ان  ذكرى 4 اب لا ينته مع  البروبغندا الاعلامية في دعم اهل ضحايا انفجار مرفأ بيروت  لان الوجع و الالم في الصميم لا يوصف والجرح في القلب مازال ينزف قهرا على فراق اب ام اخ ام والدة ام ابن فالذي خسر فلذة كبده تعجز الكلمات عن التعبير بما يعانيه من حزن عميق . فكم من الاشخاص عند هول الكارثة تركت الصدمة وقعها المرير عندما ذكرت  حينها منظمة اليونيسيف في لبنان بعد الاطلاع و الابحاث  أن نحو 100 ألف طفل لبناني تأثروا بكارثة انفجار مرفأ بيروت، فقد سببت الفاجعة لنصفهم أمراضا نفسية مثل التبول اللا إرادي والأحلام المزعجة، وعدم القدرة على النوم، فضلا عن نوبات الغضب. وبين الصدمة واليأس، بعض البالغين من الناجين يتمنون لو كانوا أمواتا. الا ان السؤال يبقى : بعد مرور سنة هل مازالت وقع الصدمة هي نفسها على الذين عاشوا الكارثة الاليمة ام تمّ تجاوزها بسلام ؟

مواقع التواصل  الاجتماعي زادت الطين بلّة  

في هذا الاطار شددت  الاختصاصية في علم النفس الدكتورة  نيكول هاني عبر ل greenarea.info   انه  على الذين عانوا من وقع  انفجار مرفأ بيروت  ان يتسلحوا بقوة الارادة دون ترك بصمات الكارثة ان تترك وقعها على نفسيتهم مما قالت :”لاشك  ان الاثار النفسية  مازالت هي نفسها عند الذين تعرضوا لحادثة انفجار مرفأ بيروت ولم تتغير بل زادت بفعل ما تم نشره مؤخرا في مواقع التواصل  الاجتماعي من صور مؤلمة وحزينة و مؤثرة   للضحايا .  لذلك يمكن القول ان الناس الذين عاشوا الصدمة نظرا ما تعرضوا له  من كارثة انفجار مرفأ بيروت   كان وقعها قويا كثيرا على الصغار و على الكبار معا  اي اعيدت اثار المأساة كلها على الصعيد النفسي  خصوصا الذين عاشوها و عادت بهم الذكريات الى الوراء  مما شعروا  بعوارض  مرض PTSD أو اضطراب ما بعد الصدمة انما  ليست بالقوة نفسها مثل السابق عدا ان  التأثير العميق للضغط النفسي و المشاكل النفسية لا تنتسى خصوصا الاليمة .”

والجدير ذكره حسب الدكتورة هاني :” اهم شيء ننصح من عاشوا كارثة انفجار مرفأ بيروت  اتباع الحلول كمساعدة هادفة  منها تحسين النظام الصحي الغذائي مع ضرورة  الانتباه للنوم و الابقاء مع اشخاص ايجابيين   نظرا ما يشعرون من عوارض اليمة  تكمن في الشعور بالذنب  عندما يتذكرون  اقاربهم  على سبيل المثال تحت اطار “انا بقيت غيري مات”  او لوعاش الشخص  فلم  اكن قد نجوت مما تولد عنده عقدة الذنب التي لا تسمح له التذكير بالحادثة  مما يشاور نفسه  ولم يستطيع التذكير مع الشعور بالكابة و فوبيا و قلق و اضطربات في النوم و ضيق في تنفس. كل هذه العوارض  المذكورة انفا تظهر من جديد عنده يوم انفجار 4 اب لتعود به الذكريات  الى الوراء حول ما حصل من وجع نفسي ليعيش  الماساة و الحزن  من جديد .المهم  ان لا نضع  عوارض الحزن  او العزلة تؤثر عند اهل الضحايا  لان يجب  على الانسان  ان يظل عنده امل و بصيص نور و ان لا يستسلم  كون  الحياة ستكمل لان يكفي معاناة الحياة اليومية  التي نعيشها من فقر و جوع  و فقدان البنزين  و غياب الكهرباء انه الموت البطيء  بحد ذاته .”

الغضب و الحزن العميق  

بالمقابل اوضحت الاختصاصية في رفع الوعي الدكتورة منى سنان  عبر ل greenarea.info انه دائما عند الصدمة هناك الغضب و بعدها الحزن العميق قد يبقى سنوات في حال لم يعرف الشخص المتألم تجاوزه و السيطرة عليه مما قالت :”لم ينحسروقع  الصدمة على الذين عاشوا انفجار مرفأ بيروت بل  زادت  وتركت اثرا بالغا انما ما يجب معرفته  انه في لحظة الصدمة  تتغير الطريقة في التعبير  بمعنى  في البداية تكون هناك صدمة  غضب و بعد ذلك تتحول الى حزن  عميق عند اهل الضحايا  وهذا ما يشعرون به اليوم كون الغضب يخف  تدريجيا  والجرح  يبقى عندهم الى مدى العمر اي حياتهم لم تعد مثل قبل الا اذا “اشتغلوا كتيرا على حالهم” كمثل الاب ترك  اولاده كيف سيتربون  من بعده فماذنبهم ؟  او التي خسرت ابنتها في الانفجار مما  تحولت طاقة الغضب لدى اهل الضحايا الى  طاقة حزن و الم و معاناة اكثر التي لا ترحل ابدا  مما تصبح الحياة عندهم  لامعنى لها كمتل الام  التي فقدت احد ابنائها  اغلى ما عندها تنظر الى الحياة بنوع من الاستخفاف و حزن عميق  . و هنا ننصح  ان لا يدخلوا في دوامة الحزن  لان ستستمر سنوات و سنوات  ومن الصعوبة الخروج منها .”

الوجع الكبيرلاحدود له  

في المقلب الاخر كشف  الاختصاصي في علم الاجتماع الدكتور عبدو قاعي ل greenarea.info ان ما حصل من تدمير مرفأ بيروت لهو صورة لتدمير لبنان المنفتح و المعتدل والذين اصيبوا  او عانوا من وقع الانفجار الكبير يمكن ان يختصر بالوجع الكبير مما قال  : “ان اثار انفجار مرفأ بيروت اخذت ابعاد كثيرة  بمعنى اعماق جديدة   انما لم تجد حلولا لها او افاقا لها اي لم يتم رؤية الازمة بشكل صحيح  حيث ان هناك صعوبة  في ذلك كون هذه الازمة لها ابعاد واسعة المدى و من الصعب اللبناني  فهمها اذا لم يكن عنده النظرة واسعة المدى  بمعنى عندما يرى دور لبنان يتخربط  عندها يكون الانتقام بدل ما يكون هناك دورا في اللعبة  و بالتالي وجعا كبيرا في ظل لا دولة في لبنان مما تغيرت هويته نظرا لتغيير المنطقة كلها  بعدما صارت كل الدول غريبة  في المنطقة .ا       ذ ان المشكلة هو ان  لبنان دولة متعددة يريدون جعلها اليوم  دولة غير متعددة انطلاقا من ذلك  سيذهب دور بيروت و المرفا معا الذي كان يخدم  الاخير العالم المنفتح و اليوم  لم يعد كذلك  كون هناك  اشخاص جهنمين اشتركوا بهذه اللعبة القذرة  في تغير وجه  لبنان  حتى بتنا كلنا موجوعين و نحتاج الى رجاء الانساني مما علينا  ان نعاود استرجاع دور لبنان الحقيقي  الى ما كان عليه  من اهمية بالغةليس فقط في الشرق الاوسط بل في العالم كله لان منذ سنة 1975 و يتم  تهميش دوره  الاساسي المعتدل .”

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This