“..ساعدوني الوجع لا يحتمل.. معك مصاري كي تدخل الى المستشفى..” و هلّم جر من مواقف صاخبة يتلاقها يوميا قسم الطوارىء برحابة صدر لان المهم لدى طبيب الطوارىء انقاذ حياة المريض و لكن كيف سيتم ذلك في ظل انقطاع الدواء و تراجع القطاع الاستشفائي و الطبي معا في ظل ارتفاع مخيف من هجرة الاطباء مما يعكس سلبا على الخدمة الطبية ؟ كيف لطبيب الطوارىء ان يعمل 12 ساعة عمل ب 40 دولار فقط ؟
ضربنا بمخزون الاطباء الطوارىء
نعمل “باللحم الحيّ” بهذه العبارة اختصر معاناته كطبيب اختصاصي في طب الطوارىء الدكتور ناجي صعيبي عبر لgreenarea.info مما قال :”ان طب الطوارىء كان و مازال ركيزة اساسية للحالة الطارئة التي تحتاج الى تنظيم هذا كان قبل الازمة .انما اليوم قد اثبت جدارته انه باحلك الظروف لم يكن الا قسم الطوارىء و اقسام العناية في عمل متواصل و هذا يدل على اهمية هذا القطاع و حيويته صحيح “واقفين على رجلينا” نظرا ما نتمتع بروح المسؤولية انما بالمقابل يبقى هاجسنا اليوم كيف سنعمل لكي نستطيع ان نستمر في ظل هجرة الاطباء بعدما ضربنا بمخزون الاطباء الطوارىء مما بقي اليوم الاطباء المتمرنين في نهاية اختصاصهم يديرون الطوارىء بعدما كان منذ سنوات اطباء الطوارىء من ذوي الخبرة يديرون اقسام الطوارىء .وهكذا نظرا لهجرة الاطباء المؤهلين لادارة قسم الطوارىء سنعود الى ما قبل 30 سنة بكل اسف عندما كان تلميذ الطب يبدأ بالتمرين على المريض مع العلم اننا منذ سنة 2005 تعبنا كتيرا لكي يكون ما يسمى كيان اسمه قسم الطوارىء و نجحنا و صارهناك اختصاص في طب الطوارىء في عدة جامعات في لبنان بعدما لمسوا اننا بحاجة لذلك مما تمّ تخريج اطباء نفتخر فيهم انما بكل اسف يتم اليوم تهجيرهم الى الخارج حتى بتنا اليوم نعمل “باللحم الحيّ” مما يعني عندنا ازمة كبيرة على صعيد الكوادر البشرية فضلا عن المردود المادي الذي ليس على ما يرام حيث نعمل 12 ساعة ب 40 دولارفقط مع العلم اثبتنا نجاحا باهرا في علاج الكورونا في فترة الاقفال العام و اليوم كيف سنعالج مرضانا في ظل انقطاع الدواء و المتاجرة بالاموال غير المشروعة بسبب الفساد المستشري الذي يدفع ثمنه المواطن و الذي يشعر بذلك الطبيب مع مريضه فهل يجوز ليس هناك من ادوية بنج في المستشفى على سبيل المثال اذا كسر المريض رجله بتنا نعالجه على الطريقة البدائية نظرا لغياب المستلزمات الطبية حتى بات عملنا يقتصر 25%طب و الباقي علم اجتماع و مواساة للناس كون عدد من المستشفيات لا ترحم الناس في دفع الفاتورة الاستشفائية المكلفة .”
انفجار الازمة في الطوارىء
“ان اول ما تنفجر الازمة تكون في قسم الطوارىء” بهذه العبارة تحدث باسهاب عن المشاكل التي يمر بها الاختصاصي في طب الطوارىء و الجراحة الدكتوررشيد رحمة مما قال لgreenarea.info :”اهم ما يجب معرفته ان هناك عدة صرخات في اليوم العالمي لطب الطوارىء لان المشاكل في النظام الطبي تنفجر جميعها في قسم الطوارىء اي عندما ينقطع الدواء اول ما يتأثر فيه قسم الطوارىء وايضا اذا كان هناك من قضايا مالية عندما تفرض المستشفيات الدفع مسبقا بكميات هائلة من المال عندها تنفجر الازمة بين المريض و المستشفى حيث نشعربها في قسم الطوارىء كون المريض عاجز عن الدفع في ظل حالة الفقر التي هي الى ازدياد عدا هجرة اطباء الطوارىء الى غير بلدان التي انعكست سلبا في قسم الطوارىء كون هذا القسم مصغر عن معاناة النظام الطبي في لبنان حيث كل المشاكل تقع على عاتقه فالصرخة تكون اذا شاوؤا الحفاظ على ما تبقى من النظام الطبي لكي يستمر في الحد الادنى يجب دعمه .”
رغم كل الصعوبات طب الطوارىء صامد
في المقلب الاخراعتبر الاختصاصي في طب الطوارىء الدكتور ابراهيم ضو ل greenarea.info ان الاطباء في طب الطوارىء يعملون ما بوسعهم للحفاظ على مستوى الطبي في التقديمات الصحية مماقال :” كترخيرالله حتى اليوم كل ما نعمله انجاز مع كل الازمة التي نعيشها في طب الطوارىء اذ ان هدفنا حتى لولم يكن هناك من دواء او اي شيء من هذا القيبل غير متوفر نستطيع ايجاد البديل عنه كي يظل مستوى الطب هو ذاته لان المشكلة التي تحصل ليست بارادتنا خصوصا التي تتعلق بالمواد المخبرية و اقسام الاشعة ولغاية اليوم مازلنا صامدين رغم كل الذي حصل حتى في الانفجار 4 اب استطعنا ان نساعد و نعمل بجهد من دون اي تاخير و علينا ان نستمر على هذا الطريق .خصوصا ان طب الطوارىء الذي بدأنا فيه منذ 20 سنة لم يكن احد يعرف عنه. اما اليوم بات ياخذ حقه و الناس عندهم ثقة فيه و هذا الذي يشجعنا حتى لو حصلت الازمة التي نمر بها ولو صارت اصعب مما هي عليه لان انسانيا مجبورين ان نساعد اي كان فالماديات لا تهمنا كتيرا فقط لاجراء الفحوصات الطبية انما طبيا علينا التعاون مع المريض على قدر المستطاع لان الذي يأتي الى الطوارىء لايأتي برضاه بل هو مجبورعلى ذلك من اجل الحصول على العلاج اللازم اقله العناية الاولية لكي نخفف الخطرعنه هذا ما سعينا اليه عند حصول الانفجارفي بيروت اي رغم التكسيراستطعنا ان نؤمن وفق قدراتنا معالجة المرضى ومساعدتهم على امل ان تتسحسن الاوضاع لان لا شيء يدوم فتبقى صحة الناس اهم شيءعندنا خصوصا عند الحالات الطارئة المهم انقاذ حياة المريض .”
لا رؤية واضحة في تنظيم الطوارىء
في هذا السياق طالب الاختصاصي في طب العائلة و الطب الداخلي الدكتور مروان الزعبي عبر ل greenarea.info على ضرورة تأهيل قسم الطوارىء مما قال :”ان المشكلة التي نعانيها ليس فقط في الحالات الطارئة عندما نوجه المريض الى قسم الطوارىء بل في تنظيم جهاز الطوارىء في لبنان حيث ادارته سئية جدا لان منذ فترة ونقول علينا ان نكثف جهودنا لتعزيز قسم الطوارىء بمعنى نظام الطوارىء في لبنان غير مؤهل حيث ندفع الثمن في صحة المريض عدا النقل غير المنظم و خطر فضلا انه ليس هناك من تنسيق بين المستشفيات في الحالات الطارئة و هذا ما ظهر في فشل ذريع عند انفجار 4 اب حيث لم يكن هناك طقم طبي كفاية وبالتالي ليس هناك من تنظيم في قسم الطوارىء دون رؤية واضحة .”