امل جديد يشع من عيون الاطفال المصابين بسرطان العيون حيث خطى العمل الطبي الجراحي خطوة متقدمة جبارة قضى به على سرطان العيون و بالتالي اعاد النظر الى براعم الطفولة هذا ما حصل لابنة الخمس سنوات من بعدما عانت ما عانته من عذاب الرؤية من ورم يُصيب خلايا شبكيّة العين، وهو من السرطانات العشرة التي تُصيب الأطفال.فماذا حصل من تطور طبي جراحي الذي شهده مستشفى الجامعة الاميركية ؟ خصوصا و ان هناك فريق طبي متخصّص في جراحة طبيّة ناجحة أنقذت عين الطفلة من العمى؟ اذ تكون علاماته محدودة، وأكثرها شيوعاً بياض في بؤبؤ العين (يُسمّى Leukocoria) فضلا عن احمرار أو حَوَلٍ أو ألم في العين ، من المهمّ أن يتأكّد طبيب العيون عند الفحص من كون الضوء الآتي من بؤبؤ العين أحمرا وليس أبيضا فكيف اجريت التقنية الطبية المتطورة التي قامت بها الاختصاصية في طب العيون الشبكية و اورام العين الدكتورة وجيهة خير مع الفريق الطبي المتعاون ؟
سرطان في عيون الاطفال
أن سرطان العين عند الأطفال هو ذاته عند الكبار ولا يوجد اختلاف بينهما، والتعريف الأبسط لسرطان العين هو نمو وانقسام غير طبيعي للخلايا في شبكية العين. لذلك ان هذا المرض لدى الأطفال هو في الواقع متلازمة نادرة تظهر لدى حوالي أربعة ملايين طفل في جميع أنحاء العالم فمن الأورام الخبيثة التي تظهر لدى الأطفال تلك الأورام الشبكية التي تشكل حوالي 3% منها، لكن من المهم التذكير أنه ليس كل ورم في الشبكية يُعدّ سرطان العين. اذ ان الورم السرطاني في الشبكية من نوع (Retinoblastoma) يتطور بسبب ظهور طفرات جينية في الجين (RB1)، والتي تؤثر على نشاطه ولا تسمح له بإنتاج بروتين معين المهم للتحكم في انقسام الخلايا. ان هذه المشكلة تسمح للخلية في الانقسام بشكل عشوائي وتتحول إلى ورم سرطاني خطير.في كلا النوعين من الأورام الشبكية عند الأطفال (الوراثية والعشوائية) في البداية يكون الجين سليم، لكن بعد فترة معينة يتضرر جراء تطور الطفرات.من المعروف أن 90٪ من الحاملين لطفرات جين سرطان الشبكية يطورون بالفعل هذا السرطان.ما يقرب من نصف الأورام في شبكية العين عند الأطفال تظهر لأسباب تتعلق بالوراثة، بينما باقي الأورام تظهر دون وجود أي استعداد وراثي وإنما بشكل عشوائي.
تطور المرض و تشخيصه
عادةً لا تظهر علامات لسرطان العين، وهذا ما يجعله يتطور دون تشخيص وعلاج، وفي حال ظهور العلامات والأعراض فإنها تكون كالتالي الحول تشوش الرؤية ورؤية نقاط سوداء بين كل حين وآخر و ظهور البؤبؤ باللون الأبيض (Leukocoria). التهاب العين. و ايضا ظهور ألوان مختلفة للبؤبؤ حيث ان تشخيص سرطان العين عند الأطفال هو ضروري لإنقاذ حياة الطفل، مع ذلك ففي 15% من الحالات التي يظهر فيها سرطان الشبكية في عين واحدة فقط، ويكون هذا هو سرطان وراثي حتى إذا لم يكن هناك أقارب آخرين مصابين بالمرض اذ ان فحص العينين يسمح بالكشف عن الأورام في مرحلة مبكرة وعلاجها على نحو فعال، مع الحد من خطر حدوث اضطرابات الرؤية أو غيرها من المضاعفات.
الجراحة الدقيقة
في هذا السياق تحدثت الاختصاصية في طب العيون و الشبكية و اورام العين الدكتورة وجيهة خير عن الانجاز الطبي عن جراحة سرطان العيون التي اجريت لابنة الخمس سنوات و التي تكللت بالنجاح مما قالت ل greenarea.info :” لا شك ان هناك سرطان يصيب عيون الاطفال اسمه retinoblastoma الذي يصيب خلايا شبكة العين مما نعالجه في البداية بواسطة العلاج الكيميائي و الليزر لكن اذا وصلنا الى مرحلة لا نستطيع ان نتحكم به بالليزر و العلاج الكيميائي عندها نضطر الى استئصال العين او يكون الحل الاخير عبر الاشعة الموضوعية حيث ان نسبة النجاح 95 % تقريبا . اذ ان الأشعة التي تكون قريبة من العين، من خلال زرع غرسة ذهبيّة تحتوي على بذور مشعّة، وتكون بحجم عملة معدنيّة، نقوم بتقطيبها على العين خارجيّاً بعد تحديد موقع الورم. تبقى هذه الغرسة لمدّة 3 أيام، ومن بعدها نُزيلها، ونكون بهذه الخطوة أنهينا العلاج. وهذا الإجراء الجراحي هو الأول من نوعه في مستشفى الجامعة الأميركية لهذا العمر، ويتطلّب فريقاً متخصّصاً ومتكاملاً من اختصاصي في العيون وجراح في العيون وطبيب أشعة وطبيب فيزيائيّ للأشعة واختصاصي في الأورام السرطانية”.
الجدير ذكره حسب الدكتورة خير :” هذا الإجراء الطبيّ يتطلّب دقّة وكفاءة عالية وعملاً طويلاً لتحديد موقع الورم وكميّة الأشعة التي يجب تزويدها بها، بالإضافة إلى تفاصيل أخرى. و ان الغرسة الذهبية أجريت لأشخاص أكبر سناً لمعالجة أورام أخرى، وليس لهذا النوع من الورم، ولا لهذا العمر في لبنان.مع الإشارة إلى ان استيراد هذه الأشعة من الولايات المتّحدة بعد الحصول على موافقة الوزارة، حتى نتمكّن من استخدامها في الجراحة. وبالرغم من مدّة الانتظار والتحضيرات، نجحنا في إنقاذ عين الطفلة من الورم ومن العمى، وهذا هو الأساس”.
و اضافت الدكتورة خير :” انه بعد 6 أشهر على إجراء هذه الجراحة قد زال الورم كليّاً من المنطقة المصابة، التي تمّ استهدافها ونجحنا في إنقاذ عينها من الاستئصال بسبب الورم، الذي كان الخيار الأخير في حال لم تتجاوب مع هذا العلاج. هذه النتيجة ليست فقط للطفلة التي أُنقذت وإنّما لكلّ المرضى الذين يعانون من حالة مشابهة وهذا تأكيد أنّنا نمتلك تكنولوجيا متطوّرة قادرة على إحداث فرق وأمل في حياة كثيرين، وأننّا نقدّم خدمات صحيّة عالية الكفاءة وهي مُتاحة في لبنان مع الاشارة الى ان مركز سرطان الاطفال يقوم بمساعدة تكاليف العلاج .”