” ما بقى فينا نتحمل .. الازمات تتشعب و الحلول بعيدة ” الى الكلام الاخر ” انه ليس لبنان الذي نعرفه بلد الثقافة و الحياة هل كتب له ان يكون مسطرا بالحزن ؟” تلك العبارات كثيرا ما تتردد على لسان اللبنانيين فهل فرطت لديهم مقومات الصمود خصوصا و ان اللبناني مشهور بقوته و جبروته على التأقلم و عدم الاستسلام .فهل هذه الصفات مازالت سارية المفعول من بعد هذا الكمّ من الحصار عليه ؟ كيف يفسر خبراء في علم النفس و الاجتماع حقيقة ما وصلنا اليه ؟ و ما هي الطرق المتبعة لكي يظل اللبناني واقف على رجليه ؟
الحق على وسائل التواصل الاجتماعي
لاشك ان المصاعب تختبر متانة و صلابة اللبناني مهما ارتفعت حدة الازمات و الاهم في ذلك ان لا يستسلم للحزن العميق بل عليه ان يقاوم بما لديه من محفزات ايجابية للخروج من الازمة الحادة مهما اشتدث و كبرت و ان لا يتخالط مع اشخاص سلبيين في تفكيرهم لان بصورة غير مباشرة ستعكس على نمط حياة اللبناني .
في هذا الاطار تحدثت باسهاب الاختصاصية في علم النفس الدكتورة ايفي شكور ل greenarea.info عن كيفية تجاوز الازمة بالتسلح في الصمود الفكري و المعنوي دون اعطاء اي فرصة للذين يهون النقد السلبي و ما اكثرهم في وسائل التواصل الاجتماعي في التأثير على الحياة الايجابية عند اللبناني مما قالت :” اذا تحدثنا من الناحية العلمية نحن اليوم في حالة حداد جماعي في لبنان اذا استمرت و لم تتوقف قد تصبح مرضية انما بالمقابل لم نعد نستطيع الاستمرار في حالات الحداد هذه لان يجب ان يكون هناك عوامل محفزة للحياة التي هي على سبيل المثال زيارات الاهل و غيره من الروابط الاجتماعية بمعنى بات كل شخص عنده عامل حياة يعود اليه اما يحب السهر او العزف على الموسيقى او الرياضة و السباحة او الصعود الى الجبل ام الصيد الا ان هذه النشاطات لا نتستطيع تحقيقها بسهولة اليوم لاننا بتنا محكومين من بعض الاشخاص الذين يعيشون حالة الحداد المريضة في وسائل التواصل الاجتماعي هدفهم فقط انتقاد الناس الذين يتمسكون بالقشة في الحياة منعا للغريق لكي يستطيعوا تخطي المراحل الصعبة انما للاسف ما يحدث ليس سوى الانتقاد المستمر و هذا يجب ان يتوقف. ”
و تابعت الدكتورة ايفي قائلة :” صحيح ان الوضع في لبنان مرير ولايمكن ان ننكره انما الامل يجب ان يكون دائما موجودا لان لا تقدم في الحياة اذا استمرت حالة الانتحار الجماعي و ايضا اذا لم يكن لدينا شيء من جمال الحياة نمارسه و عرضه في وسائل التواصل الاجتماعي حتى الناس تتعرف عنه بدل الانتقاد من ان هناك فئة من الناس يموتون من الجوع و اخرين يتمتعون في السهر و لكن هذه هي حالة الحياة و الطبقية لا يمكن تخطيها .اي متل ما نعمل على اظهار الصورة البشعة الحقيقية بالمقابل يجب دائما ان نظهر الصورة الجميلة دون التفكير اننا نجرح الشعور لاحد بل علينا ان نقول لهؤلاء الاشخاص الذين ينتقدون باستمرار لماذا دائما ان نتجه الى الحقد و الاشياء البشعة بدل الاشياء الجميلة طالما هناك حياة هناك امل حتى لو كان الانسان حزينا يستطيع ان يكون سعيدا في ابسط الامور كممارسة رياضة المشي في الطبيعة التي تزيد من ارتفاع الادرنالين خلال اول عشر دقائق كأن تناول دواء مهدىء لاراحة الاعصاب .”
و تساءلت الدكتورة شكور :” لماذا تمنعنا فئة من جماعة وسائل التواصل من التمتع في الحياة و الحكم علينا بطريقة سيئة ؟ اي يريدون منع الاخرين باسخف ملاذات الحياة مع العلم انه على كل شخص ان يحترم ملذاته و رغباته لان فعلا ما وصلنا اليه كارثة اذا تحولت وسائل التواصل الاجتماعي ان كان الجرائد و التلفزيون و كل انواع التواصل الى ورقة نعوة مما يعني صرنا في حالة موت او انتحار بينما الحل يكمن في ان يترك الشخص يعيش على الطريقة التي يريدها و التخفيف من الانتقاد عليه و التزام الصمت افضل من التحدث بالتفاهات .لان ما يهم ان يعمل الانسان الاشياء التي تفيده شخصيا و تفيد حوليه ايضا لان اهم شيء نوقف تقييم الحكم على الاخر و في حال اردنا الانتقاد علينا ان نبدا الحكم على انفسنا و كيف نكون مفيدين لان للاسف ما حصل اليوم ان ثقافتنا صارت جحيما ملونة بين الشرقي و الغربي بدل البحث على الثقافة الفينيقية لان البلد من دون ثقافة لا شيء واذا ضاعت اليوم فنكون من ايدينا بدل التلهي من غسل الدماغ الذي يلجأ اليه الزعيم .”
لابد من تسوية
في المقلب الاخر ما هو مدى التأثير الاجتماعي و النفسي على اللبناني تجاه ما يتعرض له يوميا من صدمات ؟ في هذا السياق شدد الاختصاصي في علم الاجتماع الدكتور محمد بدرا ل greenarea.info على اهمية اتباع التسوية حتى في الحياة اليومية مما قال :”ان مقومات الصمود يجب ان تكون على المستوى الشخصي بمعنى كل شخص منا يعاني من الازمات عليه ان يبحث عن التسوية بين الرغبات و المتاح و بين الاحلام و الاهداف و الواقع الحقيقي خصوصا و اننا نعيش الصدمة التي باتت تمر في عدة مراحل بدءا من النكران و التقبل و التاقلم في ما بعد . اي كلما سرع الشخص في فترة النكران كلما دخل الى مرحلة التقبل وبالتالي البحث على ادوات جديدة للتعامل مع الواقع الجديد . لذلك قدرنا هو التأقلم اي علينا ان نعمل تسوية بمعنى ان يصبح مستوى الرفاه النفسي مرتفعا لان صحتنا النفسية متضررة كوننا نحن مرضى على المستوى النفسي من كثرة معاناتنا من عدة صدمات جماعية سواء في تغيير الراتب اليومي الذي يفرض علينا ان نبحث على التسوية اي كل واحد منا يجدها بنسب متفاوتة اي هناك اشخاص يترجمون التسوية بشكل سريع و اخرين تاخذ معهم الكتيرمن الوقت لكي يعملون تسوية و اشخاص يتركون كل شيء دون تسوية و البحث عن مكان اخر للعيش كونهم غير قادرين للتاقلم مع الواقع الجديد بالنهاية يبحث الانسان عن التسوية بهدف التاقلم .”
الحالة الاجتماعية تؤخر العلاج النفسي
بدوره اكد الطبيب الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور شوقي عازوري ل greenarea.info انه الحالات المرضية تزداد بفعل التأثير الحياة الاجتماعية الصعبة على المرضى خصوصا مما قال :”اذا رجعنا الى تاريخنا بتنا صامدين 6 الاف سنة و استمرينا مهما غلبت المصاعب. الى اين سياخذونا او يجوعوننا او يقطعوا عنا البنزين و المازوت حيث ستقفل المؤسسات من وراء انقطاع المازوت؟ .انما الذي يجب ان نعرفه انه اذا انقطع الخبزعن الناس مما يعني انها شرارة الثورة كون المسؤولين باعونا و الجدير ذكره ان المرضى الذين اعاينهم متأثرين نفسيا في وضع البلد المترد مما يؤخر الشفاء لهم ولكن اذا استمر الوضع على حاله متازما حتما الشعب سيفترس .”