“غير معقول شو موسوس  على النظافة ”  اهتروا يديك من كثرة التنظيف ” هل  انت مصابا بال  OCDاي الوسواس القهري ؟  كم من المرات تتردد على مسامعنا من هذه العبارات خصوصا خلال فترة الحجر المنزلي و ما زرع فيروس كورونا من هلع في النفوس حتى اذا كان الشخص مصابا بالوسواس القهري تضاعفت مفاعيله خوفا من التقاط الفيروس .اذا ان المسألة هذه لا تقف عند هذا الحد بل تنعكس سلبا على نفوس الاطفال حتى انهم يشعرون بالغربة من حوليهم .فما هو رأي اهل الاختصاص في علم النفس للتشريح نفسيا مثل هذه الحالة  المرضية ؟ و هل كل شخص يكرر عمله عدة مرات للتأكد من فعله هو مصابا بالوسواس القهري ؟ و الى اي مدى  التحليل النفسي و الطب النفسي هو فعال كباب  للانقاذ المصاب به قبل ان يقدم الى خطوة الانتحار ؟

الطفل هو الضحية

في هذا الاطار توقفت الاختصاصية في علم النفس الدكتورة ديالا عيتاني حول تأثير مرض الوسواس القهري على العائلة خصوصا الاطفال مما قالت  ل greenarea.info   :”ما لا حظناه انه بعد فترة الكورونا زاد الوسواس القهري عند الناس و اذا كان الشخص عنده في البداية هذا المرض المذكور انفا فقد زاد لديه  خصوصا في مسألة غسل اليدين و كثرة  الغسيل و التطهير و اعادة  المسألة نفسها عدة مرات كما و انه خلال الكورونا الذي كان يغسل يديه دوما بات يغسلها  بكثرة اكثر من قبل و بالتالي زاد عامل الخوف و هو نوع من الضغط النفسي الذي يزيد من حالات  الوفاة .   اذ ان المشكلة تكمن انه من الصعوبة  الخروج من الوسواس القهري لان  اذا كان تأثيره قويا فيحتاج  عندها المصاب به الى الدواء  مع الملاحظة ان هذا المرض قد يكون وراثيا اما  المريض  الذي يعمل هذه الافعال المتكررة  لكي يشعر بالراحة النفسية لان  بالنسبة  له لا ينظف يديه   الا اذا غسلها 7 مرات او 12 مرة فهو نوع من القلق القوي  حيث زاد هذا الهوس خلال فترة كورونا  في الحجر المنزلي  مما كثر التعقيم او غسيل  اليدين من كترة التفكيربذلك كما و انه بالمقابل هناك من لديه الاثنين سويا  فتلك الامور تزداد مع العمر في حال لم يتم الانتباه عليها . لذلك يجب ان يؤمن المصاب بالوسواس  القهري انه قادرفعليا على التغيير  حيث نجد البعض منهم يلجاون الى المعالج  النفسي كعلاج سلوكي و  اي ليسوا  بحاجة الى الدواء  الذي يحفز الدماغ  انما و في الوقت نفسه هم  بحاجة لتغيير الافكار الخاطئة.”

و اضافت الدكتورة عيتاني :” كما و انه  على العائلة احتضان المريض  في  حال حصول اي شيء يؤثر على  جميع العلاقات  في العائلة خصوصا اذا كان الشخص لديه  وسواس النظافة عندها يشعر  الولد  بالخوف  من  ان يصير العقاب عليه  من اهله  جدا قويا مما يغسل يديه  فورا كان اهله  سينتقدوه  حتى لو ذهب الى المدرسة يظل خائفا و يشعر بالذنب انه لا يرضي اهله مما ينتج عن ذلك نوع من العدوانية تجاهم الى درجة  الشعور بالحقد عليهم  حيث يعمل مقارنة متسائلا لماذا هذا الشيء يحدث معي ؟ لما بقية العائلات لا يحدث معها هكذا ؟  حيث يرى نفسه طبيعيا مع الاخرين الا مع عائلته لا يشعر بالراحة النفسية ؟ كل ذلك يزيد من الاكتئاب و قلة الثقة بالنفس  مما يؤثر الواسواس على كل العائلة.”

اهمية التحليل  النفسي في المعالجة

في المقلب الاخر شددت الاختصاصية في علم النفس الدكتورة ايفي شكور على اهمية العلاج النفسي للوسواس القهري عند المعالج النفسي الذي هو جزء من الحل مما قالت ل greenarea.info  :”ان التحليل النفسي يعالج الوسواس القهري بطريقة جدا  عميقة و يخفي اسبابه من الجذور  .فكم  من العديد من المرضى من هذا النوع  استطاعوا تخطي هذا  المرض خلال 7 او 8 اشهر  او حتى سنة  بعدما تم علاجهم فعليا  انما المهم ان نعرف لماذا يقوم  المصاب به بهذا التصرف  اي لماذا يقفل الصنبور عدة مرات ؟ لذلك نشدد على المعالجة الجذرية مثل  الذي يتالم من رأسه بدل ان  يعالجوه يناولوه بنادول خصوصا و ان  البرلمان الفرنسي هو الذي يصدر الاحكام  في هذا النطاق اذا كان المعالج النفسي   له دور اساسي ام لا  في علاج الوسواس القهري  الا انه حتى اليوم لم  يصدر اي شيء في هذا السياق  انما بالعكس  تم السماح بعلاج الوسواس القهري و اذا جرى الحديث عنه مرد ذلك  من هوس النظافة و تكرارها  بفعل تأثيرالكورونا  و ايضا تبين انه موجود عند البعض و اخرين  لا يوجد عندهم   كما و انه ليس كل واحد غسل يديه 4مرات اصبح مصابا  بالوسواس القهري  لان هذا الاخير مرض يؤدي الى الانهيار النفسي و بالتالي  الى الانتحار.”

مراحل الامراض النفسية                                                                                                                                                                                                                                                                                                                       اما  الاختصاصية في الصحة راشيل بطيش فشرحت باسهاب حول مدى تأثر الانسان بالامراض النفسية وصولا الى مرحلة العلاج مما قالت لgreenarea.info : “كل انسان يتعرض  في اي وقت من حياته لنكسات نفسية و هذا الشيء طبيعي  الا انه يصبح غير طبيعيا عندما يؤثر على الانسان بقدرته الانتاجية و في حياته اليومية عندها يحتاج الى اختصاصي في علم النفس للمعالجة .  و الجدير ذكره ان كل  الفئات المجتمع معرضة  للاضطراب النفسي خصوصا الشباب  في لبنان لانهم ما ان ينظروا الى الحياة ايجابيا  حتى تاتيهم النكسات الكبيرة اكبر من  قدرتهم الاستيعابية خصوصا الفئات العمرية التي تترواح اعمارهم من عمر 14 سنة و 15 سنة  الى عمر 20 سنة حيث يكتشفون ماهية الحياة ومشاكلها .  و الملفت للنظر  ان الامراض النفسية  تبدأ  من الخفيفة الى الحادة منها حيث ان هناك هرم للخدمات للصحة النفسية كون القاعدة للهرم  عندما يكون هناك ثقلا على الانسان  اي قادرا في  مساعدة نفسه من خلال علمه و ثقافته هذا ماكان يعمل عليه  ضمن برنامج الصحة النفسية في وزارة  الصحة بهدف  تمكين  و تفعيل اساس الهرم  بشكل قوي حيث ان الانسان الذي يعيش في لبنان قادر ان  يحصل على المعلومات الكافية لكي يساعد حاله و عندما يعجز عن ذلك يستطيع اللجوء الى اشخاص اختصاصيين كالمعالج النفسي و عندما تصبح حالته جدا حادة بمعنى نكون قد وصلنا الى اخر الهرم عندها يتطلب الامر الى المعالجة لدى الطبيب النفسي لكي يعطي المريض النفسي الادوية او العلاجات القوية بمعنى تترواح الحالات النفسية من خفيف عندما يستطيع الانسان ان يساعد حاله لكي يتخطى  مشكلته في ظل المجتمع  اللبناني فضلا عن تأثير النفسي من التواصل الاجتماعي لان عندما يكون  هناك مجتمعا حاضنا للشخص يكون اقل تعرضا للامراض النفسية .”

خطر الوفاة   

بدوره رأى  الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور سمير الجاموس  الذي توقف حول مدى انتشار هذا المرض الوسواس القهري  و اهمية علاجه و متابعته قبل الوصول الى مرحلة الاكتئاب مما قال ل greenarea.info:”ان الوسواس القهري ابشع مرض نفسي اكثر مرض يعذب نفسيا و لا يجوز اهمال علاجه اي يغسل يديه لدرجة يصاب بالاكزيما لان اذا لم يتعالج يؤدي الى  الاكتئاب و هذا الاخير يعرض المصاب به الى الانتحار بما يعني خطر وفاة  و نسبة المرض تترواح  ما بين 2% الى 3%   ياتي عند الرجال اكثر مما هو عند النساء اي انه مرض له علاقة حسب  النظرية التحليلية النفسية  بمرحلة الطفولة بين عمر سنة و سنتين عندما يتعلم الطفل على النظافة فاذا كان الاهل اشد  قساوة عليه لكي يكون نظيفا حسب ما  يريدونه عندها يصاب بعدة مشاكل نفسية منها الوسواس القهري لان جميع الامراض النفسية اذا لم تكن  وراثية فهي تعود الى الضغط النفسي . لذلك  الوسواس القهري هو نوعين منه الاضطرابات  الفكرية او الذهنية اي تكون لديه فكرة تراوده دائما من الصعوبة التخلص منها و منها اعراض تصرفية حيث  يكرر  التصرف ذاته  للتأكد من اي  عمل يقوم به مع العلم  انه قام  بهذا التصرف  على سبيل المثال  اذا اقفل الباب بالمفتاح هو يعرف انه اقفله لكنه يذهب  رغما عنه للتاكد انه اقفله و هذا ما يعذبه  ليعود و يتاكد عدة مرات .”

و تابع الدكتور جاموس :”  اذ ان المرض الوسواس القهري يبدأ من عمر المراهقة و من المحتمل ايضا  في عمر 25 سنة او30 سنة  اي ليس له وقتا محددا للظهور  حيث ان العلاجات تكمن في اعطائه مضادات الاكتئاب  و ايضا علاج نفساني  اسمه معرفة تصرفي يعرف ب  او(TCC)  بالانكليزية  او بالفرنسية   ( CBT) و لا  يجوز ان يخضع للعلاج نفسي  تحليلي لانه يؤذيه  كونه يربط الامور ببعضها و قد لا يؤدي الى النتيجة المرجوة  .”

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This