يؤثر الاكتئاب ما بعد الولادة PPD على 1 من كل 7 نساء بحسب الخبراء، وله عواقب سلبية على الصحة العقلية لكل من الأم والطفل، إلا أن الآليات البيولوجية الدقيقة وراء هذا الاضطراب غير معروفة، لذلك نشرت في مجلة Molecular Psychiatry دراسة تبحث في مستويات متعددة من البيولوجيا لدى النساء المصابات باكتئاب ما بعد الولادة لمعرفة الاختلافات التي تحدث في أجسامهن في هذه الحالة.
وقال مؤلف الدراسة الأستاذ المساعد في قسم الطب النفسي بجامعة كارولينا الشمالية جيري جوينتيفانو: “تركز الكثير من الأبحاث البيولوجية على الجينات والهرمونات، ولدينا دليل على بعض الأدوية الخاصة بـPPD، ولكن من المهم اتخاذ طرق متعددة لعلاج هذه الحالة، ليس كل مظهر من مظاهر اكتئاب ما بعد الولادة هو نفسه”، نقلا عن موقع “medicalxpress” .
وقام فريق من الباحثين من كلية الطب بجامعة UNC بإجراء أكبر دراسة رابطة على مستوى النسخ لاكتئاب مابعد الولادة، وعملت الدراسة الجديدة على فحص مكونات الدم المختلفة.
وأخذ الباحثون عينات دم من 1500 امرأة متنوعة عرقيا من جميع أنحاء ولاية كارولينا الشمالية، وضعن خلال الأسابيع الستة الماضية، وتم تشخيص 482 منهن باكتئاب ما بعد الولادة، واستخدم الباحثون تسلسل الحمض النووي الريبي، والتنميط الجيني للحمض النووي، وتقييم مثيلة الحمض النووي، التي تصل إلى ثلاثة مستويات من التقييم البيولوجي الأساسي، وذلك للبحث عن الاختلافات في مكونات عينات الدم من النساء المصابات باكتئاب ما بعد الولادة مقابل النساء غير المصابات باكتئاب ما بعد الولادة.
وجدوا أن الخلايا البائية لديها اختلافات كبيرة في النساء المصابات باكتئاب ما بعد الولادة، وتعد الخلايا البائية جزءا مهما من جهاز المناعة، ويتم تنشيطها عندما تتعرف مستقبلاتها على مستضد وترتبط به، ثم تقوم الخلايا البائية المنشطة بإنتاج الأجسام المضادة، كما تفرز العوامل المؤيدة والمضادة للالتهابات.
وقال جوينتيفانو: “هناك تفاعل دقيق للغاية بين الجهاز المناعي أثناء الحمل، ويجب أن يمنع العدوى من الزكام، وعليه أيضا ضبط نفسه بدقة حتى لا يتعرف على الجنين كجسم غريب ويهاجمه، ثم في فترة ما بعد الولادة، يتم إعادة ضبط كل هذه الهرمونات والمسارات للعودة إلى قبل الحمل”.
ووجد باحثو جامعة الأمم المتحدة، لدى النساء المصابات باكتئاب ما بعد الولادة، الآلاف من نسخ الخلايا البائية الفردية التي كانت مختلفة عن النساء غير المصابات باكتئاب ما بعد الولادة، والتي تنظمها جزئيا المتغيرات الجينية ومثيل الحمض النووي، وللتأكد من صحة هذه النتائج، أجروا تحليلا للمسار، مما يشير إلى تنشيط الخلايا البائية المتغيرة ومقاومة الأنسولين.
وقال جوينتيفانو: “هذه أكبر دراسة من نوعها ولكننا ما زلنا لا نعرف لماذا تتغير الخلايا البائية، هل تعكس تغيرا آخر في الجسم يسبب اكتئاب ما بعد الولادة؟ ما الذي يدفع هذا السلوك للخلايا البائية؟” وأضاف “هذا ما نحتاج إلى معرفته في وقت لاحق”.
وبحسب الخبراء فإن النساء اللواتي شاركن في هذه الدراسة هن أمهات جدد حضرن في وقت حرج للغاية عندما كان أطفالهن بعمر أسابيع للمشاركة في بحث لمساعدة النساء الأخريات.