حذرت صحيفة نيويورك تايمز (The New York Times) من أن موجة جديدة من فيروس كورونا قد تضرب الولايات المتحدة قريبا، رغم أنه لم يكد ينقضي شهران على ارتفاع حالات الإصابة في البلاد من متحور أوميكرون إلى أرقام مخيفة.
وذكرت الصحيفة الأميركية في تقرير أن العلماء والمسؤولين عن الصحة في حالة استعداد تحسبا لموجة أخرى من الجائحة، ستمثل أول اختبار كبير لإستراتيجية الدولة للتعايش مع الفيروس مع الحد من تأثيراته.
تأتي تلك التحذيرات في وقت تشهد فيه البلاد -على مستوى الولايات والمستوى الاتحادي الفدرالي- تخفيفا للقيود المفروضة بسبب الجائحة، ومحاولة استعادة ما يشبه الحياة الطبيعية.
وتشجيعا للأميركيين للعودة لنمط حياتهم قبل جائحة فيروس كورونا، شرع المسؤولون في إلغاء إلزامية ارتداء الكمامات والتلقيح مع عدم ميلهم لإغلاق المكاتب أو المطاعم أو المسارح.
ومع ذلك، فإن العلماء يحذرون من أن الولايات المتحدة لا تقوم بما يكفي لمنع موجة جديدة من تعريض الشرائح الضعيفة في المجتمع للخطر، وما ينطوي عليه من احتمال قلب حياة الناس رأسا على عقب مرة أخرى.
ووفقا للصحيفة، فإن العقاقير يمكنها معالجة العدوى، إلا أن الجهود الاتحادية لشراء مزيد منها لا يزال يكتنفها الغموض. ورغم أن أقل من ثلث سكان الولايات المتحدة قد تلقوا جرعات منشطة من اللقاحات اللازمة لزيادة الوقاية من الفيروس، فإن معدل التلقيح اليومي قد انخفض إلى أدنى مستوى.
ولعل أوضح التحذيرات جاء من غرب أوروبا الذي تشهد بعض دوله (مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا) ازديادا في حالات الإصابة بالفيروس وبدرجة أكبر بسبب ظهور سلالة فرعية جديدة من متحور أوميكرون يطلق عليها اسم “بي إيه 2” (BA 2) وهو ما يفيد بأن فترة الهدوء الوجيزة التي نعمت بها العديد من المناطق أوشكت على الانتهاء.
ويقول علماء أوبئة وخبراء في الأمراض المعدية إن هناك العديد من العوامل المشابهة موجودة في الولايات المتحدة، مما يجعل إمكانية ظهور تلك السلالة الفرعية قائمة، لكن لم يتضح ما إذا كان ذلك المتحور الجديد سيضرب البلاد ومتى، وما مدى ضراوته.
ويتوقع عالم الفيروسات كريستيان أندرسن أن تشهد الولايات المتحدة موجة أخرى في وقت أقرب مما يظن معظم الناس، مضيفا أن ذلك قد يحدث في أبريل/نيسان على أقرب تقدير أو لاحقا في فصل الربيع أو بواكير الصيف.
وأوضحت الصحيفة أن سلالة “بي إيه 2” المتفرعة من متحور أوميكرون بدأت بالظهور عبر أوروبا فيما كانت دول بعينها تعكف على رفع القيود وإلغاء إلزامية ارتداء الكمامات، الأمر الذي قد يزيد من انتشاره.
وأرجع علماء في بريطانيا بعض أسباب تفاقم حالات الإصابة بالمتحور الجديد إلى أن مناعة البشر تميل إلى الضعف بمرور الزمن بعد تلقي اللقاحات، أو بسبب إصابات سابقة بالعدوى.
المصدر: نيويورك تايمز