وجد العلماء مؤخرا أدلة على وجود آلاف الانفجارات البركانية، أو “الانفجارات الفائقة”، وهي أعنف الانفجارات البركانية المعروفة.
ومن خلال نفث بخار الماء وثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت في الهواء، مزقت هذه الانفجارات سطح المريخ على مدى 500 مليون سنة منذ نحو 4 مليارات سنة.
وترسم ناسا صورة لكوكب المريخ في الماضي، تجعله يبدو عبارة عن جحيم من الصخور المنصهرة والغاز والرماد.
ويبحث العلماء في تاريخ “أرض العرب” (Arabia Terra)، وهي منطقة تقع في شمال المريخ، واكتشفوا أنها استضافت على الأرجح الآلاف من الانفجارات البركانية الهائلة.
وفي بيان صدر يوم الأربعاء 15 سبتمبر، وصفت ناسا الانفجارات الفائقة بأنها “قوية جدا لدرجة أنها تطلق محيطات من الغبار والغازات السامة في الهواء، وتحجب أشعة الشمس وتغير مناخ الكوكب لعقود”.
وتظهر ورقة بحثية نُشرت في مجلة Geophysical Research Letters دليلا على أن “أرض العرب” استضافت العديد من الانفجارات البركانية المحيرة للعقل على مدى 500 مليون سنة منذ نحو 4 مليارات سنة.
وقالت ناسا إن ثورانا بركانيا هائلا يمكن أن يتسبب في انفجار ما يعادل 400 مليون حمام سباحة بحجم أولمبي من الصخور المنصهرة والغاز. وبعد هذا الانفجار الملحمي، ينهار البركان في حفرة كبيرة تُعرف باسم كالديرا.
ولدينا كالديرا بركانية على الأرض، بما في ذلك كالديرا الضخمة التي تشبه فوهة البركان في حديقة يلوستون الوطنية في الولايات المتحدة.
ونظر العلماء في سبع كالديرا في “أرض العرب” على سطح المريخ والتي كان يشتبه بالفعل في أن لها أصولا بركانية. وبحث الفريق عن الرماد الذي تركته الانفجارات القديمة.
وباستخدام الصور والبيانات من Mars Reconnaissance Orbiter التابع لناسا، تتبع العلماء مكان سقوط الرماد من البراكين ووجدوا طبقات محفوظة جيدا من المادة. وكان سيتطلب الأمر الآلاف من الانفجارات لإيداع كل الرماد.
وستجعل البيانات المتعلقة بتاريخ المريخ البركاني العلماء مشغولين كثيرا أثناء عملهم على التأثير المحتمل للانفجارات الهائلة على مناخ الكوكب الأحمر.
وهناك أيضا سؤال حول سبب كون “أرض العرب” هي المكان الوحيد على سطح المريخ الذي يبدو أنه كان موطنا لهذه البراكين المتفجرة.
وقال باتريك ويللي، الجيولوجي في مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا في غرينبيلت بولاية ماريلاند: “كان لكل واحدة من هذه الانفجارات تأثير مناخي كبير، فربما يكون الغاز المنطلق يجعل الغلاف الجوي أكثر سمكا أو يحجب الشمس ويجعل الغلاف الجوي أكثر برودة. وسيكون لواضعي نماذج مناخ المريخ بعض الأعمال التي يتعين عليهم القيام بها لمحاولة فهم تأثير البراكين”.
المصدر: سي نت