هل تعلمون ما مدى التأثير النفسي على الاطفال عند التزامهم باجراءات الحماية للحد من تفشي الكورونا اليهم ؟ و اي جيل من براعم الطفولة يتحضر وسط تأثير الحجر المنزلي و صعوبة التأقلم عند الدخول الى المدرسة و وضع الكمامة فضلا عن القيود الصحية المفروضة عليه ؟ كل ذلك كان محط ابحاث و نداءات لدى خبراء في الصحة و اليونيسف ايضا بعدما تم الاكتشاف ان شريحة مهمة من الاطفال اصيبت بانهيار عصبي و عدوانية لا توصف فما هي الحلول الطارئة ؟
اليونيسف تحذر
في هذا السياق حذّرت اليونيسف في تقريرها الرئيسي من أن الأطفال واليافعين قد يشعرون بتأثير كوفيد-19 على صحتهم النفسية والعقلية لسنوات عديدة مقبلة. اذ يُقدّر أن أكثر من 1 من كل 7 مراهقين من الفئة العمرية 10–19 سنة في العالم مصابون باضطراب عقلي تم تشخيصه. ويتوفى حوالي 46,000 مراهق في العالم من جراء الانتحار سنوياً، وهو يشكل واحداً من أكبر خمسة أسباب للوفاة في صفوف هذه الفئة العمرية. وفي الوقت نفسه، ثمة فجوات واسعة ومستمرة بين الاحتياجات والتمويل في مجال الصحة العقلية. وقد وجد التقرير أن حوالي 2 بالمئة فقط من الميزانيات الحكومية الصحية في العالم يُخصص للإنفاق على الصحة العقلية.
التأقلم مهم جدا
من جهة اخرى توقفت الاختصاصية في علم النفس الدكتورة نيكول هاني عبر لgreenarea.info حول اهمية التأقلم الولد عند دخوله المدرسة مما قالت : “ان ما لا حظناه انه مع دخول الولد الى المدارس بدؤا يعانون من مشكلة التأقلم من بعد سنتين من الحجر المنزلي فضلا عن تأثير وضع الكمامة من وراء الكورونا و هذا الامر اثر كثيرا على نفسيته مما نجده خصوصا الذي عمره ست سنوات واضعا الكمامة اكثر من خمس ساعات في اليوم يصاب في ضيق بالتنفس كما و انه لا يستطيع ان يرفع صوته و هذه الحالة كثيرا ما وجدناها في العيادة خلال المعاينة كما و انه هناك العديد من الاولاد لا يستطيعوا التاقلم كونهم اعتادوا على نمط معين مما دخلوا فورا على نظام اخر . فالمسالة لا تقف فقط عند الكورونا بل في صعوبة التاقلم و على سبيل المثال في فرنسا سيتم نزع الكمامة عن الاولاد من بعد كانون الاول لانهم يشعرون باختناق كما و انها زادت من عصبيتهم نظرا للوقت الطويل التي يضعونها للكمامة و لا يستطيعوا التحرك مما يشعرون بالابتعاد الاجتماعي و المسافة في ما بينهم حيث ينتج عن ذلك عدائية و عدوانية في سلوكهم و اخلاقهم حتى ان تصرفاتهم تتغير مع الوقت مما يعني ان الكورونا تؤثر على العقل و ليس يعني حالة جنونية انما المقصود في ذلك يتعلق الامر بنفسية الولد الذي ينعكس على تصرفاته التي تصبح غير طبيعية مما يتصرف بطريقة غير لائقة لان ما يعانيه هو صعوبة التاقلم الى حد الانهيار العصبي .”
الحجر المنزلي والضغط النفسي
في المقلب الاخر اعتبر الاختصاصي في الطب الاطفال الدكتور ايلي سالم عبر لgreenarea.info ان الحجر المنزلي اثر على نفسية الطفل مما قال :”من المؤكد ان الكورونا اثرت عقليا على الولد نظرا ما فرضته من الحجر المنزلي طوال الوقت في المنزل حيث لم يعد هناك اختلاط مع رفاقه الاولاد الاخرين فضلا عن ذلك التعليم اونلاين الذي اثبت انه ليست طريقة فاعلة للدرس دون المستوى المطلوب تعليميا و نفسيا نتيجة الضغط النفسي على الاهل من وراء الكورونا مما يكون الولد بمثابة فشة خلق فنجده مصابا بانهيار عصبي وقلة في الاكل كل لك نتيجة الضغط النفسي الذي يتعرض له في المنزل الذي اثرعلى طبعه فلم يعد له نظام حياتي متوازن خصوصا عند توقيت فترات النهوض من النوم عكس ما هو الحال عندما يكون في المدرسة فهناك نظام يفرض عليه اما في المنزل فعكس ذلك حيث يمضي وقته في اللعب على البلاي ستايشن مما زادت نسبة البدانة عند شريحة مهمة عند الاولاد.”
العالم يتأهب لحماية الاطفال
مما لاشك رفعت اليونسيف تحذيراتها من تداعيات الكورونا على الصعيد النفسي خصوصا على الاولاد مما قالت المديرة التنفيذية لليونيسف، السيدة هنرييتا فور :” بسبب الجائحة، أمضى الأطفال سنوات لا تُنسى من حياتهم بعيداً عن أسرهم وأصدقائهم ومقاعدهم الدراسية وعن اللعب وهذه جميعاً عناصر رئيسية من الطفولة بحد ذاتها و التأثير كبير، وما هو سوى غيض من فيض. لقد تسببتْ الجائحة بضرر كبير، فوقفاً لنتائج مبكرة من استطلاع عالمي أجرته اليونيسف ومعهد «غالوب» الدولي شمل أطفالاً وراشدين في 21 بلداً — تم نشره في تقرير “حالة أطفال العالم لعام 2021″ — أفاد ما معدله 1 من كل 5 يافعين من الفئة العمرية 15–24 سنة ممن شاركوا في الاستطلاع في لبنان بأنهم عادة ما يشعرون بالاكتئاب أو أن لديهم اهتماماً قليلاً بالقيام بأنشطة. كشفت النتائج أيضًا أن 71 في المائة يعتقدون أن أفضل طريقة لمعالجة الصحة العقلية هي تبادل الاختبارت وطلب الدعم من الآخرين ، بينما يعتقد 25 في المائة أن الصحة العقلية هي مسألة شخصية يمكن للناس أن يتعاملوا معها على أفضل وجه بمفردهم.”
فوفقاً لأحدث البيانات المتوفرة من اليونيسف، تأثّر ما لا يقل عن 1 من كل 7 أطفال في العالم تأثراً مباشراً بالإغلاقات العامة، فيما عانى أكثر من 1.6 بليون طفل من قدرٍ ما من خسارة التعليم. وأدى تعطيل الروتين اليومي والتعليم والترفيه، إلى جانب الانشغال بشأن دخل الأسرة وصحتها، إلى دفع العديد من اليافعين إلى الشعور بالخوف والغضب وإلى الانشغال بشأن مستقبلهم. فمثلاً، تناول تقرير حالة أطفال العالم استطلاع جرى عبر شبكة الإنترنت في الصين في بدايات عام 2020 وهو يشير إلى أن حوالي ثلث المجيبين أفادوا بأنهم يشعرون بالخوف أو القلق. في لبنان، يأتي تأثير كوفيد -19 ليضاف الى أزمات متعددة، بما فيها الانهيار الاقتصادي وانفجارات مرفأ بيروت.
الكلفة على المجتمع
من الممكن أن تؤدي اضطرابات الصحة العقلية التي يجري تشخيصها إلى أضرار كبيرة على صحة الأطفال واليافعين وتعليمهم والنتائج التي يحققونها في الحياة وقدرتهم على كسب الدخل، ومن بين هذه الاضطرابات نقص الانتباه وفرط النشاط، والقلق، وطيف التوحد، والاضطراب الثنائي القطب، واضطرابات السلوك، والاكتئاب، واضطرابات الأكل، والإعاقات الذهنية، والفصام.وبينما يتعذر حساب حجم التأثير على حياة الأطفال، فقد وجد تحليل جديد أجرته كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية ويستشهد به التقرير بأن المساهمة المهدورة في الاقتصادات والناجمة عن الاضطرابات العقلية التي تؤدي إلى الإعاقة أو الوفاة بين اليافعين تُقدَّر بـ 390 بليون دولار سنوياً.
عوامل الحماية
كما ويشير التقرير إلى أن مزيجاً من العوامل المتصلة بالجينات والخبرات والبيئة تعمل منذ الأيام المبكرة في الحياة على تشكيل الصحة العقلية للأطفال وتؤثر عليها على امتداد حياتهم، ومن بين هذه العوامل التنشئة، والتعليم المدرسي، ونوعية العلاقات، والتعرّض للعنف أو الإساءات، والتمييز، والفقر، والأزمات الإنسانية، والطوارئ الصحية من قبيل كوفيد-19.و يمكن لعوامل الحماية من قبيل وجود مقدمي الرعاية المحبّين، والبيئات المدرسية الآمنة، والعلاقات الإيجابية مع الأقران، أن تساعد على الحد من خطر حدوث الاضطرابات العقلية .