في زمن الهرطقات و التدجيل و الاحتيال و التنصيب و الخداع بتنا نبحث عن الحقيقة بالسراج و الفتيلة و صار الكذب سيّد الكلام و جواز مرور لاثارة الشفقة او لحصول على المساعدات بحجة العوز و يكون ضمنيا لا حاجة لها و ما اكثر الدجالين في ايامنا هذا. مما تكر سبحة الاسئلة : لماذا يلجأ اللبناني خاصة الى وسيلة الخداع الا و هي الكذب ؟ هل يعتبر ان تلك الطريقة الوسيلة الوحيدة للحصول على مبتغاه ؟ او لان هيبة الدولة مفقودة لا سلطة رادعة و لا قانون جعلت من الكذب مهنة محترفة ؟ فاذا تلوث المجتمع بالكذب فاي جيل ستبنى عليه الامال ؟
الهوية الثقافية سقطت
“ في هذا الاطاراوضحت الاختصاصية في علم النفس الدكتورة شارلوت خليل ل greenarea.info حول اهمية التمييز بين الكذب المرضي الذي يتصرف صاحبه دون ارادته و الكذب الشائع المعروف في المجتمع عندما تسقط الهوية الثقافية و هنا المشكلة بحد ذاتها مما قالت :”بداية علينا ان نميز بين الكذب المرضي و الكذب غير المرضي و الاحتيال فالكذب المرضي ليس بيد الشخص و لا يكون مقصودا بذلك بمعنى لا يعرف لماذا يكذب .اما بالنسبة للكذب الذي هو رائج اليوم فهو يكون بتغير الصورة مقترنا بابتزاز العاطفي انما الخطورة التي نعيشها هو ان بعض الاشخاص الدجالين الذين نلتقي بهم ليسوا مصابين باضطراب نفسي انما يلجأون الى هذه الحجة الاخيرة لكي يخبئوا الحقيقة بمعنى “الصالح بروح بضهر الطالح” حيث تتم عملية التنصيب من خلال المساعدة لدرجة اننا نصل الى مرحلة التعميم بان الجميع نصابين.” الجدير ذكره حسب الدكتورة خليل :” انه علينا ان لا ننسى اننا في وضع دقيق جدا حيث يشعر الانسان انه مهدد فيلجأ الى التقوقع على حاله للحماية من الاخر و النتيجة نتجه الى الاوحادية كوننا نشعر ان الاخر خطر علينا فيزداد عامل الشك عند الناس ببعضها البعض و للاسف كون الهوية الثقافية قد ضربت مما نحتاج الى جهد كثير لا ستعادتها خصوصا على صعيد التربية لان بين الاشياء التي ناخذها من مجتمعنا و من الخارج و ايضا من مواقع التواصل الاجتماعي فتكون النتيجة تحليل للمواضيع احيانا خاطئة في معظمها فنبرر لانفسنا بحجج كأن على سبيل المثال اذا كنت نصابا لم يقف الامر عندي بل لان الجميع نصابين بمعنى بتنا نشرع الخطأ بعقلنا مما يقدم على ذلك قسم من الناس و هذا ما يهدد هويتنا الثقافية المبينة على الاصول و العادات و التقاليد و القيم التي لم تعد ثابتة لان كل شيء نتعرض له في البلد و الشعب قد نصب عليه و هنا على الناس من واجبهم حماية لبنان في ظل غياب القانون و المحاسبة وتشريع الفلتان كون النظام النفسي المؤلف من هو و الانا و الانا الاعلى اي هو يشكل الغريزة و الذي يضبطها الانا الاعلى لكي يعطي الانا المستقرة انما الانا الاعلى فتكمن في الفلتان و دون المحاسبة و القانون في ظل غياب اي رادع و عندما يغيب هذا الاخير تزيد النزوات مما يسمح للشخص بارتكاب الكثير من الاخطاء .”
عندما يصبح الكذب من ادوات الحياة
اما رأي الاختصاصي في علم النفس الدكتور خليل حبشي ل greenarea.info فتوقف بالتفاصيل حول البعد النفسي عندما تطفيء المبادىء الاجتماعية و تعلو حدة الغرائزفيكون الكذب من الادوات الحفاظ على الحياة و لا يردعه سوى هيبة الدولة و سلطة القانون مما قال : “قد نتسأل انه من المستغرب كيف ان الناس نزعت الكمامة عنهم مع العلم ان الكورونا مازال موجودا فهذا يعني ان الانسان دخل في مرحلة موت الغرائز الاربعة الا و هي الغريزة الاولى هي الحفاظ على الحياة التي باتت مهددة و عندما تكون هي المسيطرة تطفيء كل المبادىء الاجتماعية و الدينية لذلك التربية مهمة عندما نتمرن على المبادىء نسيطر على الغرائز عندنا . اما في الحالة القصوى التي نحن فيها التي تهدد خطر الحياة فعندها تسيطر الغرائز بشكل واضح لان نسبة قليلة من البشر استطاع تمرين الدماغ بان يكون هو المسيطر و ليس الغريرة . انطلاقا من ذلك نجد الكذب من الادوات للحفاظ على الحياة حيث لم يعد عند الشخص مبادىء للجمه مما يكون هدفه الاساسي الحفاظ على مصالحه الانية و جميع الحاجات المادية فعندما يحترم الانسان نفسه يعني ذلك انه مرن الاخلاق و يسيطر على الغريزة لان بمجرد ما تطفيء الاخلاق تسيطر الغريزة و تزداد الشتائم . على سبيل المثال ان المجتمع الاوروبي اكثر تطورا يعمل على الفكر و عنده ادمغة و فكر بينما يقولون ان العرب لا يقرأون يعني ذلك لا يتطورون ويتعلمون اما نحن في لبنان فعندنا اكثر غرائز و هذا يظهر في غياب تطبيق القانون اذا ان اللبناني في لبنان يقود سيارته عشوائيا اما في الخارج فيلتزم بالقانون لان هناك سلطة و قانون يفرض عليه بمعنى عندما يكون هناك سلطة اقوى من الانسان فتنام الغرائز عندها لا يستشرش .”
مجتمع “شحاد”
في المقلب الاخراعتبرت الاختصاصية في علم النفس الدكتورة مشلين سمور عبر ل greenarea انه اذا انتشر الكذب في المجتمع و نخر في اصول التربية سيهدد جيلا باكمله معتاد على الشحادة بدل من ما يكون صلبا تجاه الازمات مما قالت :” وصلنا الى مرحلة مجتمع “شحاد” بمعنى الشعب اللبناني ليس له جلادة ان يعمل جهدا ليحصل على ما يريده و لا يتأقلم مع مصيبته اذ بات يلجأ الى الكذب ليحصل على ما يريده عن طريق الشحادة فصحيح هناك ازمة في لبنان لا نستطيع ان نخفي الموضوع انما هناك طريقة لمواجهة المشكلة و ليس استعطاف في اللجوء من جمعية الى اخرى دون وضع خطة او حل جذري في تقبل الواقع و هنا المشكلة بحد ذاتها مما يلجأ اللبناني الى الكذب و الشحادة لان المحتاج الصحيح لا يطلب بل يكابر على وجعه و صلب و معدنه قوي امام المحن .لذلك تحول الكذب الى افة اجتماعية مرتبط بعدم القدرة على تقبل الواقع و التحولات و التغيرات في المجتمع و صعوبة تقبلها و للاسف تحول الشعب اللبناني الى “شحاد” مما تم تربية الاولاد على كذبة كبيرة .”