يمر لبنان بدوامة تراجع القطاع الطبي الى الوراء لا سيما في الفترة الاخيرة بعد هجرة عدد كبير من الاطباء خصوصا ذوي الاختصاصات النادرة كجراحة قلب للاطفال حيث ادى مثل هذا الغياب الى وفاة مؤخرا 4 اطفال مصابين في امراض القلب .مما يطرح السؤال نفسه على الشكل التالي :كيف يمكن انقاذ لبنان صحيا و طبيا بعد تراجع موارده البشرية و من ذوي الكفاءات عدا الامكانيات محدودة؟
النزيف الطبي المستمر
في هذا السياق ازاء هجرة الاطباء دون توقف و ماتترك من تداعيات في الجسم الطبي اطلق نقيب الاطباء الدكتور شرف ابو شرف صرخة مدوية عبر وسائل الاعلام حول ماالت اليه الامور من اهتزازات في الشأن الصحي مما قال :”بان هناك 3000 طبيب رحل من البلاد مما نطرح السؤال مسؤولية من هذه؟ اذ ان الطبيب لم يعد يتمكن من تأمين الحد الادنى من اساليب العيش الكريم مما راسلنا المصارف ولم نلق اي جواب . تجدر الاشارة وفق ابوشرف الى ان الاطباء موطنون لرواتبهم في المصارف وصناديقنا ايضا فضلا عن راتب التقاعد.” و اضاف “امام هذا الواقع المأساوي فقدنا حوالى 20 في المائة من الجسم الطبي المتخصص خصوصا و ان القسم الكبير من الأطباء الذين قرروا السفر إلى الخارج كانوا يعملون في المستشفيات الجامعية، و لديهم اختصاصات وكفاءات عالية”. انطلاقا من ذلك حذرابوشرف من تعذر تقديم الرعاية الصحية الجيدة للمرضى. اذ انه في الوقت الحالي، يتم تأمين تغطية نسبية للمرضى، ولكن إذا استمرت الهجرة في الارتفاع، قد نصبح عاجزين عن إيجاد البدائل اللازمة للتشخيص والعلاج .” عدا ذلك اوضح ابو شرف :”ان عددا من الأطباء توجهوا إلى دول الخليج ولكن هذه الفئة قد تعود يوما محذرا من الخطر الحقيقي هو في النسبة المرتفعة للأخصائيين الذي سافروا إلى أستراليا، الولايات المتحدة، كندا، ودول الاتحاد الأوروبي، حيث من الصعب عودتهم. كون الواقع المعيشي بات صعبا للغاية،و الطبيب غير قادر على تأمين الحد الأدنى من العيش الكريم واللائق”.
من جهة اخرى رأى النقيب ابوشرف :”ان الأسعار ارتفعت في كافة المجالات، بينما تراجعت أتعاب الطبيب بنسبة 90 في المائة، حيث أصبحت المعاينة 10 دولار أميركي، بعدما كانت ما بين 50 و100 دولار على الأقل”، مشددا على أن “الطبيب بات يعالج المرضى بشكل شبه مجاني حاليا”.
لا تحفيزات
في المقلب الاخركان لا بد من الاطلاع عن كثب حول ما يجري على ارض الواقع من وضع طبي دقيق مما شدد الاختصاصي في الطب الداخلي الدكتور انطوان شليطا عبر ل greenarea.info على اهمية دور وزارة الصحة في احتضان الاطباء عبر ايجاد لهم تحفيزات للبقاء في لبنان دون التوجه الى دول الخارج مما قال :” ان اخر الاحصاءات تفيد ان هناك 4500 طبيب من المميزين في عملهم قد غادروا لبنان سعيا عن العمل . الجدير ذكره ان نقابة الاطباء في بيروت منتسب اليها بين 14 الف طبيب و 15الف طبيب مما يعني ان هناك زيادة في نسبة الاطباء مما جعل هذا الامر ان لا يتأثر المرضى باي فراغ لان وعندما يحتاج الى الطبيب متوفر عنده. ” فضلا عن ذلك وفق الدكتور شبلي :”ان كل الاطباء المتواجدون في لبنان عندهم درجة معينة من المهارة المقبولة اما الامور الاخرى في ما يتعلق على سبيل المثال الجراحة الدقيقة فقد تبين ان عدد من المراكز الجامعية الاستشفائية باتت تعاني من نقص في الاختصاص الجراحي للقلب عند الاطفال حيث توفى حوالي 4 اولاد لعدم توفر طبيب في جراحة قلب للاطفال و حاليا اذا لم تترك صدى صرخة هجرة اطباء عند المسؤولين فسنصل عاجلا ام اجلا الى كارثة طبية صحية بين ليلة و ضحاها في حال استمر الوضع على حاله . و لكن للاسف ما نلاحظه انه ليس هناك من خطط جدية من وزارة قبل وزارة الصحة اي وزارة الوصاية على القطاع الصحي الذي من الضروري ان يكون لديها خلية ازمة تؤمن مع نقابة الاطباء باعطاء تحفيزات للاطباء للبقاء في لبنان دون السفرالى الخارج انما هذا غير متوفربل الى تراجع مستمر .”
الامكانيات غير متوفرة
بدوره اعتبر الاختصاصي في الجراحة الدكتور حكمت الحيسني عبر greenarea.info انه لا بد من وقف نزيف الهجرة خصوصاو انه تبين انهم من الاطباء من عنصر الشباب مما قال : “من المهم ان نعرف انه ليس جميع المستشفيات لديها اختصاصي جراحة قلب للاطفال كونه اختصاص نادر لذلك ليس كل الاطباء يستطيعون مثل هذه العمليات لانها تحتاج الى اختصاص في الخارج و تتكلف اموالا كتيرا فضلا عن سفر اغلب الاطباء الى دول الخليج لذلك و في هذه الحالة الدقيقة للقلب لدى الاطفال يستطيع طبيب جراح القلب العادي القيام بذلك .باختصار عندنا مشكلة نقص في الطقم الطبي خصوصا الاطباء الذين كان عندهم نوع من السقف المادي المعين مما لم يعد تحقيقه في لبنان فكان الاتجاه نحو الخارج عدا ذلك انه حتى الاطباء الشباب المتمرنين باتوا يسافرون باعداد هائلة الى الخارج .الجدير ذكره هو تراجع الناس في الذهاب الى المستشفى لان الامكانيات المادية غير متوفرة لديهم لان اقل دخول مستشفى بات يكلف 15 مليون ليرة لبنانية .”
الطب التداخلي مفقود الى رأي الاختصاصي في جراحة القلب الدكتور جورج غانم الذي وصف الوضع الطبي بالدقيق جدا و انه لا بد من ايجاد حلولا طارئة مما قال عبر greenarea.info : ”لا شك ان هناك اختصاصات تاثرت بفعل الهجرة مثل اطباء القلب خصوصا الجراحين للقلب و بالتحديد اختصاصيين في جراحة القلب عند الاطفال و ايضا هناك نقص في اختصاص الطب التداخلي في الدماغ اي عندما تحصل جلطة تسحب في المكان المحدد اما الاطباء الذين صمدوا في لبنان فيلجأون الى التقنيات القديمة للمعالجة.واذا اذا استمر الوضع على حاله على عدد السنوات سيتأثر المستوى الطبي عل كل الاصعدة و الاختصاصات كلها .”
مأساة طبية
اما الاختصاصي في الطب الداخلي و طب العائلة الدكتور مروان الزغبي فحذر عبر greenarea.info باننا كاطباء وصلنا الى وضع طبي مأساوي مما قال: ” ان هجرة الاطباء اثرت سلبا في القطاع الطبي خصوصا من ذوي الاختصاصات النادرة كقطاع الجراحة القلب عند الصغار حيث لم نعد نجد الا القليل منها .”