رغم أن البلاستيك قد يكون أكثر المواد استخداما وانتشارا حول العالم إلا أنه ليس الأكثر أمانا على البيئة المحيطة بنا نظرا لما يسببه من تلوث ناتج عن صعوبة تحلله سريعا مما يؤدي إلى تراكمه في التربة فيمنع وصول الضوء إلى النباتات ويسبب تراكم على هيئة نفايات مضرة وصولا إلى التأثير على خصوبة الأرض على المدى البعيد.
وليس هذه كل اثاره السلبية على البيئة فهو يؤثر على الحيوانات وعلى مدى قدرتها وبقائها على قيد الحياة سواء برية أو بحرية حتى أن اكتشفت دراسة أن البلاستيك لم يستمر في البيئة المحيطة بنا فقد فقط وصل إلى طعامنا ووصل إلى جسم الانسان واستقر بداخله ويظهر في الدم ما قد يسبب الكثير من الآثار السلبية الغير متوقعة.
حيث كشفت دراسة حديثة عن وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة في دم الإنسان لأول مرة ما يؤكد على أن البلاستيك يشق طريقه بثبات إلى أجسامنا باستخدامه المتفشي في المنتجات اليومية وكذلك عبر التلوث الذي يودعه في الهواء الذي نتنفسه والماء الذي نشربه وحتى الطعام الذي نتناوله.
وبحسب موقع “مترو” البريطاني فإن الدراسة توصلت من خلال تحليل عينات دم مأخوذة من 22 متبرع مجهول عن وجود مواد بلاستيكية دقيقة في مجرى الدم في 80٪ منهم أي 17 بالغ من بين الـ 22 متبرع كما كشفت الدراسة عن أنواع البلاستيك التي تم العثور عليها بالعينات حيث احتوت نصف العينات على بلاستيك “بولي إيثيلين تيرفثالات” والذي يشيع استخدامه في المشروبات المعبأة في زجاجات.
بينما احتوى الثلث على مادة “البوليسترين” والتي يتم استخدامها في تغليف المواد الغذائية مثل مطاعم تناول الطعام السريع في الخارج وغيرها من المنتجات أما الربع الآخر من عينات الدم فقد احتوت على مادة “البولي إيثيلين” المستخدمة في صنع الأكياس البلاستيكية.
لتثير نتائج هذه الدراسة مزيد من القلق وذلك لأن هذه الجزيئات البلاستيكية الصغيرة يمكن أن تنتقل حول الجسم وتستقر في الأعضاء ما قد تسبب تأثيرات سلبية غير متوقعة ومنها أن اللدائن الدقيقة ذلك البلاستيك الدقيق الذي يقل طوله عن 5 ملليمتر قد تسبب تلف للخلايا البشرية في المختبر وذلك من خلال التصاقها بالأغشية الخارجية لخلايا الدم الحمراء ما تحد من قدرتها على نقل الأكسجين.
ولذلك رأى الباحثون ضرورة توسيع نطاق البحث وزيادة أحجام العينات لكشف مزيد من المعرفة حول ما إذا كانت هذه الجسيمات محتجزة في الجسم وتنتقل إلى أعضاء معينة أو كونها مرتفعة بما يكفي لتحفيز المرض.