“مش وقتها اعصابي مش حاملتني حتى اخذك مشوار و مصاري ما في حتى تقوم باي نشاط رياضي متل قبل مخنوقين ماديا ” بهذه العصبية الحادة تواجه الوالدة ابنها عندما يطلب منها اي طلب يحق له ضمنا . تلك المشهدية تتكرر يوميا في كل عائلة لبنانية تعاني من حدية الازمة الاقتصادية مما عكست الاجواء السلبية على ركن العائلة حتى بات الاولاد من ابرز ضحاياها. فما هو رأي خبراء علم النفس في كيفية تعامل الاهل الايجابي مع الاولاد رغم كل سلبيات الواقع المرير؟
صورة الاب اهتزت
لاشك ان الازمة الاقتصادية زادت من الخلل في العلاقة بين الشريكين في العائلة سيما ان صورة الاب اهتزت بعدما كان المرجع المالي الاهم . مما يطرح السؤال نفسه :كيف اثرت تداعيات الازمة الاقتصادية على مسار العلاقة بين الزوجين ؟
في هذا الاطار تحدثت باسهاب المحللة النفسية الدكتورة الين الحسيني عساف ل greenarea.info كيف ان الصورة اهتزت بين الشركين و اثرت سلبا على وضع العائلة مما قالت :”لاشك ان الرجل له وظيفته كحماية للعائلة اذ ان اول هوية له يسئل ماذا يعمل ؟ وفق لذلك تحدد الاموال التي ينتجها انما في ظل الازمة الخانقة اليوم بات يشعر الرجل كأن شيئا نقص منه سواء في الهوية او في الوظيفة التي يؤمن الحماية منها مما يشعره بالاكتئاب انه غير مفيد لعائلته اي اهتزاز في عامود الحماية عدا ذلك اضطراب في التوازن في العلاقة بين المراة و الرجل لان المراة ايضا تعمل و تاتي بالمال فتعرضت لهزة داخلية مما يشعر الشريكان انهما غير قادرين لتامين الحماية او الصورة المثالية لاولادهم عدا العدوانية التي يتلقاها الزوجان من قبل الطبقة الحاكمة فتسقط نفسيا عليهما مما يبدو الرجل متوترا سواء من العمل او من الانتظار امام محطة الوقود تترجم سلبيا في العائلة يعني قدرة الاحتمال تتضائل مما نعيش الاكتئاب الجماعي حيث يدخل الشخص في صراع و عدوانية معينة .”
وتابعت الدكتورة عساف:” الاهم في ذلك ان الولد في عمر 7 سنوات و مافوق يستطيع ان يخرج الطاقة العدوانية في داخله من خلال ممارسة الرياضة انما اليوم نظرا لعجز الاهل المادي لم يعد يستطيع الولد ان يخرج ما في داخله من نزوات عدوانية لتحويلها الى قناة ايجابية. عدا ذلك ننصح الاهل ان لا يتحدثون دوما امام اولادهم عن الازمة الخانقة بل يحاولون قدر المستطاع اخذ الامور بروح النكتة مما تخفف من وطأة المشاكل مع الابتعاد عن التواصل الاجتماعي التي فيها المشاهد السلبية و تزيد الاكتئاب و تفادي سماع الاخبار بصوت مرتفع كي لا يتأثر الولد فيها بل على الاهل مساعدة اولادهم في الخروج الى الطبيعة او اي مشاريع ترفيهية.”
العائلة تتصدع
اذا كان الجوّ في البيت متوترا نظرا للظروف القاسية فاي حالة الاولاد سواء على الصعيد النفسي وانعكاس ذلك على جوّ البيت و ايضا من الناحية الاجتماعية فما هي الطرق المتبعة في تجاوز التوتر في العائلة ؟
في هذا الاطار شددت الاختصاصية في علم النفس الدكتورة ديالا عيتاني حول اهمية معرفة اختيار الكلمات المناسبة في كيفية التعامل مع الاولاد بطرق افضل مما قالت عبر greenarea.info :”ان الازمة الاقتصادية اثرت كتيرعلى جوّ العائلة حيث لا نستطيع ان نلوم الاهل كونهم متوترين من تردي الحالة الاجتماعية لانهم لا يستطيعوا تأمين حاجات اولادهم فيشعرون بالعجز او بالنقص كونهم مقصرين معهم عدا التغير المفاجىء معهم مما يبعد عنهم الشعور في الاطمئنان عندها يصبحون الاكثر عنفا او شراسة و النتيجة عندها اما نجدهم يصرخون بصوت عالي ام ينعزلون و لا يعرفون كيف يعبروا بطريقة سليمة.كل هذه التصرفات تؤثر على العلاقة مع اهلهم حيث يكمن الحل في اهمية الحوار الولد مع الاهل لكي يستطع ان يعبر ما في داخله دون اسكاته بحجة انه الوقت غير مناسب مع العلم انه يجب على الاهل ان يخبروا ولدهم ان هناك ازمة يمرون بها من دون ما يضفوا عليه اي من الهموم او يشعرونه ان المستقبل ذهب سدا بل على الاهل اخباره ان الان هناك ازمة دون التوقف في التفاصيل و اخباره وفق عمره تاركين له المجال هو ان يعرف في التفاصيل اكثر كما ان المراهق يطلب منه كيفية تحمل المسؤولية وانه كبير وواعي ويستوعب بما يحصل و انه قادرا على التغلب في هذه الظروف الصعبة في تقبله للواقع المرير .”
و الجدير ذكره على لسان الدكتورة عيتاني :”اما الطريقة الاخرى فيجب اتباعها انه على الاهل اختيار الكلمات المناسبة في التحاور مع الولد انها مشكلة و ستمر مع التشديد على كلمة الان كونها تعلق في ذهن الولد وان هذا الشيء ليس ابديا انما مؤقتا و ان هناك امل في ما بعد لان هذه الكلمات سترسخ في العقل كي لا تصبح هناك تشوهات كفاية اي ان الحياة سيئة و ان الوضع كارثة تلك الكلمات لا يستوعبها الولد بل انه يريد ان يعيش اللحظة و يفكر بالحاضر اكثردون ان يقلق على المستقبل من الكثير من الهموم هذه الكلمات تخفف على نفسية الولد بمجرد ما يقول اهله انه في الوقت الحالي غير قادرين حاليا لتلبية طلباتك كوننا نمر في مرحلة صعبة تلك الكلمات تخفف عنه الامور الحياتية شرط ان لا يكون في الحوارغضبا او نقمة انما يكون الحديث عن الواقع اكثر دون التتشاجر في المنزل . و انه على الاهل ان لا يكونوا متوترين دون الشتم و الصراخ امام اولادهم لان الانفعالات توتر الموضوع اكثر دون الغضب امام اولادهم او الكذب عليهم في شرحهم عن الحالة المتأزمة التي نعيشها بطريقة غير انفعالية دون وضع الاخبار 24 ساعة كي لا يشعر الولد بالازمة بل حثه ان هناك نقطة ايجابية حتى لا يذهب الى الاكتئاب و القلق و الانزواء بل تزويده بنقاط القوة في داخله اذا كان غير قادرا ان يعمل هذا النشاط الرياضي سيعمله في ما بعد المهم لا يظل يعيش الولد دوامة الازمة و يشعر ان الحياة لا معنى لها .”
المستقبل القاتم
في المقلب الاخر رأى الاختصاصي في علم النفس الدكتور احمد عويني عبر ل greenarea.info اننا نعيش اسوء مرحلة و الاصعب كونها مستمرة لطويلة الامد دون وضوح الرؤية في نهايتها و هذا ما ينعكس سلبا على تصرفات اللبناني مما قال :”ان اثار الازمة الاقتصادية على الاولاد تكون سواء على المدى القريب ام البعيد ففي المدى القريب بتنا نجد جو البيت مشنجا بسبب المشاكل الاقتصادية التي هي بالدرجة اولى اقتصادية حيث ان الشح بكل شيء اي لا كهرباء لا مياه و لا بنزين كل ذلك ينعكس على المزاج و على طريقة التعامل مع الاخرين مما ينتج ذلك ان الجميع متوترين ناطرين بعضهم على غلطة فمن كثرة هموم الشريكين مما يعكس ذلك كفشة خلق بالاولاد بمجرد حصل خطأ صغير منهم كل ذلك نتيجة الارهاق النفسي على المدى الطويل على سبيل المثال عندما مررنا بازمة معينة متل تفجير المرفا في بيروت صارت و انتهت انما الازمة الاقتصادية التي نعيشها مستمرة و اكثر الازمات صعبة على الصعيد النفسي وهي مستدامة التي تظل اشهر و سنوات و هذ اصعب شيءعلى مدى البعيد حيث ترهق الانسان وتحرق الاعصاب و تولد الاكتئاب .”
و الملفت للنظر على لسان الدكتور عويني انه :”يجب على الاهل معرفة بدراية على قدر ما يستطيعون اعطاء للاولادهم مساحة فرح و لو من اقل شيء كالمشي على كورنيش البحر و الى الجبل او الحضورفيلم سويا لان المهم ان لا يعيش الاولاد الهموم الذي هو مداه طويل و على الاهل ايجاد جوايجابي شرط ان لا يقولوا لاولادهم من هو الذي يملك الوقت لكي يمارس رياضة المشي مع العلم ان الانسان محتاج الى راحة ان كانت جسدية ام نفسية و العائلة و الاولاد حقهم في الحياة على سبيل المثال ايام الحرب كنا نلهو و نضحك و نخبر نكات في الملجأ مما يعني يجب على الانسان ان يولد فسحة نفسية يرتاح فيها هو وعائلته اي يجب على الاهل اعطاء اولوية للاولادهم لان من حقهم التمتع في الحياة دون سجنهم في المنزل لان الازمة طويلة جدا و ليس هناك بوادر حلول و لا يمكن ان نرى الضو في اخر النفق مما يولد الاحباط والاكتئاب و القلق لان من المهم ان الشخص يستدرك هذا الشيء ويلجأ الى التسلية و التحدث مع الاخرين او اللهو اقله ناخذ فرصة لايجاد حلول لمشاكلنا الكثيرة انما للاسف في يد القيميين عليها غير ابهين بنا و غير مسؤولين على البلد و بشكل منهجي يقضون على الشعب و الطبيعة البشرية الي رغم كل شيء ستستمر .”
التغلب بالارادة
الى رأي الاختصاصية في المعالجة النفسية عن طريق الفن ثريا عبيد التي اوضحت عبر ل ل greenarea.info على ضرورة الاقتناع في النعم التي اعطانا اياه الله و حث الولد على الاكتفاء مما قالت:” ان الحركة عند الولد في البيت كتير مهمة حتى لو كان في ظل الحجر المنزلي نتيجة الكورونا ام نتيجة الازمة التي نعيشها .فايام جدودنا لم يكن عندهم مدرسة للذهاب اليها لذلك ننصح تدريب الاولاد على ايجاد اي شيء كالحياكة او الرسم على الورقة او الغناء خصوصا ان الانسان معروف من نشاطاته اي انه يبتكر اشياء من لا شيء حتى في البيت اذا كان الاهل غير قادرين ماديا للترفيه عن الولد في ظل المرحلة الصعبة التي نعيشها على امل ان لا تكون طويلة لان المهم ان نعرف الشكر لله على النعم التي اعطانا اياها او على اشياء نمتلكها حتى لو كانت قليلة في ظل متطلبات الحياة الكثيرة لذا ما يجب معرفته ان الحق ليس على الولد بل على التكنولوجيا المتطورة لاننا نعيش عصر السرعة الرهيبة لذلك من المهم حث الولد على الاكتفاء بالاشياء الصغيرة لديه رغم انه من الصعب عليه الاعتياد عليها نظرا لمتطلباته الكثيرة ربما ان هذه الازمة التي نعيشها تجعل من الولد يستاءل ما هو المهم في الحياة و هذا الامر مهم للغاية عليه ان يكتشفه لان ليس كل شيء هو تكنولوجيا.”