عندما تسمع من احدهم يروي لك قصة حياته بطريقة  خيالية تقول عنه انه يهلوس من كثرة ما يتعرض للضغط النفسي  و لكن هل هذا صحيح حسب خبراء في علم النفس  خصوصا اننا نجد مثل هذه الحالة المذكورة انفا عند كبار في العمر ؟ وهل له علاقة بالخرف ؟  الا انه بالمقابل قد نجد اطفالا ينسجون اخبارا طريفة بعيدة عن الواقع هل حالتهم مثل كبار في العمر ام الامر هو طبيعي عندهم ؟  و الى اي مدى الحجر المنزلي دفع بالاشخاص ان يزيد عندهم مفعول الهلوسات ؟

الهلوسات و خلفياتها   

قد تتسبب العديد من العوامل والأمور في تحفيز الإصابة بالهلوسة والتي تختلف أنواعها والأعراض المرافقة لها من شخص لآخر.اذ ان هناك العديد من الهيئات والأشكال للهلوسة التي قد تصيب أي شخص، وهذه أهم أنواعها:الهلوسة السمعية حيث يبدأ المريض بسماع أصوات لا وجود لها في الحقيقة وكأنها تحاول أن تقول له شيئا وهو النوع الأكثر شيوعا. اما  الهلوسة البصرية  فتكمن عندما  يشعر المريض وكأنه يرى أمورا وكائنات غير موجودة في الحقيقة، وهو النوع الثاني في ترتيب أنواع الهلوسة الشائعة .عدا ذلك الهلوسة في الروائح عندما يشعر المريض وكأنه يشم روائح لا وجود لها قادمة من محيطه الخارجي أو من جسمه نفسه.    فضلا عن الهلوسة في حاسة الذوق و ذلك  عندما يشعر المريض بمذاق غريب مجهول المصدر في فمه، وهو أقل أنواع الهلوسة شيوعا من ان ننسى  الهلوسة اللمسية حيث يشعر المريض وكأنه يتم لمسه باستمرار من شخص وهمي يعتقد أنه موجود إلى جانبه، أو يشعركأن هناك شيء يتحرك تحت جلده. الى ذلك الهلوسة الجسدية: إذ يمكن أن تؤثر على الجسم بالكامل مسببة أحاسيس غير واقعية مثل: الإحساس بحشرات زاحفة على الجسم.قد تتسبب بعض الأمراض العصبية والنفسية في إصابة الشخص بالهلوسة، وخاصة الأمراض الاتية كانفصام الشخصية   مرض باركنسون   الزهايمر أو أي من أمراض الخرف   اضطراب ثنائي القطب و الاكتئاب.  الصرع والنوبات المرافقة له يمكن أن تتسبب في رؤية أشكال وامضة أو نقاط مضيئة. اضطراب ما بعد الصدمة.

الهلوسات عند كبار السن لا علاقة لها بالضغط النفسي

في هذا الاطار تحدثت باسهاب الاختصاصية في علم النفس العيادي و في الارشاد النفسي الدكتورة باسمة المنلا ل greenarea.info واضعة النقاط على الحروف في عملية تفسيرية واضحة عن حقيقة الهلوسات و من تصيب و اذا كان الامر له علاقة بالضغط النفسي ام لا  مما قالت :”مهما كان الضغط الاجتماعي كبيرا انما  لا يصل الى الهلوسات كونها تعتبرمرضا نفسيا  اذا تحدثنا عن الصحة العقلية  نعني بذلك عن حالات ذهنية كون الضغوطات الاجتماعية تؤدي الى اشياء  اخرى كمثل الاكتئاب القوي و الانتحار و الاضطرابات العصابية مما يكون العلاج في تناول ادوية اكثر لكي يستطيع  المصاب به ان يسيطر على الضغط النفسي القوي  الذي يعاني منه .اما الهلوسات و الهذيان فالامر  له علاقة بالامراض الذهانية اي لها علاقة  بطابع  جيني او بالمشاكل  التي تتعلق بالدماغ  كالنشفان و غيرها من الاسباب  ايضا لها بعد عضويا او جينيا في اكثر الاوقات لذلك اتحفظ هنا بان اقول ان  الضغوطات الاجتماعية تجعل من الانسان  عنده هلوسات .”

و الجدير ذكره حسب الدكتورة المنلا :”اما بالنسبة للكبار في العمر هم الفئة المختلفة لان من المحتمل ان  يكون  عندهم  نشافا في الدماغ او اضطرابات لها علاقة بمرض الزهايمر بمعنى اذا جلس كبير في العمر وحيدا اي يعيش  العزلة  من الكورونا فضلا عن الضائقة الاقتصادية و تقدم العمر قد يصاب بالهلوسات عدا انه تأثر بالحجر الصحي الذي جعله وحيد ا و لم يعد هناك روابط عائلية  اي لم يعد يزوره احد من العائلة  او التحدث معه لان الحديث و التواصل ينشط الدماغ و هذا لم يعد يحصل بفعل الحجر المنزلي مما  تمّ حجب الكبار في العمر عن اولادهم الذين  لم يعد ياتوا اليهم بسبب خوفهم عليهم  بمعنى الجدة  و الجد عاشا  العزلة الاجتماعية التي  لا تساعد لكي يحافظ  الانسان   على حيوية الوظائف الدماغية  كل ذلك بسبب مجموعة مشاكل اتت كلها وراء بعضها  من الكورونا الى الضائقة الاقتصادية  الى ايضا ان هناك فئة من الناس لم يعد عندهم عملا  و ليس هناك اهتماما بهم عائليا مثل قبل الذي كنا نتميز به بالروابط العائلية  في المجتمع الشرقي  التي هي مهمة جدا بالنسبة لنا   انما اليوم بفعل  الضغوطات التي يعيشها  كبار في العمر  من شدة خوفهم  عليهم يعيشون العزلة الاجتماعية حيث تجعل الكبير في العمر يتقوقع  لتكون الذكريات القديمة على حساب الذكريات الحديثة مما يسترجع الاشياء من الماضي و هذا الشيء ينقز اولاده عند سماع حديثه لان الذي يقولونه ليس منسجما مع الواقع الموجود .”

ضروري معالجة الهلوسات

بدوره اكد الطبيب النفسي الدكتور سمير جاموس عبر لgreenarea.info انه من الضروري  معالجة الهلوسات عند كبار في العمر تفاديا لزيادتها مما قال :”  لا شك ان كبار في العمر يصابون بالنسيان و بالتالي الضياع في التاريخ انه بداية الخرف  او الزهايمر عندها  من المحتمل ان يؤدي الى هلوسات سمعية ام بصرية  حيث يكمن العلاج  في تناول دواء ريسبدرال .من دون ان ننسى  ان كبار في العمر يروون قصصا غير واقعية  نتيجة الخرف  المصابين به على انواعه حيث تعالج الهلوسة بالمهدئات الكبرى  لان في حال تركوا ستقوى عليهم بشدة  فضلا عن الضغط النفسي   الذي يزيد الامور تعقيدا شرط ان يكون المريض عنده استعداد لهكذا امور التي ذكرناها سابقا . اما الصغار  فيتخايلون الاشياء انما لا يهلوسون مما يؤلفوا قصصا غير واقعية  مما تسمى خرافات  اي يتصور الطفل  الامور على طريقته .”

الاطفال لا يصابون بها

في المقلب الاخر اوضحت  الاختصاصية في علم النفس ميرا سعد عبر لgreenarea.info ان الاطفال يختلفون عن كبار في العمر في سرد روايتهم مما قالت  :” عندما نقول هلوسات يعني ذلك  ان الشخص يسمع امورا غير موجودة  .انما الذي يحصل عند الاولاد ليس ما يسمى هلوسات بل انهم  يخترعون قصصا غير واقعية و هذا طبيعي جدا انها  واحدة من طرقهم ليس ليكذبوا انما ليستعملوا خيالهم و كتير من المرات يحجموا القصص و يضيفوا امورا كثيرة  و هذا طبيعي جدا لان دائما الصغار يكبرون القصص او يخترعونها نتيجة  خيالهم  الناشط و هذا طبيعيا و ليس دق الناقوس  الخطر .”

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This