حفل العام 2021 بالعديد من الاحداث الاستثنائية على كافة الأصعدة، منها ما انعكس بشكل ايجابي ومنها ما كان له آثار سلبيّة قد تستمر لفترة زمنية طويلة.
ولعل أبرز أحداث العام الفائت تركزت على الصعيد الصحي ، من إنجازات و خيبات فندتها منظمة الصحة العالمية على شكل نقاط عديدة نذكر فيما يلي أبرزها.
مع استمرار جائحة كوفيد – 19 ، اتسم العام 2021 بعدم الإنصاف في الاستجابة لكوفيد-19، فقد
أعطي أكثر من 8 مليارات جرعة لقاح كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، غير أن ربع العاملين الصحيين الأفارقة فقط حصلوا على تطعيم كامل بحلول نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. بينما لم تجر في البلدان المنخفضة الدخل سوى نسبة 0.4% من مجموع الاختبارات في العالم.
على المقلب الآخر، واصلت المنظمة وشركاؤها مساعدة المجتمعات المحلية التي ترزح تحت أزمات إنسانية طال عليها الأمد، مثل الأزمات في اليمن وسورية، مع الاستجابة للأزمات الناشئة في أفغانستان وشمال إثيوبيا.
تجهد المنظمات المعنيّة ومنذ سنوات في مساعدة البلدان، على تأمين اللقحات الروتينية للأطفال، غير أن الجائحة حالت دون تحقيق الهدف المنشود. فوفقا للبيانات الجديدة الصادرة هذا العام، حُرم 23 مليون طفل من اللقاحات الروتينية في عام 2020، وهو أكبر عدد يحرم منها منذ أكثر من عقد- مما يزيد من المخاطر الناجمة عن الأمراض التي يمكن الوقاية منها مثل الحصبة وشلل الأطفال.
في حين شكلت توصية المنظمة بشأن استخدام لقاح الملاريا على نطاق واسع لفائدة الأطفال المعرضين للخطر، ولا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء، محطة بارزة في مجال صحة الطفل ومكافحة الملاريا. وتشمل الإنجازات الرئيسية الأخرى المتعلقة بالتمنيع طرح لقاح مرخص مضاد للإيبولا وإطلاق رائدة لمكافحة التهاب السحايا.
في الجهة المقابلة، أفاد أكثر من نصف البلدان التي شملتها الدراسة الاستقصائية، التي أجرتها المنظمة بين حزيران/يونيو وتشرين الأول/أكتوبر 2021 عن تعطّل الخدمات المقدمة لمرض السكري، وفحص السرطان وعلاجه، وتدبير ارتفاع ضغط الدم علاجيا. حيث أبرز تقرير جديد نشر في تشرين الثاني/ نوفمبر أن الأنسولين، وهو دواء منقذ لأرواح مرضى السكري، لا يزال صعب المنال على شريحة كبيرة من الأشخاص الذين يحتاجون إليه.
شهد كذلك العام الفائت تعثر الوصول الى وقف العنف ضد النساء، اذ تبين أوسع دراسة أجريت حتى الآن عن انتشار العنف ضد المرأة، أن ثلث نساء العالم تقريبا تعرضن للعنف البدني أو الجنسي من شريك حميم أو عنف جنسي من غير الشريك. ويحتمل أن يكون التعرض للعنف في المنزل قد ازداد خلال الجائحة.
اما بخصوص الخيارات المصيرية المتعلقة بالصحة والوقاية من الأمراض غير السارية، سُجلت أعداد كبيرة من الأفراد الذين يقررون الإقلاع عن التدخين. ففي الفترة بين عامي 2000 و2020، انخفض عدد متعاطي التبغ بما مجموعه 69 مليون شخص – من حوالي ثلث سكان العالم إلى أقل من الربع. وقبل عامين، كان 32 بلدا فقط على المسار الصحيح نحو خفض تعاطي التبغ بنسبة 30٪ بين عامي 2010 و2025. والآن، هناك 60 بلدا في طريقها إلى تحقيق التخفيض المستهدف.
وفيما يتعلق بخطر الخرف تشير تقديرات المنظمة إلى أن أكثر من 55 مليون شخص (8.1٪ من النساء و5.4٪ من الرجال فوق سن 65 عاما) يتعايشون مع الخرف. ومع ارتفاع متوسط العمر المتوقع في جميع أنحاء العالم، يقدر أن يرتفع هذا العدد إلى 78 مليون نسمة بحلول عام 2030 وإلى 139 مليون بحلول عام 2050.
تشكل السنوات الجديدة بداية آمال لتحقيق الاهداف المنشودة، ويبقى التعويل على المنظمات المعنيّة ومدى استجابة الأفراد والمجتمعات للمبادرات المطروحة في هذا المجال، على امل الوصول الى الحد الأدنى من تحقيقها او الاقتراب من ذلك.