استيقظ رائد الفضاء السوفياتي الشهير يوري غاغارين (Yuri Gagarin) صباح 27 مارس/آذار 1968، في حالة مزاجية ممتازة، فقد سُمح لهذا الطيار (34 عاما) أخيرا باستئناف عمله لقيادة طائرة من طراز ميغ.
وكان غاغارين (9 مارس/آذار 1934-27 مارس/آذار 1968) قد سئم جدا من لعب دور بطل الاتحاد السوفياتي ومن جولاته حول العالم وإلقاء نفس الخطاب دائما وتلقي عناق الآلاف من الغرباء، وبعد مرور 7 سنوات من الانتظار تلقى الضوء الأخضر لإعادة التأهيل.
ويعتبر غاغارين أول إنسان تمكن من الطيران إلى الفضاء الخارجي والدوران حول الأرض في 12 أبريل/نيسان 1961على متن مركبة الفضاء السوفياتية) بحسب ويكيبيديا.
ويقول تقرير نشرته صحيفة “لوبوان” (lepoint) الفرنسية، للكاتبين فريدريك لوينو وجويندولين دوس سانتوس، إنه في ذلك الصباح، استعد غاغارين لرحلته 17 مع مدربه فلاديمير سيريوجين، وفي حوالي الساعة 10 صباحا، أقلع الرجلان على متن طائرة من طراز ميغ 15، وكان الطقس غائما ولكن لم يكن الأمر يدعو للقلق، إلا أن مراقب الحركة الجوية نسي إخبار غاغارين ومدربه أن ارتفاع الغيوم ينخفض بسرعة، وبعد نصف ساعة من الرحلة الهادئة، اتصل غاغارين ببرج المراقبة لطلب الإذن بالهبوط مجددًا.
وبعد بضع ثوانٍ، رأى مراقب الحركة الجوية الذي كان يتابع الطائرة على شاشة الرادار الخاصة به الطائرة تأخذ منعطفًا حادًّا قبل أن تختفي إلى الأبد. وعن طريق الراديو، حاول الاتصال بالطاقم الذي لم يعد يرد، فيتم تشغيل التنبيه بسرعة، وتقلع طائرات هليكوبتر للبحث عن طائرة ميغ.
وبعد ذلك شوهدت حفرة طولها يتراوح بين 6-7 أمتار في منطقة مشجرة تحتوي على الطائرة، وكانت الأرض مغطاة بمتر من الثلج، وذهب فريق تم إنزاله إلى الشاطئ على الفور بحثا عن الرجلين، وعندما تم استئناف البحث عند فجر اليوم التالي، اكتشف أحد رجال الإنقاذ بذلة غاغارين فارغة معلقة على قمة شجرة، ثم أخيرًا شاهد الجثتان في حالة مروعة.
ماذا حدث؟
ويشير الكاتبان إلى أن تقرير لجنة الدولة المسؤولة عن التحقيق ظل طي الكتمان لعدة عقود مما أطلق العنان لتكهنات كل واحدة كانت أكثر غرابة من الأخرى، فلقد تعددت الاحتمالات مثل أن غاغارين كان مخمورًا، أو أن هناك مؤامرة من طرف الاستخبارات السوفياتية، أو وجود فتحة في الطائرة، أو أن هناك عملا إرهابيا، أو اغتيالا سياسيا.
انفجارات
ويبين الكاتبان أن الإدارة الروسية رفعت السرية عن التقرير عام 2011 مما كشف أن الطيارين كانا يودان تجنب بالون الطقس الذي تم اكتشافه في الثانية الأخيرة، ونظرًا لأن غاغارين وفلاديمير كانا يطيران على ارتفاع منخفض جدًّا دون أن يدركا ذلك بسبب السماء الملبدة بالغيوم، فإنهما كانا سيصطدمان بالأرض.
لكن لا يتفق الجميع مع هذا السيناريو، فالمحقق الرئيسي أشار عام 2005 إلى وجود فتحة تهوية أثناء الرحلة، وفي عام 2004، كشف رائد الفضاء أليكسي ليونوف، أول مشاة الفضاء، في مذكراته، أنه في نفس لحظة تحطم الطائرة كان يقود مروحية قريبة، وأفاد بأنه سمع “انفجارين مدويين على بعد”.