كشف فريق دولي من علماء الفلك، الخميس، عن أول صورة لثقب أسود هائل في مركز مجرتنا درب التبانة، المعروف باسم “Sagittarius A*”.
ونشر الفريق العالمي من العلماء المعروف باسم “Event Horizon Telescope (EHT) Collaboration”، الصورة التي تعد أول تأكيد مرئي مباشر لوجود هذا الجسم الكوني غير المرئي، وتأتي بعد ثلاث سنوات من التقاط أول صورة لثقب أسود من مجرة بعيدة.
وقال مدير مشروع “EHT” هويب فان، في مؤتمر صحفي بألمانيا: “إنه لأمر مثير للغاية أن أعرض لكم اليوم هذه الصورة الأفضل على الإطلاق لـ ”Sagittarius A*'”.
وتشكل الثقوب السوداء مراكز في الفضاء يكون فيها سحب الجاذبية شديدا لدرجة أنه لا يمكن لأي شيء الهروب، بما في ذلك الضوء.
وبالتالي لا يمكن التقاط صورة بسهولة للثقوب السوداء، لأنها تسحب الضوء الذي تتطلبه عدسات الكاميرات لالتقاط الصور، إلا أن الغازات المتوهجة المحيطة بها، تكشف الظاهرة التي تزيد كتلتها عن شمسنا بأربعة ملايين مرة، وتظهر كحلقة ساطعة من الضوء المنحني.
وقال جيفري باور، العالم في مشروع “EHT”: “لقد حسنت هذه الملاحظات غير المسبوقة بشكل كبير فهمنا لما يحدث في مركز مجرتنا”.
وقال باور أيضا في بيان قدمه المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية (CNRS) إن الملاحظات قدمت “رؤى جديدة حول كيفية تفاعل هذه الثقوب السوداء العملاقة مع محيطها”.
ونُشرت النتائج في مجلة “The Astrophysical Journal Letters”.
تلسكوب افتراضي بحجم الأرض
وقد سمي ثقب “Sagittarius A*” ( أو Sgr A* اختصارا) تيمنا بالجهة التي حدد فيها موقعها، أي بالقرب من مجموعة “Sagittarius” أو “مجموعة القوس” النجمية.
وكان العلماء قد حددوا احتمالية وجوده منذ عام 1974، عندما التقطوا مصدرا يبث موجات راديو غير معتادة في مركز مجرتنا.
وفي 1990، حدد علماء الفلك مدار النجوم الأكثر سطوعا قرب مركز مجرة درب التبانة، مؤكدين وجود كتلة ضخمة ذات جاذبية هائلة، ونجم عن تأكيد وجود جسم في مركز مجرتنا إلى حصول علمائه على جائزة نوبل للفيزياء عام 2020.
ورغم أن التفسير بوجود ثقب أسود في مركز مجرتنا كان المقترح المنطقي، إلا أن الصورة التي كشفت، الخميس، تشكل أو إثبات مرئي على وجوده بالفعل.
ويبعد الثقب الأسود حوالي 27 ألف سنة ضوئية عن الأرض، وتطلب التقاط الصورة ربط ثماني منصات ضخمة لالتقاط موجات الراديو حول الأرض، لتكوين تلسكوب “بحجم الأرض” أطلق عليه اسم “EHT”.
واعتمد العلماء الآلية ذاتها التي استخدمت لالتقاط أول صورة لثقب أسود في عام 2019، حيث تم تسليط أنظمة “EHT” على الموقع الذي توقعوا وجود الثقب فيه لليال عدة.