دق تقرير للأمم المتحدة ناقوس خطرٍ جديد فيما يتعلق بتداعيات تغير المناخ، هذا الخطر يطال هذه المرة الأطفال، حيث خلص التقرير إلى أنه لن ينجو أي طفل من تأثير الاحتباس الحراري.
تفصيلياً، وفي أول مؤشر من نوعه، وجد صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أن جميع أطفال العالم البالغ عددهم 2.2 بليون طفل تقريباً، معرضون لنوع واحد على الأقل من المخاطر المناخية أو البيئية، من الفيضانات الكارثية إلى ملوثات الهواء السامة.
وفي هذا السياق، حذرت لجنة مناخية تابعة للأمم المتحدة مؤلفة من كبار علماء الغلاف الجوي في العالم، من أن الاحتباس الحراري يقترب بشكلٍ خطيرٍ من الخروج عن نطاق السيطرة، إذ من المرجح أن تزداد الموجات الحارة المميتة والأعاصير وغيرها من الظواهر المناخية الشديدة سوءاً.
هذه النتيجة أدت الى إطلاق صرخة من قبل المعنيين والمتابعين للموضوع، اذ قالت الناشطة البيئية السويدية تونبري، “إن مؤشر يونيسف أكد أن الأطفال سيكونون الأكثر تضرراً، وعندما يجتمع قادة العالم في غلاسكو في تشرين الثاني (نوفمبر) خلال قمة الأمم المتحدة لتغيُّر المناخ، فلا بد أن يرى العالم منهم أفعالاً لا أقوالاً”.
ان جميع أطفال العالم معرضون للخطر، غير أن هناك بعض المناطق التي تعتبر أكثر تأثراً، ووفقًا لأول مؤشر يركز على تعرض الأطفال لمخاطر المناخ، فإن الأطفال في جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ونيجيريا هم من بين أكثر الأطفال عُرضة لمخاطر تغير المناخ.
ويخلص التقرير، الذي تم إطلاقه بالتعاون مع حركة “أيام الجمعة من أجل المستقبل”، في الذكرى السنوية الثالثة لحركة “الإضرابات العالمية من أجل المناخ”، التي يقودها الشباب إلى أن نحو مليار طفل -أي حوالي نصف أطفال العالم البالغ عددهم 2.2 مليار طفل- يعيشون في أحد البلدان الـ 33 المصنفة على أنها “مرتفعة المخاطر للغاية”. ويواجه هؤلاء الأطفال مزيجًا قاتلًا من التعرض للصدمات المناخية والبيئية المتعددة، مع قابلية مرتفعة للتأثر بها بسبب عدم كفاية الخدمات الأساسية، مثل المياه والصرف الصحي والرعاية الصحية والتعليم. وتعكس النتائج عدد الأطفال المتأثرين حاليًا، ومن المرجح أن تتفاقم هذه الأعداد مع تسارع آثار تغير المناخ.
في الجهة المقابلة، يكشف مؤشر تعرض الأطفال لمخاطر المناخ عن الحقائق التالية:
- 240 مليون طفل معرضون بشدة للفيضانات الساحلية؛
- 330 مليون طفل معرضون بشدة للفيضانات النهرية؛
- 400 مليون طفل معرضون بشدة للأعاصير؛
- 600 مليون طفل معرضون بشدة للأمراض المنقولة بالحشرات؛
- 815 مليون طفل معرضون بشدة للتلوث بالرصاص؛
- 820 مليون طفل معرضون بشدة لموجات الحر؛
- 920 مليون طفل معرضون بشدة لندرة المياه؛
- مليار طفل معرضون بشدة لمستويات مرتفعة للغاية من تلوث الهواء
في حين، يعيش ما يقدر بنحو 850 مليون طفل -أي: طفل من بين كل 3 أطفال على مستوى العالم- في مناطق تجتمع فيها أربعٌ على الأقل من هذه الصدمات المناخية والبيئية. ويعيش ما يصل إلى 330 مليون طفل -أي طفل من بين كل 7 أطفال على مستوى العالم- في مناطق متأثرة بخمس صدمات رئيسية على الأقل.
ومن بين الحقائق الملفتة التي كشف عنها التقرير، أن هناك انفصام بين المكان الذي تُنتج فيه انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري (الاحترار العالمي ، والمكان الذي يعاني فيه الأطفال من أهم الآثار الناجمة عن تغير المناخ). بحيث لا يصدُر من البلدان الـ 33 عالية المخاطر بشدة مجتمعة، سوى 9 في المئة من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون على الصعيد العالمي. وعلى النقيض من ذلك، فإن أعلى عشرة بلدان مصدرة للانبعاثات تنتج مجتمعة حوالي 70% من الانبعاثات العالمية. ويصنف بلد واحد فقط من هذه البلدان على أنه “عالي المخاطر للغاية” في المؤشر.
ازاء كل هذه المخاطر، هناك العديد من الاجراءات الملزمة التي يجب على الدول القيام بها لتجنب هذه المخاطر على أطفالنا، منها ووفق اليونيسيف خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، بنسبة 45% على الأقل (مقارنة بمستويات عام 2010) بحلول عام 2030، للحفاظ على معدلات الاحتباس إلى ما لا يزيد على 1.5 درجة مئوية.