لبنان ينازع الموت البطيء من فقدان الادوية و غلاء اسعارها في حال وجدت و ايضا من سوء التغذية كون شريحة مهمة من اللبنانيين تجاوزوا خط الفقرو باتت حياتهم مهددة بالموت البطيء خصوصا اذا لم يستطيعوا تأميد اديتهم في ظل الارتفاع الجنوني للدواء دون توقف .ازاء هذا الوضع المترد فما كان من الاطباء ان اطلقوا صرختهم الموجعة نظرا بما يعانونهم مع مرضاهم على مختلف الاصعدة . فما هو الحل في حال وجد في بلد كثرت فيه الازمات ؟
كارثة صحية
في هذا السياق اطلق الاختصاصي في الطب العام الدكتور حبيب حزقيال الصرخة عبر ل greenarea.info نظرا لما يعانونه كاطباء تجاه مرضاهم خصوصا في ظل صعوبة تأمين الدواء و رفع الدعم عنه مما قال : “في ظل الازمة الاقتصادية الخانقة لمسنا ان هناك العديد من المأكولات تمّ الاستغناء عنها عند شريحة من الناس سواء اللحوم و الاسماك وذلك بسبب ارتفاع الاسعار او تناولها بكميات جدا قليلة و الامر ذاته للخضار و الفواكه حيث بدأت الناس تتفادها بسبب غلاء اسعارها و الامر ذاته بالنسبة للحبوب حتى بات الناس لا يعرفون ماذا يأكلون اذا عائلة واحدة تحتاج الى ربطتين خبز يوميا اي بعملية حسابية صار سعرهما خلال شهر بحدود الحد الادنى للاجور . بالمقابل ان اي ارتفاع في سعر الدواء تكون النتيجة ان الناس لا يأخذون دوائهم او حتى توقيف ادويتهم او تناولها بشكل متقطع وهذا اخطربكثير من قلة الاكل لان هذا الاخير اذا نتج عنه على سبيل المثال نقص في الفيتامينات فيحتاج الامر الى شهر او شهرين اوحتى ثلاثة اشهر لكي تظهرفقدانها في الجسم على الانسان بينما غلاء الادوية خصوصا الاساسية منها و ادوية امراض السكري و الضغط و والسيلان ستنعكس سلبيا على الصحة بصورة سريعة حيث ستترك اثارها على الصحة خلال اسبوع او اسبوعين مما ستزداد نسبة التجلطات و نوبات القلب .لذلك علينا ان نرى المشكلة التي نمر بها من كل جوانبها سواء صحية ام غذائية و ليس فقط ان نركز على مسالة الغذاء بل ايضا الدواء عدا ايضا مسالة التدفئة و كلفتها التي ستكون كارثة على الناس لانهم عاجزين عن تأمينها نظرا لارتفاع كلفتها بمعنى المازوت مرتفع الثمن عدا من الصعوبة تأمين الحطب و الكهرباء التي لا تأتي باستمرار و اذا كانت التدفئة على عاتق الموالدات فهذا لا يمكن تحقيقه نظرا لا رتفاع الكلفة .”
الجدير ذكره حسب ما الدكتورحزقيال :”نحن امام كارثة صحية و غذائية و بيئية معا لان الناس ستقطع الاشجار لكي يتدفئون متخطين القوانين لان في هذه الحال لا يتركون عائلتهم بلا تدفئة .اما من جهة الدواء فكان على الدولة ان لا ترفع اسعار الدواء دفعة واحدة بل تدريجيا عندها كان الناس تاقلموا و غيروا الدواء الذي يتناوله بدواء ارخص الثمن لان الذي حصل اليوم بكل اسف اذا كان الدواء سعره 120 الف ليرة لبنانية بات سعره دفعة واحدة 600 الف ليرة لبنانية على سبيل المثال ارتفاع ادوية السكري الانسولين ما بين 400 الف ليرة لبنانية و 600 الف ليرة لبنانية . باختصار انها كارثة كبيرة وصلنا اليها في الارتفاع المفاجىء بكل شيء خصوصا الدواء حيث ان المشكلة تكمن ليس فقط في تغييرالدواء فاذا اصيب المريض بالزكام سيحتاج الى عدة ادوية للمعالجة حيث تترواح ادويته بين دواء السعال الذي وصل سعره الى 70 الف ليرة لبنانية و دواء للزلعوم حوالي 100 الف ليرة لبنانية و ادوية المضادات الحيوية التي تترواح ما بين 250 الف ليرة لبنانية او 300 الف ليرة لبنانية عندها نحن الاطباء نحتار ماذا نعطي المريض الادوية نظرا للكلفة المرتفعة . اما بالمقابل الذي يعاني من انسداد رئوي فهو يحتاج شهريا الى بخاخ للرئة التي تترواح سعرها نحو 400 الف هذا اذا ما تطلب الامر الى بخاخ اخرى .مع الاشارة الى ان المراكز الصحية تتواجد فيها فقط الادوية الاساسية و ليس الحاجات الخاصة للمريض حيث نرى حاليا اقبال كثيف للناس عليها ولا اعتقد ان هذه المراكزستسطيع تلبية حاجات الكل لان لدى هذه المراكزكمية قليلة من مخزون الادوية فعندما ينتهي ماذا سيحصل للمرضى .”
كبار السن في خطر
اما تأثير الازمة الاقتصادية الخانقة على صحة كبار السن خصوصا فماكان للاختصاصي في طب الشيخوخة الدكتور نبيل نجا ان شرح بالتفاصيل المعاناة اليومية معهم بعدما اصبحوا دون رعاية فعلية مما قال ل greenarea.info : “للاسف وصلنا الى مرحلة الدولة غير موجودة حيث بتنا نشعر ان البلد انتهى و اتكالنا على الله و على انفسنا في كل شيء بمعنى بالنسبة للازمة الاقتصادية المستجدة و نتيجة الغلاء كل ذلك ينعكس سلبا على وضع كبار السن في لبنان اي في السابق كان لدينا 90% من كبار في العمر بحاجة للمساعدة حيث كان بالامكان ان ياتوا بعاملات اجنبيات يستطعن مساعدتهم في البيوت انما حاليا 85% من العاملات الاجنبيات تركن البلد مما يعني 85% من كبار السن موجودين في منازلهم دون عناية و للاسف متروكين لان اغلبية اهلهم غير قادرين ان يؤمنوا لهم العامل الاجنبي او ان عدد مهم من اولادهم مسافرون و اذا بقيوا في لبنان فهم غيرقادرين ماديا و اقتصاديا على تقديم المساعدة لهم. باختصار لا احد قادر على العناية بكبار السن او احضانهم او حتى اطعامهم مما يصمت كبير السن على المه كي لا يحمل همّه لاولاده .”
الملفت للنظر حسب الدكتور نجا :” اننا بتنا نركز اكثر على التشخيص الطبي عكس مما هو عليه في الاكثار في الفحوصات المخبرية والصور الاشعة لان في حال كان المريض مضمونا او لديه اي تامين صحي باتت المختبرات الطبية تتطلب الفرق الكبير مما يكلف ذلك راتبه بالكامل خصوصا اذا كان متوسط الدخل لذلك لم نعد مثل قبل نكثر في الفحوصات الطبية الا القليل منها الا اذا كان اهل المريض ميسورين و هذا نادرا جدا . بالمقابل و بكل اسف نقول انه في بعض الاحيان اذا كان المريض في الجبل او في الجنوب اوالبقاع بعيدا عن الطبيب للمعالجة نجد اهله يعتمدون على “الفيديوكول “لانهم عاجزين في الذهاب الى العيادة للمعالجة خصوصا في ظل ارتفاع كلفة البنزين .انها فعلا ماساة جديدة لان كم من المرات نجد مرضى متوترين يصورونهم لي عبر “الفيديو كول” للمعالجة و هذا ينعكس ايضا علينا كعمل طبي حيث تراجع تقريبا الى نحو 90% كترجمة مادية .اما بالنسبة للدواء فنعمل بالحد الادنى المطلوب اي لم نعد نستطيع وصف الدواء ذات النوعية الافضل و المتطور بعدما كنا معروفين في لبنان في ذلك و كانت الدول العربية تقصدنا لاجل هذا الهدف حتى الذين كانوا في اميركا و استرليا كانوا يتعالجون في لبنان كون الجهاز الطبي في لبنان من الافضل و ايضا اذا قررت شركة ادوية تسويق دوائها الجديد كانت تبدأه في لبنان كونه السوق المثالي لتسويق الادوية في الشرق الاوسط انما للاسف اليوم صرنا نوصف الجنيرك الجنيرك . ففي رفع الدعم بهذه المرحلة بالتحديد تعتبرجريمة بحق الانسانية و بحق المواطنين بغض النظر من المسؤول عنها غير ابهين لمعاناتنا لان الذي يحصل على ارض الواقع يبكي الضمير ولا اعرف متى نعزي بعض في الوطن .”
مقياس الفقر في نقص البروتيين
في المقلب الاخر حول مدى تأثير سوء التغذية على المواطن اللبناني في ظل الارتفاع الجنوني للاسعار تحدث الاختصاصي في طب التغذية الدكتور انطوان صليبا لgreenarea.info قائلا انه :”اهم ما يجب معرفته هو ان مشكلة الفقر في دول العالم سواء في الدول الغنية ام الفقيرة تصنف بحسب كمية البروتيين التي تستسهلكها حيث ان لبنان يعتبر من بين هذه الدول التي تعاني من نقص كثير من البروتيين سواء اذا كان مصدرها حيواني كالسمك و الدجاج و اللحوم كونها مرتفعة الثمن بصورة مرتفعة ام النباتي فهي جيدة انما لا تكفي لان يتم طهوها بكميات قليلة كون اسعارها باهظة الثمن كالفاصوليا و العدس لان اليكلو منها يتراوح سعره حوالي 30 الف ليرة و ما فوق فكيف لعائلة ان تؤمن الخبزوالخضار و الفواكه و في الوقت نفسه عليها ان تؤمن الحبوب و هذا يعتبر ثقلا عليها ماديا من الصعوبة شرائها مما سنقع بنقص في المواد الغذائية.”
تجدر الاشارة حسب الدكتور صليبا :” ان الشعب اللبناني متجه نحو البدانة و هذا ما يشكل مفاجأة له ليس بسبب تناول الاطعمة التي فيها الدهنيات بل لانهم يركزون على النشويات التي تعطي طاقة و ليس غذاء جيدا” كالبطاطا و المعكرونة و الرز و الخبز عكس البروتيين التي تغذي العضلات و الهورمونات .انها فعلا مأساة حيث ان الفقر دفع بالناس ان يكتفون بتناول ورقة خس مع خبز فلا عجب في ذلك لان كيلو جبنة الحلوم 170 الف ليرة لبنانية و اللبنة 120 الف ليرة لبنانية و المنقوشة بات سعرها ب 14 الف ليرة لبنانية بعدما كانت اكل الفقير عدا غلاء علبة الطون مع العلم ان الغذاء الصحيح يجب ان يكون للولد في طور النمو و الكبير في العمر و الذي يعمل كثيرا بحاجة ايضا لكمية كبيرة من البروتيين تفاديا بان يخسر العضل خصوصا كبار السن مما علينا تعويض ذلك بالبروتيين عدا الفيتامينات و الالياف الموجودة اما الالبان و الاجبان فباتت مرتفعة الثمن و من الصعوبة شرائها و هذا ما يؤثر ايضا على كمية الكالسيوم خصوصا عند الولد الذي هو بحاجة كثيرا له اكثر من الكبار لا ن اي نقص في ذلك نقع في سوء التغذية .”