كيف سنؤمن دخول ابنائنا الى المدرسة اذا لاحماية لهم ” صرخة اطلقها الاهل فيها من القلق عندما اطلقت وزارة التربية ان يوم التدريس في المدرسة بات جاهزا و كالعادة تأتي هذه الخطوة دعسة ناقصة  نظرا الى  ما تشوب خطة العودة الى المدرسة عدد من النقاط من الضروري التوقف عندها فهل تم ّ لها تحضيرا اكاديميا ؟ اكثر من ذلك  ما هوبرنامج  التأهيل النفسي الاجتماعي للاعداد له ؟ كيف ان وزارة التربية تعلن  عن بدء العام الدراسي و لم تجتمع مع رؤساء المناطق التربوية لكي  تطلع منهم على تحضيراتهم اذا كان هناك من امكانية للتدريس ؟ اذا  كان الموظف في  وزارة التربية يعاني  من الشح في الحبر و الورق ومن صعوبة  الامكانيات المادية لكي يصل الى عمله فكيف ستقلع المدرسة بهذا الغلاء  وتأمين المستلزمات الطبيعية ؟ لان اذا لم تؤمن  ذلك نكون قد وضعنا التلميذ باجواء غير مريحة عدا ازمة  الكهرباء؟ و الاهم في ذلك  هل اعطي للجان الاهل دورا  لكي يشاركون  في التحضير للعمل في المدرسة ؟ باختصار لا تخطيط او تحضير  في خطة العودة الى المدرسة حيث ان الاجواء العشوائية عكست على  الصحة النفسية للتلميذ فما هي ؟ و ما ابرز النقاط الواجب الاتخاذ بها ؟

مطلوب فترة انتقالية

” كيف يمكن لتلميذ مسجونا في الحجر المنزلي ينطلق فجأة الى المدرسة في التعليم المباشر دون تأهيله نفسيا ؟” بهذا العبارة تسائلت الاختصاصية في علم النفس العيادي و التربوي  الدكتورة غيلان بستاني أبو عقل  عبر ل greenarea.info: “لا شك ان المسالة صعبة في ذهاب الاولاد الى المدرسة من دون تحضير مسبق لهم مما يجب القيام  بفترة انتقالية  كون الموضوع  اساسه نفسي  لان بقي الاولاد لفترة طويلة في الحجر المنزلي حيث ان تقنيات التعاون او التواصل او التحدث مع الاخر لم يعمل عليها  من قبل وزارة التربية خلال فترة السنتين وان عدد ذهاب التلاميذ الى المدرسة قليل  خصوصا بعد عمر 7 سنوات .لذلك ان موضوع التواصل مهم جدا لهم  و اساسي ايضا  فضلا  عن  ان العلاقات الاجتماعية مع الاخر  باتت  اليوم مشكلة  بحد ذاتها لان ابتداء من عمر 7 سنوات همهم  ان يكون  اصحابهم معهم مما نجد هؤلاء الاولاد منزعجين تجاه هذا الامر خوفا من فقدانهم  حيث يشعرون  بالوحدة والقلق حول  ما يتعرضون له  من تنمر و انزعاج كيف سيعبرون عن حالة القلق عندهم عند الذهاب الى المدرسة مما تترجم عندهم بغضب  خصوصا و ان الاولاد ليسوا مثل الكبار يعبرون ما في داخلهم  بانهيار عصبي دائما بل الاكثر وارد عندهم  هي العدائية  بالتصرف و الانفعالية كل ذلك يتخذ بعين الاعتبار ممايعني انها مرحلة التكيف مهمة جدا لان التلميذ اليوم  كمتل شخص مسجون و خرج منه الى المدرسة  فكم من الاوقات يحتاج الى الدخول الى المجتمع و يكون اجتماعيا. ”

و تابعت الدكتورة أبو عقل  :” ان الاهم هي العوامل النفسية  عند التلميذ اكثر مما يكون عنده مجموعة من المعلومات جدا قيمة  ويكون في الوقت نفسه  عاجزا عن استخدامها لان وضعه النفسي غير سليم  . فصحيح  انه مهم  ان يعود  الى المدرسة انما  الاهم  اعطائه الوقت لمدة  شهر لكي يتاقلم مع الواقع الجديد و ليس من اول يوم الدخول الى المدرسة دون الرجوع الى وضعه النفسي  لان هناك صعوبات يمر فيها في المنزل يجب اخذها بعين الاعتبار كاوضاع الاهل المادية و صعوبة تأمين الكتب والمقارنة بينهم و بين اصحابه مما يجب الانتباه على هذه المواضيع و لايجوز اخذها باستخفاف ابدا.”

خطة تربوية فارغة

في المقلب الاخر توقفت  رئيسة المركز التربوي سابقا الدكتورة ندى عويجان عند بعض النقاط حول خطة العودة الى المدرسة منتقدة اياها بعد تشريحها بوضع النقاط على الحروف  مما قالت عبر ل greenarea.info :”انها خطّة تربويّة فارغة من مضمونها،اذ نحن أمام خيارين أو نخفّف الخسائر ونقلّل الأضرار، أو ونزيد السوء سوءا فمبادرة خطة وزارة التّربية تخطّت الخطوط الحمر، فجاءت متأخّرة قبل شهر من بدء العام الدّراسي، وخرجت بصيغة تجميع لعناوين متكرّرة مبعثرة وغير منظّمة، أهملت العديد من المحاور الأساسيّة، واستهدفت القطاع الرّسمي وأهملت القطاع الخاص.كنّا نأمل أن تؤمّن الدّولة وبالتحديد وزارة التّربية أدنى مقوّمات العودة ليس فقط للتّلامذة بل أيضاً للمعلّمين والمدارس والأهل وأن نجد بعد عامين على الجاّئحة، خطّة شاملة وجامعة ومتناغمة في ما بينها، تلحظ تفاعل ودعم جدّي لمكوّنات عناصر الخطّة ومواردها، لٳيجاد الحلول والفرص وٳنجاح عمليّة التّعليم والتّعلّم  فنحن أمام خيارين أساسيّين:

1- أو تفتح المدارس أبوابها بوعي ومسؤوليّة وخيارات مدروسة واستيعاب لدقّة لظّروف الراهنة، فنخفف الخسائر ونقلل الأضرار.

2- أو تفتح المدارس أبوابها بعشوائيّة وجهل للتّخطيط وغياب للجهوزيّة، فنعيد سيناريو العام الماضي مع تفاقم للمشاكل الٳقتصاديّة والنّفسيّة والٳجتماعيّة، ونزيد السوء سوءا.

واضافت الدكتورة عويجان :” ان أزمة المحروقات / التّعليم لـ4 أيّام في الأسبوع / مُتابَعة التّلامذة /عقود المتعاقدين /التعلُّم عن بُعد والتعلُّم المدمج اختلطت الأمور على معالي الوزير بين الأسباب والمسبّبات، “ومين بيزيد؟”  لا يكفي أن تقلّص المناهج الى 18 أسبوعاً ليصبح بالٳمكان التعلُّم عن بُعد أو التعلُّم المدمج. فهذه المقاربات تتطلّب أسساً وقواعداً ومستلزمات هي في الحقيقة غير متوفّرة.”

والجدير ذكره حسب ما جاء على  لسان الدكتورة عويجان :” ان توصيات منظّمة الصّحّة العالميّة لا تتطابق مع واقع العديد من المدارس في لبنان. هل جميع الصّفوف قابلة للتّهوئة؟ هل ستتمكّن وزارة التّربية من تأمين كمّامة أو كمّامتين أو ثلاثة، لجميع أيّام الدّراسة، لكل تلميذ في القطاعين الرّسمي والخاص؟ هل تم نشر البروتوكول الصحّي والتّدريب عليه وليس التعرّف عليه فقط؟ كيف أصبح فجأة يمكن تقليص مسافة التباعُد بين التّلامذة إلى نحو المتر ويمكن لتلميذَيْن الجلوس على مقعد مشترَك، يعني بتباعد فعلي يقارب 20 الى 30 سم؟ وهل هذا يمكن أن يشمل كل النّاس خارج المدرسة؟ أو أنّه مخرج استثنائي مهما كان الثّمن؟”

العدائية عند التلميذ

كما توقفت  السيدة صونيا خوري بشكل عام حول ضرورة الاخذ بعين الاعتبار :” انه ما يجب معرفته ان سلوك التلميذ  بفعل الحجر المنزلي بات عدائيا  كونه لم يختلط مع  رفاق من عمره و احيانا يكون منعزلا  حتى ان  التواصل مع اصحابه  على المواقع التواصل الاجتماعي ليس جيدا  لان احيانا يكون اللعب الكترونيا وليس محدودا .”

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This