عانى بعض اللاجئون السوريون في لبنان، من قبل الأزمة من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة، وتفاقم هذا الوضع سوءًا مع بدء الأزمة اللبنانية، بحيث إنضم اليهم جزء كبير من اللبنانيين الذين باتوا تحت خط الفقر.
تنشط في هذا الاطار، الجمعيات المعنيّة بتقديم مساعدات لللاجئين وقد ضمت الى قائمتها بعض اللبنانيين أيضاً. اذ بدأ تنفيذ مشروع “دعم سبل العيش في البقاع وشمال لبنان الذي يستهدف اللاجئين السوريين” بدعم من صندوق قطر للتنمية (QFFD) والمنظمة الدولية للهجرة (IOM)، ومدته سنة واحدة. بحيث يسعى إلى استهداف 604 من اللبنانيين والسوريين، الأكثر ضعفًا في شمال لبنان والبقاع الأوسط.
وتجدر الاشارة، الى أنّه بعد أحد عشر عاماً من النزاع السوري، يعيش حاليًا ما يقرب من 1.5 مليون لاجئ سوري في لبنان، منهم حوالي 950 ألفًا مسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين . (UNHCR)
فيما يقدر عدد سكان لبنان حوالي 6 ملايين نسمة، وهو يستضيف أكبر عدد من اللاجئين لكل فرد في العالم. في هذا السياق قالت نوف الكعبي، القائمة بأعمال مدير إدارة المشاريع والبرامج في صندوق قطر للتنمية، ” إن المجتمعات المهمشة في البقاع وشمال لبنان بحاجة ماسة إلى الاهتمام والدعم، حيث أنها تكافح من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية”.
وأضافت أن “النهج الشامل يوفر لبرنامج سبل العيش فرصًا متنوعة تهدف إلى التخفيف من الصعوبات الاقتصادية المتزايدة باستمرار، وتلبية احتياجات التعليم، وغرس الحسّ بالغاية لدى اللاجئين السوريين الأكثر ضعفًا ولدى المجتمعات اللبنانية، مع التركيز على العاطلين عن العمل والنساء، في مناطق مهملة منذ فترة طويلة “.
يندرج تحت هذا المشروع العديد من الأهداف، ففي سياق الأزمات المتعددة في لبنان، بما في ذلك جائحة كوڤيد-19 التي أودت بحياة الكثيرين وتسببت في اضطرابات اجتماعية واقتصادية ذات عواقب وخيمة، يهدف المشروع إلى مواجهة هذه التحديات، من خلال التدخلات التي تلبي احتياجات الفئات الضعيفة من السكان.
كذلك تهدف هذه المبادرة المشتركة إلى خلق فرص منتجة للدخل، وتعزيز سبل العيش الريادية وتعزيز فرص العمل للمجتمعات المهددة بنقص الخدمات البلدية، والتي تعيش في أحياء مضطربة في الشمال وعكار ووادي البقاع.
ووفق ما قال ماتيو لوتشيانو، رئيس مكتب المنظمة الدولية للهجرة في لبنان: “تأتي هذه المساهمة السخية من صندوق قطر للتنمية في وقت حرج، حيث يعاني الكثير من الناس في لبنان في مواجهة التراجع الاقتصادي والمالي، ووباء كوڤيد-19 ومؤخراً، انفجار مرفأ بيروت. شراكتنا هي مثال رائع على الكيفية التي يوفر بها العمل الإنساني والتنمية، شريان حياة للمجتمعات المضيفة والنازحة الضعيفة التي تحاول تلبية احتياجاتها الأساسية”.
وأخيراً، تكمن أهمية المشروع في معالجة الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية والتوترات التقليدية المرتبطة بوجود أعداد كبيرة من المجتمعات النازحة، التي تتعرض لضغوط متزايدة بسبب تدهور الأوضاع في لبنان.