تتحرك الأرض باستمرار، وأثناء دورانها حول الشمس، تدور أيضا حول محورها، مثل كرة السلة على طرف إصبع اللاعب.

وتدور الأرض حول محورها مرة واحدة كل 24 ساعة، أو، على وجه الدقة، كل 23 ساعة و56 دقيقة و4 ثوان. ويبلغ محيط الكوكب 24898 ميلا (40.070 كيلومترا)، لذلك عندما تقسم المسافة على الوقت، فهذا يعني أن الكوكب يدور 1037 ميل في الساعة (1670 كم / ساعة).

وفي غضون ذلك، تدور الأرض حول الشمس عند نحو 67 ألف ميل في الساعة (110 آلاف كم / ساعة)، وفقا لـ Ask an Astronomer، وهي مدونة يديرها علماء الفلك في جامعة كورنيل في إيثاكا بنيويورك.

وتستغرق الأرض نحو 365 يوما لإكمال مدار واحد حول الشمس، في مدار بيضاوي الشكل.

ولحساب مسافة الأرض حول الشمس، كل ما يحتاجه العلماء هو تحديد محيط الدائرة. ونعلم أن الأرض، في المتوسط ، على بعد نحو 93 مليون ميل (149.6 مليون كيلومتر) من الشمس، كما نعلم أنها تتحرك في مسار دائري بشكل عام (إنها في الواقع أكثر بيضاوية، ولكن من الأسهل القيام بهذه المعادلة باستخدام دائرة). وتلك المسافة بين الشمس والأرض هي نصف قطر الدائرة.

وللحصول على محيط تلك الدائرة، تكون المعادلة 2×π×نصف القطر، أو 2×3.14×93 مليون ميل.

وبمجرد حساب المحيط (المسافة التي تقطعها الأرض حول الشمس في مدار واحد)، يمكن تحديد سرعتها المدارية.

والنظام الشمسي، الذي يضم شمسنا وجميع الأجسام التي تدور حولها، يتحرك أيضا، ويقع داخل مجرة درب التبانة، التي تدور حول مركز المجرة.

وقالت كاتي ماك، عالمة الفيزياء الفلكية النظرية بجامعة ولاية كارولينا الشمالية، إن العلماء يعرفون أن مجرة درب التبانة تدور حول مركز المجرة بناء على ملاحظات النجوم الأخرى. وإذا بدت النجوم البعيدة جدا وكأنها تتحرك، فذلك لأن النظام الشمسي يتحرك مقارنة بالموقع النسبي لتلك النجوم البعيدة.

ولتطبيق هذا المفهوم إلى الأرض، قالت ماك: “إذا بدأت المشي، يمكنني أن أقول إنني أتحرك لأن المباني التي مررت بها تبدو وكأنها تتحرك من الأمام إلى الخلف. وإذا نظرت إلى شيء أبعد، مثل جبل في الأفق، فإنه يتحرك أبطأ قليلا لأنه أبعد من المباني، لكنه لا يزال يتحرك بالنسبة لموقعها”.

ومن خلال دراسة حركات النجوم الأخرى بالنسبة للشمس، قرر العلماء أن النظام الشمسي يدور حول مركز مجرة درب التبانة بسرعة 447 ألف ميل في الساعة (720 ألف كم / ساعة).

وقالت ماك إنه على الرغم من أن كل شيء يتحرك طوال الوقت، إلا أن الكائنات الحية على سطح الأرض لا تشعر به لنفس السبب الذي يجعل الركاب على متن الطائرة لا يشعرون بأنهم ينطلقون في الهواء بسرعة مئات الأميال في الساعة. فعندما تقلع الطائرة، يشعر الركاب بتسارعها وهي على المدرج وتنطلق، وهذا الشعور الثقل ناجم عن سرعة الطائرة المتغيرة بسرعة. ولكن بمجرد أن تحلق الطائرة على ارتفاع محدد، فلن يشعر الركاب بسرعة مئات الأميال في الساعة لأن السرعة لا تتغير.

ولن يشعر الركاب بالسرعة لأنهم يتحركون في الواقع بنفس السرعة والاتجاه، مثل الطائرة. والطريقة الوحيدة التي يمكن للركاب من خلالها ملاحظة تحركاتهم وحركة الطائرة هي النظر من النافذة إلى المناظر الطبيعية المارة.

وبالنسبة للبشر الذين يقفون على سطح كوكبنا، فإنهم لا يشعرون بأن الأرض تدور حول الشمس لأنهم أيضا يندفعون حول الشمس بنفس السرعة.

المصدر: لايف ساينس

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This