفكير الايجابي الذي يساعد الدماغ على التخلص من القلق الذي زاد ليس فقط من الازمة الصعبة التي نعيشها انما من تداعيات الحجر المنزلي بفعل كورونا مما قال :”ان حملات التوعية عن الامراض النفسية مهمة جدا و هي فعلا نافعة خصوصا نظرا لما يعاني الناس اليوم من قلق واكتئاب و الذي زاد بفعل الكورونا نتيجة الحجر المنزلي وما ترك من اثرا نفسيا ضاغطا لان الروتين في التفكير يزيدنا في الاتجاه نحو القلق مما افضل العلاج يكمن عندما يذهب الشخص الى مكان جديد او يعمل شيء حديث يطفي الدماغ عن الافكار القلقة لان نتيجة الكورونا و الحجر المنزلي زادت عوارض القلق عند الناس كضيق في التنفس وزيادة من نبضات القلب او التعرق فضلا عن الهوس في اجراء فحص للكورونا مما من الضروري المعالجة بالطريقة الانسب تفاديا لا ي تداعيات صحية نفسية .” الى رأي الاختصاصية في علم النفس الدكتورة ديزيريه قزي عبر ل greenarea.info التي اوضحت ان حملة التوعية عن الامراض النفسية مهمة للغاية مما قالت ” لا شك ان حملات التوعية عن الامراض النفسية تساعد اللبناني على كيفية معالجة اي مشكلة نفسية تعترضه بمعنى بات يعرف الى من يتوجه سواء الطبيب النفسي ام المعالج النفسي خصوصا في ظل حالة القلق التي يعيشها نظرا للظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة وما ينتج عنها من ضغوطات نفسية و اهمية التغلب عليها بات بالامر الضروري في معرفة كيفية التصرف تجاه اي مشكلة تعترضنا .”
الحسنات يهزمن السيئات
في المقلب الاخر تجاه كل السلبيات حولنا لا بد من رفع الوعي لمعرفة التغلب عليها من خلال التفكير السليم حيث تحدثت باسهاب الاختصاصية في رفع الوعي الدكتورة منى سنان ل greenarea.info عن اهمية التباعد عن الواقع المجتمعي فيه الكثير من السلبية مما قالت : “ان القاعدة تكمن كلما الانسان كان وعيه مرتفعا اكثر كلما يتجاوز محنته بسهولة لان مراحل الوعي على سلم هاوكينز من 30 الى الالف كلما تحت 200 يكون في مرحلة الحزن و الغضب و الخوف و الاحباط و الانا و لكن عندمايرتفع الى 200 يكون في مرحلة الشجاعة و الفرح و الامل و البهجة و الاقدام لذلك عندما يكون في مرحلة متقدمة من الوعي عندها لا يتأثر بالمحيط حوله . فصحيح ان النجاح في الحياة ان يكون لديه ثروة و ينجح و يشتهر انما النجاح الاكبر يكون في الحياة اذ ان الانسان قادر ان يسيطر على مشاعره ان لا يتعرض للخداع من شخص من مجتمع و من وعي جمعي و ان لا يتخيل الوهم هو حقيقة .لذلك عندما نقرر ان كل شيء يتغير في الحياة و ليس هناك قاعدة ثابتة عندها نقفل على انفسنا على الوعي الجمعي الذي في معظمه هو الفقر و الاكتئاب و مشاكل عدة لذلك اذا انجرفنا بهذا الوعي الجمعي عندها سنتأثر فيه و يصبح جزء منا و هذا الذي يحصل عند معظم الناس تحت سيطرة الوعي الجمعي الذي بمعظمه وعي سلبي .”
الا ان الحل حسب الدكتورة سنان :” انه علينا ان نركز على انفسنا و نفصل حالنا في تحديد اهدافنا و ماذا نريد من الحياة في تحديد نقاط القوة و التركيز عليها و التخلي على نقاط الضعف لان كلما الانسان ركز على نفسه و انفصل عن الوعي الجمعي عندها يتقدم في الحياة و ينفصل عن الاكتئاب وذلك عبر ممارسة الرياضة التي ليست بالضرورة رفع الاثقال بل في ممارسة رياضة المشي حسب ما افادته التجارب العلمية كونه يساعد على تخلص من الاكتئاب والقلق بنسبة 50% حتى التدريب على الرقص رياضة جدا مهمة اذا كل يوم رقص ربع ساعة فيخرج من عنده الضغط النفسي عدا ذلك التخفيف من سماع الاخبار التي هي السبب الاول للاكتئاب و الامر ذاته مواقع التواصل الاجتماعي المهم تركيزنا على نفسنا و ان لا نجعل الوهم يسيطر علينا لانه الوحيد الذي يدمرنا خصوصا عندما نتخيل ان الوهم حقيقة على سبيل المثال عندما نرى شخص مريض نتخيل اننا نحن سنصاب بالمرض او لا ننهار كلما سمعنا خبرا سيئا بل علينا ان نعرف ان الحسنات يهزمن السيئات مما علينا تغيير الوعي الجمعي و نركز على الاشياء الايجابية لان الذي نتوقعه يحصل مما علينا تغيير طريقة تفكيرنا حتى لو كان كل حولنا سلبي بل التركيز على انفسنا و التنفس لعدة دقائق ينقذنا من معظم السلبيات شرط ان لا نستسلم للوهم بل علينا ان نكون اقوياء .”