كم من المرات يقال  بالعامية ” هبش جلده عمبفش خلقه بحاله ” مرد ذلك انه من كثرة التعصيب يلجأ الى الحكاك للتعبير ما في داخله  خصوصا اذا تعرض لضغط نفسي حاد و لكن الى اي مدى ذلك صحيحا على صعيد الطب في الامراض الجلدية ؟ و هل فعلا الازمات النفسية لها علاقة مباشرة ام غير مباشرة بما نعانيه من حكاك ام طفرات جلدية ؟

الحكاك قد يكون مرض نفسي جلدي

عادة يقال ان الجلد من أكثر أعضاء الجسم تأثرا َ بالحالة النفسية بمعنى انه مرآة للجسم تعكس التغيرات التي تصيب الأعضاء الداخلية المختلفة بما فيها الجهاز العصبي والحالة النفسية.  انطلاقا من ذلك من الضروري حسب الابحاث الطبية  الاخيرة أن يراعي الطبيب  المعالج العلاقة المباشرة التي تربط المرض بشخصية المريض وسلوكه وحالته النفسية. فضلا عن ذلك انه يجب معرفة أن الأمراض الجلدية من أكثر الأمراض التي توثر على الحالة النفسية للمريض لما تسببه أحيانا من تشوهات جلدية ولو مؤقتة لكي  تتكامل دائرة القلق المرض القلق حيث ظهر في  السنوات الأخيرة فرعا جديدا في طب الأمراض الجلدية يعرف باسم  الأمراض الجلدية النفسية .

من جهة اخرى  وفق للابحاث العلمية الطبية الاخيرة قد يحدث كثيرا وأن تتملّك شخص ما رغبة كبيرة في الحكّ أو الهرش، مع أنه لا وجود لسبب فعلي أو علمي لذلك، ما يعكس تحليلا خاطئا للإحساس بالحكة في الجهاز العصبي  اذ ان الحكاك  يحدث عادة بسبب جفاف الجلد، كما و انه ينتشر عند  كبار السن  عندما يتزايد الجفاف مع تقدم في العمر، مما يُمكن أن تساعد المستحضرات الصيدلانية المُرطبة في علاج الحكة.  بالمقابل على الرغم من كون الحكاك  إحساسا غير سار، إلا أنه يؤدي دورا مهما في اكتشاف المواد الضارة، خصوصا تلك المرتبطة بالجلد فيظل المصاب يهرش ويحك جلده، بعصبية متناهية، وبشدة ، يتلذذ فيها باستمرار الحكاك، ولا ترتاح نفسه، إلا إذا رأى الدم يسيل من الجلد، ونتيجة لتكرار حدوث الحكاك الشديد في هذه المواقع، تتضخم طبقات الجلد التي تتركز فيها الحكاك وتتحول إلى آفات جلدية متصلبة بنية اللون، وبارزة على سطح الجلد على شكل عقد مغطاة قشور جافة، وعلى شكل لويحات مرتفعة ذات لون أحمر غامق، عليها نقاط دم متجمدة، ويصعب في هذه الحالة ضبط نوبات الحكة، حتى بأقوى مضادت الحكة المعروفة طبيا لهذا يحتاج المريض، احيانا، لاستشارة نفسية، مما وصفت العلاجات النفسية مساعدة من قبل الطبيب النفسي لضبط هذا النوع من الحكاك الصعبة .

الفحوصات الطبية تحدد هوية الحكاك

من جهة اخرى قد يستخدم مصطلح الحكاك للدلالة على مجموعة الأمراض الجلدية التي تتصف بالحطاطات انتفاخ مرتفع يشكل جزءا من الطفح الجلدي والبراعم التي تؤدي إلى الحكة الشديدة وتكون صعبة العلاج، وقد يستخدم هذا المصطلح عندما يكون سبب هذه الأعراض معروفاً أو مجهولاً، وذلك للتعبير عن الحالات الجلدية التي تصاحبها النتوءات أو الكدمات المسببة للحكة.

في هذا السياق توقف  الاختصاصي في الامراض الجلدية الدكتور كارلوس يونس عبر  ل greenarea.info  حول اسباب الحكاك التي من بينها يعود الى الضغط النفسي مما قال : “علينا في البداية اجراء له فحص دم اذا لم يظهر شيء عندها نفكر اذا كان لحكاك  له علاقة بتشنج الاعصاب او  بالطفرة الجلدية  انما ليس له سبب مباشر في ذلك  كما انه احيانا اذا بتعقد مع الطبيب  يقول لمريضه  ان الذي تعانيه من حكاك  ناتج من التعصيب او التشنج  انما الاحتمال بنسبة 5% . مع الاشارة الى ان  تشنج  الاعصاب  يؤدي الى اكثر  من ذلك متل حكاك و ليس طفرات  جلدية حيث “يفش خلقه بحاله”  عندما يكون كتير التشنج  مما يعبر في ذلك في  حكاك برأسه  ام في جسمه  بصورة غير مراقبة  كونه في هذه الحال جسمه يفرز الكثير من الهيستامين كتير  مما يعكس في ذلك الحكاك و  في هذه الحالة يعطى له ادوية ضد الهيستامين . اما  اذا كانت حالته النفسية متشنجة كثيرا  فيعطى له دواء مهدىء للاعصاب و ليس بالضرورة  بكميات قوية بل خفيفة  لان المهم  تأمين راحة المريض دون ان يكون ضائعا في وضع صحته في الجلد  لا يعرف بماذا يصيبه من حكاك لدرجة ان يؤذي حاله من دون ان يدري بذلك .الجدير ذكره يجب التنبه فضلا عن ماذكرناه سابقا الى ظهور حالات كثيرة من الجرب في ايامنا هذه من الضروري استشارة الطبيب للمعالجة .”

المتابعة الدقيقة

بدورها شددت  الاختصاصية في الطب الداخلي الدكتورة الين طعمة  عبر لgreenarea.info   على ضرورة المتابعة الطبية بدقة لكي يحدد الحكاك اذا كان سببه نفسي ام جلدي مما قالت :”ان الحكاك  له عدة اسباب و ليس بالضرورة نفسي المهم المسألة تحتاج الى متابعة طبية لكي  نعرف  اذا كان هناك درجات من  المسألة النفسية  سواء من التنشنح المؤقت  الى الاكتئاب و عليه يكون العلاج فاذا كان  الحكاك خفيفيا يكون العلاج  عند طبيب الامراض الداخلية اما اذا كان المرض  ظهر معقدا فعندها يحتاج الى متابعة كبيرة  بمعنى يكون المريض بالاساس هو يعاني  من مرض نفسي ليأتي هذا الضغط  فيزيده  و هنا علاجه يتطلب  كل من طبيب جلد الى طبيب نفسي .”

القلق قد يكون وراء الحكاك

في المقلب الاخر اعتبر الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور شارل بدورة عبر لgreenarea.info  ان العلاج النفسي يبقى الاخير عندما يكتشف ان السبب نفسي و ليس مشكلة صحية تتعلق بالجلد مما قال :” لا شك ان المسالة الحكاك تتعلق بطبيب الجلد اكثر مما هو الطبيب النفسي  انما في المقابل بعض الناس يعبرون عن القلق بالحكاك   اخرين يعبرون بطريقة اخرى بمعنى طرق التعبير الجسدي حسب الاشخاص  وهذا ما يسمى مرض نفسي جسدي حيث تكون وسائل التعبير في مناطق الضعف في الجسم سواء في القلب ام  في الجلد  لذلك المهم في البداية اذا ظهرت اي ردة فعل سواء طفرة ام حكاك على  طبيب الجلد هو الذي يقرر اذا كان مريضه يحتاج الى طبيب نفسي و نحن بالتالي نحدد حالته النفسية اذا كان  ناتجا عن القلق ام انهيارعصبي  و عليه تتم المعالجة بشكل صحيح .”

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This