حازت جائحة كوفيد -19 على اهتمام دول العالم أجمع، وطغت على الاهتمام بالعديد من الأمراض والفيروسات الأخرى التي كانت سائدة، ويعانى منها ولايزال عدد كبير من الناس.
أحد أبرز هذه الفيروسات، فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)/ الإيدز، الذي يعتبر بحاجة الى اهتمام مستمر، ان من ناحية التشخيص أو العلاج أو توفير الدواء.
يضم لبنان عدداً لا يستهان به من الأشخاص المصابين بالايدز، الذين تضاعفت معاناتهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة. لذا وفي إطار الجهود المبذولة لتخفيف هذه المعاناة ، تم إبرام إتفاقية تعاون بين المنظمة الدولية للهجرة (IOM) ، ومنظمة الصحة العالمية (WHO) في حفل أقيم في لبنان. حيث وضعت الإتفاقية إطار عمل للمنظمتين للعمل معًا، من أجل مواصلة دعمهما للبرنامج الوطني لمكافحة الإيدز (NAP) ، في قيادة الإستجابة الوطنية للوقاية من الفيروس والسيطرة عليه في لبنان. تم تقديم هذا الدعم عبر منحة إستجابة الشرق الأوسط الإقليمية (MER) ، من الصندوق العالمي للمنظمة الدولية للهجرة.
أهمية هذه المنحة أّنّها ستمكن خطة العمل الوطنية، من توسيع نطاقها وخدماتها من خلال 13 منظمة غير حكومية محلية، متخصصة في تقديم المشورة والفحص الطوعيين وتوفير الأدوية والمستلزمات الإستهلاكية، على نحو مستمر للتشخيص والعلاج حتى نهاية كانون الأول 2024.
في هذا الاطار، وتأكيداً على استمرارية الجهود، قالت الدكتورة إيمان الشنكيتي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان، “لم يتوقف هذا البرنامج عن العمل وتقديم الأدوية للمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)/ الإيدز، على الرغم من صعوبة الوضع القائم للوباء وإنفجار بيروت الذي أثر بشكل مباشر على المبنى. أنا أؤمن بالصحة للجميع، وينبغي عدم ترك أحد يتخلف عن الركب”.
في حين، أضاف الدكتور نيفين ويلسون، منسق مشروع إستجابة الشرق الأوسط الإقليمية في المنظمة الدولية للهجرة، أن “لبنان هو نموذج لتقديم خدمات الوقاية والتشخيص والعلاج والرعاية المتنوعة، للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. بدعم من منحة إستجابة الشرق الأوسط الإقليمية (MER) الممولة من الصندوق العالمي، التي ينفذها البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، بالشراكة مع المنظمة الدولية للهجرة ومنظمة الصحة العالمية”.
تستمر جهود دعم مرضى الايدز في لبنان، في وجه الصعوبات التي تعيق التقدّم . فعلى الرغم من الموارد المالية والبشرية المحدودة، لا يزال برنامج العمل الوطني يستجيب بفعالية وكفاءة، ويعطي الأولوية للأشخاص الأكثر حاجة، بغض النظر عن جنسيتهم ووضعهم القانوني، من خلال تقديم مجموعة من خدمات التشخيص والوقاية والعلاج المتنوعة، بما في ذلك زيادة الوعي لدى الأشخاص الأكثر تعرضًا للخطر.
تجدر الاشارة، الى أن البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، تأسس في عام 1989 كبرنامج مشترك بين وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية بعد إرتفاع عدد الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (PLHIV) في لبنان، علماَ أنه تم تسجيل أول إصابة في عام 1984. وقد أفادت خطة العمل الوطنية أن إجمالي عدد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (PLHIV) ، بلغ 2,366 شخصًا في لبنان بحلول نهاية عام 2018.
وتوفر NAP حاليًا العلاج المضاد للفيروسات العكوسة والرعاية، والدعم لحوالي 2,000 شخصاَ مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية؛ إضافةَ إلى الإستشارة والفحص الطوعيين لحوالي 18,000 فرد من خلال المنظمات غير الحكومية.
كذلك تقدم NAP أيضًا خدمة متابعة العلاج، بما في ذلك فحص الحمل الفيروسي لتحقيق الأهداف العالمية 95-95-95؛ وأنشأت وحدة HIV PCR كجزء من منصة الفحص المشتركة مع مرض السل، لتضيف إلى الخدمات التي تقدمها في الكرنتينا.