كثرت  في الفترة الاخيرة مسلسل من الشعوذات لا شخاص يدعون النبوة و ما اشبه ذلك . الا انه تبين وفق خبراء في علم النفس و الاجتماع بانها ظاهرة خطيرة اشبه بعدوى فيروس نفسي  ينقل الهذيان من شخص الى اخر ذوي النفوس الضعيفة فما وراء ذلك ؟و لماذا تكثر في مواقع التواصل الاجتماعي و الهدف المبطن من سرعة هذا  الانشار ؟و الى اي مدى هناك ارتباط بين خطورة ازمة تغيير المناخ و تكاثر النبؤات  و الشعوذات ؟ و ما الهدف من ذلك ؟ اسئلة كثيرة حاولنا استيضاحها من خلال المراجع العلمية لوضع النقاط على الحروف فما هي ؟

نقل العدوى النفسي

من وقت الاخر يتوقف الاعلام عند احداث غريبة عجيبة فكيف اذا كان الامر يتعلق بالتنبؤات خصوصا اذا كان الامر من يدعي بذلك و يكون مشعوذا و الاسوء من هذا كله يصدق نفسه انه المخلص و يمس بالشعائر الدينية والاغرب من ذلك ان مجموعة من الناس تصدق ما يقوله  حيث فسر الاطباء النفسانيون ان مثل ظهور هكذا حالات يعود الامر الى عامل نفسي ان ذلك الرجل او المرأة التي تتدعي بالنبؤات فهذا يعني انه مصابا بفيروس نفسي معدي يجعل من هم حوليه يتأثرون به في حال كانوا موضوع قابل للتصديق . من جهة اخرى فسر بعض من خبراء علم الاجتماع ان مثل تكاثر هذه الحالات مردها الى تغيير المناخ الذي عكس سلبا على الازمة الاقتصادية و الاجتماعية في العالم مما جعل بعض الاشخاص يتوجسون في اخترعات التنبؤات خوفا بما يحدث مستقبلا  و لان الانسان يخاف من المجهول جعله يصدق بما يقال و قيل انما الاسوء في ذلك عندما يشرعون ابوابه بعض من الابواق لعدة اسباب في اغلبيتها نفسية قد تكون خطرة عندما تمس بالاديان وفق خبراء علم النفس الاجتماعي . و مع ذلك لا تزال ظاهرة الارتباط بالدجل والشعوذة حساسيتها الخاصة في المجتمعات العربية التي لم تزل تعاني تحليق بعض أبنائها في تخوم فلسفة الغيب والانزلاق على وهم ناعم تدل عليه مؤشرات الخوف من المجهول حيث أن أسباب تفشي ظاهرة الدجل كثيرة ومن المهم مواجهتها بالطرق العلمية الصحيحةعبر توعية إعلامية  مكثفة لكون لجوء الفرد لدجال يرجع لأسباب منها الاعتقاد الشخصي بأن هذا الدجال لديه حلول لحل مشكلة .

في هذا السياق تحدث باسهاب الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور سمير جاموس ل greenarea.info عن ماهية المرض النفسي الجديد و سرعة انتشاره و خطورته في حال لم يوضع له الحد عبر العلاج المسبق خصوصا و انه من النادر حدوثه و  له تأثير خطر على المجتمع ككل مما وجدنا بعض من المسؤولين  في لبنان يحاولون وضع الحد لذلك خصوصا اذا كان الامر يتعلق بالدين   مما قال  :” لا شك انه من وراء  تداعيات جائحة الكورونا ارتفعت الاضطرابات النفسية عند شريحة مهمة من اللبنانيين كالانتحار و الادمان على الكحول و المخدرات . اما في ما يتعلق بظاهرة الذي يدعي انه  المعلم النبي  نشأت لا شك انه  مصاب بهذيان المرض اسمه برافريني   parafrenie اي  انه المرض النفسي الوحيد الذي  ينقل العدوى الى غيره للاصابة بالهذيان فوق الطبيعة  مع العلم كلنا نعرف ان الامراض النفسية لا تعدي  اما الذين يتأثرون به فيصابون بمرض نفسي  اسمه دلير delire a2   هذا المرض النفسي الوحيد الذي يعدي  مما يتحول الى تعدد اي  بمعنى يعدي الكتير من الناس خصوصا  ذوي النفسية الضعيفة لذلك الناس صدقوهم  فعلا انه فيروس نفسي .”

الهوس في الهواجس

من جهة اخرى حول مدى  التأثير الحالة النفسية التي ترافق الإنسان قبل وبعد الشعوذات وفق الاختصاصي في علم النفس الدكتور نبيل خوري الذي  تساءل و قال عبر الgreenarea.info  موضحا :”ما الذي يجعل الإنسان يؤمن بالعرافة والتبصير؟ لأن الإنسان يرى مخاوفه بأم العين، ويرى هواجسه وما هو مهووس به، ولأنه يجد مدلولات تقوي ما يؤمن به. وهومستعد لتكريس المال والوقت لهما، ولأن الأمر سهل المنال عندما يكون يائساً، ويريد من يأخذ عنه قرارات، ويشعر بأنه يتعاطى مع أمر أقوى من طاقته، غير مدرك لحقيقة مشاكله، وهو بحاجة إلى إجابات مباشرة، لأن الإنسان المصغي للعرافين والبصارين ضعيف الذكاء التفاعلي، ضعيف الطاقات الإدراكية وضعيف الطاقات التحليلية.هدفه  الراحة والطمأنينة القصيريتين في المدة الزمنية، وهما كافيتان لإقناع الإنسان بتكريس الوقت والمال للمبصرين والعرافين. لذلك عندما يجد الإنسان من يلومه أو ما يلومه وهو قادر على ذلك، يضطر للجوء إلى من يفعل له ذلك ويجد له المبررات.”

ازمة المناخ و التنبؤات

في المقلب الاخر شدد  الاختصاصي في علم الاجتماع الدكتور عبدو قاعي  greenarea.info.ان كل ما نراه من ظواهر نفسية و اجتماعية نتيجة ازمة المناخ هي التي  تثير المخاوف عند الناس مما يجب عليهم الانتباه على سلوكهم و من الضروري ان نجد لهم  البدائل لكي نواجه المشكلة التي نعيشها لان مؤسف ما وصلنا اليه   مما قال معربا عن رأيه :” ان المشكلة تكمن ان الحكومات في العالم كلها لا تواجه الازمات الاقتصادية و المناخية خصوصا  بشكل المناسب  و صحيح دون تطبيق القرارات الدولية في  قمة العشرين  التي عقدت في باريس  مما ينكس سلبا على الحياة اليومية سواء في تأمين المأكل و المشرب و الخوف على المصير لذلك نجد  اشخاصا من  شدة خوفهم يتنبآون ويلعبون على الاوتار الحساسة عند الناس حيث القلق على المصير هو المحور مع العلم انهم دجالون  .لذلك  نستشف من كل ما يحصل اننا امام  مشكلة كبيرة اجتماعيا و نفسيا كوننا  في ازمة جدا مخيفة  تجعل الناس  يشعرون بالقلق و الخوف مما تكثر التنبؤات او التصورات  كون  ازمة المناخ جدية  و لا يجب الاستخفاف بها  و لا بد من ايجاد حلولا طارئة للحد من اثارها السلبية على المجتمع . على سبيل المثال  علينا التخفيف من ازمة اللحوم كونها تاخذ مساحة مهمة في الغذاء و بات الامر من الصعوبة الحصول عليها   و على الانسان ايجاد البدائل عنها .  فازمة المناخ  لا يجب الاستخاف بها اكثر مما يتصورها الانسان لذلك نحن امام خطر كبير مناخي  جعلت من التنبؤات مزيفة .”

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This