يواجه الاشخاص من ذوي الحاجات الخاصة صعوبات عدّة في المجتمع الذي ينتمون اليه، من ناحية تأمين متطلباتهم الخاصة، على الرغم من بعض التقدم، في العديد من الدول على هذا الصعيد، غير أنّه على ما يبدو غير كافٍ، خاصة في الدول العربية.

فوفق الجهات المعنيّة، وعلى الرغم من أنّ 21 دولة عربية من أصل 22 قامت بالتوقيع أو التصديق على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، إلّا أن نسبة توظيفهم لا تتجاوز نصف النسبة العامة لمن هم في سن العمل.

ان وجود حاجات خاصة لبعض الاشخاص، لا يعني عدم امتلاكهم قدرات عقلية تخوّلهم المشاركة في الدورة الاقتصادية للبلد الذين يتنمون اليه ، لذا وبهدف تحسين الإدماج الاقتصادي والاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة، أطلقت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، بالتعاون مع وزارة الإدماج والرفاه الاجتماعي والمنظمات التطوعية في جمهورية مالطا، ومقرّر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، “منتدى التعاون الأوروبي العربي لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة”. ويهدف المنتدى إلى تعزيز تضافر الجهود بين بلدان الاتحاد الأوروبي، والمنطقة العربية لتبادل الخبرات في مجال السياسات والتعاون الفني وبناء القدرات، والبحوث في حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

تكمن أهمية هذا الحدث الافتراضي في توقيع رسالة تفاهم بين الإسكوا ووزارة مالطا. حيث شددت خلاله الأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي على التزام الإسكوا بإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع الجهود الإنمائية، وبتنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة لإدماج منظور الإعاقة. وأوضحت في هذا السياق، أن “الاستراتيجية هي حجر الأساس للتقدم المستدام، والتحول في مجال إدماج الإعاقة في جميع ركائز عمل الأمم المتحدة وهي: السلام والأمن، وحقوق الإنسان، والتنمية”.

في حين، ستكون الثمرة الأولى لهذا التعاون “شبكة الأبحاث العربية الأوروبية بشأن الإعاقة، التي تهدف إلى دعم البحوث، والتدريب، وتطوير المناهج كمحرك للتغيير.

وتأكيداً على أهمية الحدث ودور مالطا في تحقيق الاهداف المنشودة، قالت وزيرة الإدماج والرفاهية الاجتماعية والمنظمات التطوعية في مالطا جوليا فاروجيا بورتيلى: “يشرفني أن أكون جزءًا من إطلاق المنتدى وشبكة الأبحاث. وقد أثبتت مالطا مرة أخرى أنها نصيرة للحوار بين أوروبا والمنطقة العربية، من خلال الجمع بين أصحاب المصلحة للعمل معًا على تحقيق هدف مشترك هو صون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة”. كذلك أضافت “أن شبكة الأبحاث هي مبادرة عملية، لضمان أن يعمل أفضل الخبراء من المنطقتين معًا لإيجاد حلول مستدامة، من شأنها أن تحسن حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم”.

من جهته، شدّد مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة جيرارد كوين على أهمية المنتدى في التأثير على السياسات في أوروبا والمنطقة العربية والعالم، وضرورة إجراء أبحاث تحفز التغيير استجابةً للتحديات العالمية.

 

وتجدر الاشارة، الى أنّه ستُصدر شبكة الأبحاث العربية-الأوروبية لاحقًا، دعوة مفتوحة لتقديم مقترحات حول الحق في “العيش المستقل في المجتمع”، المنصوص عليه في المادة 19 من اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This