يؤثر سكري الحمل بشكل كبير على صحة الأم والطفل، سواء أثناء الحمل أو بعد الولادة، ويعتبر العارض الصحي الأكثر شيوعا أثناء فترة الحمل.
وسكري الحمل هو داء السكري الذي يتم تشخيصه للمرة الأولى خلال الحمل. ومثل أنواع السكري الأخرى، يؤثر سكري الحمل على كيفية استخدام خلايا الأم للسكر، ويتسبب في ارتفاع نسبة السكر في الدم، مما قد يؤثر على حملها وصحة جنينها.
وبحثت دراسة أجريت في جامعة هلسنكي في آثار التدخل في نمط الحياة على الوقاية من سكري الحمل لدى النساء المعرضات لخطر الإصابة به.
وتلقت مشاركات في دراسة فنلندية للوقاية من مرض السكري أثناء الحمل تمارين بدنية مكثفة واستشارات غذائية أثناء الحمل وخلال السنة الأولى بعد الولادة.
وقامت الدراسة بحساب درجة المخاطر متعددة الجينات التي تصف الخطر الجيني لمرض السكري باستخدام المتغيرات الجينية المعروفة بأنها تزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري، وارتبطت درجة الخطر لمرض السكري من النوع الثاني بارتفاع مستويات الغلوكوز في منتصف الحمل وأواخره وكذلك بعد عام واحد من الولادة.
وقالت أخصائية التوليد وأمراض النساء إميليا هوفينين “كان سكري الحمل ومرض السكري بعد عام واحد من الولادة أكثر شيوعا أيضا بين أولئك اللاتي حصلن على درجات أعلى”.
واكتشفت الدراسة أن المخاطر الجينية أثرت أيضا على العلاقة بين تقديم المشورة بشأن نمط الحياة ومرض سكري الحمل وكذلك مرض السكري.
وأكدت هوفينين أنه استنادا إلى البحث، استفادت من التدخلات المكثفة في أسلوب الحياة فقط النساء المعرضات لخطر وراثي أعلى للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ووفقا لها فإن النتائج مهمة وحتى فريدة من نوعها على مستوى العالم.
وأوضحت هوفينين أن الدراسة تقدم تفسيرا واحدا محتملا للنتائج المتناقضة للدراسات السابقة التي تبحث في الوقاية من سكري الحمل حتى الآن.
ووفقا للباحثين، فإن تصنيف المخاطر الجينية سيجعل من الممكن تحديد الأمهات الحوامل الأكثر تعرضًا للخطر بالإضافة إلى توجيه الموارد والتدابير الوقائية الأكثر فاعلية على وجه التحديد، وسيكون لهذا أهمية كبيرة من حيث الموارد المجتمعية المحدودة وصحة هؤلاء الأمهات وأطفالهن.
وقالت هوفينين “في الوقت نفسه، من المهم أن ندرك أنه في حالة مرض السكري، فإن خلفيتنا الجينية لا تحدد مستقبلنا، وبمساعدة أسلوب حياة صحي، يمكن عكس تأثير المخاطر الجينية العالية لمرض السكري”.
ويمكن للأمهات الحوامل السيطرة على سكري الحمل عن طريق تناوُل الأطعمة الصحية وممارسة الرياضة، وإذا لزم الأمر يجب تناول الدواء. ويمكن للتحكم في سكر الدم الحفاظ على صحِة الأم وصحة جنينها كما يمنع الولادة المتعسرة.