طور فريق من العلماء أول سائل صمغي صاد للماء (كاره للماء)، يزيح سوائل الجسم المحيطة بالجرح ما يسمح بالتئام وشفاء الأنسجة المصابة بشكل شبه فوري.

وقال الخبير في المواد الحيوية كيبراي ميكوانينت، وأستاذ الهندسة البيوكيميائية في Western engineering: “الأنسجة اللاصقة التي يمكن أن تؤدي مهامها في ظل وجود الدم والماء والبروتينات الأخرى في الجسم، هي الكأس المقدسة لإغلاق الجرح الفوري والإرقاء (وقف نزف الدم بتحويله من سائل إلى صلب)، خاصة عندما يكون الوقت حاسما في عمليات الإنقاذ والاستجابة للطوارئ”.

و”الغراء الحيوي” الجديد، الذي نُشرت تفاصيل تطويره واختباره مجلة Science Advances، يملك القدرة على استبدال وإحداث ثورة في المواد اللاصقة للأنسجة (مثل غراء الفيبرين) المستخدمة حاليا في الحالات السريرية وحوادث الإصابات الجماعية.

وأضاف ميكوانينت: “غالبا ما يفشل غراء الفبرين وما شابه في إزاحة السوائل حول الإصابة. وهذا الفشل يعني أن المواد اللاصقة للأنسجة الحالية لا تلتصق أبدا بقوة بالجرح وغالبا ما تنفصل في غضون ساعة أو ساعتين”.

ويعد انجراف الأنسجة اللاصقة وانفصالها من المشكلات الرئيسية للممارسين الطبيين وقد تكون قاتلة لبعض المرضى، خاصة عندما يحدث الانفصال في الأعضاء الحيوية مثل الرئتين والكبد والقلب.

وتخضع هذه الأعضاء، حتى عندما تكون صحية، لحركة متكررة (تقلصات وارتخاء) بسبب الاحتياجات الفسيولوجية، والتي تسبب ضغطا إضافيا على المواد اللاصقة للأنسجة.

ونظرا لأن “الغراء الحيوي” الجديد يشكل رابطة قوية مع الأنسجة المجاورة، فإنه يقضي فعليا على الانفصال.

ويشير ميكانينت، بالشراكة مع مالكولم تشينغ، من جامعة مانيتوبا،إلى أنه في دراسات ما قبل السريرية المكثفة، كان الغراء قادرا على سد ثقوب الرئة والقلب والشريان، وحتى الجمجمة المكسورة.

وأكد ميكانينت أنه لم يكن هناك أي رد فعل من الأنسجة تجاه هذا الغراء الحيوي “وكان الشفاء سريعا”.

وعلى مدى العقدين الماضيين، طور ميكانينت العديد من التقنيات الرائدة في مجالات المواد الحيوية وهندسة الأنسجة والطب التجديدي، مع العديد من التطبيقات التي تعد الآن معايير صناعية.

وفي حين أن هذا الاكتشاف الجديد قد يعني في أيامه الأولى نهاية للخيوط الجراحية والدبابيس المصنوعة من البلاستيك أو الفولاذ المقاوم للصدأ، إلا أن الغراء الحيوي الجديد المصنوع باستخدام مواد وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، صُمم لتطبيقات أخرى أيضا.

وأشار ميكانينت: “يمثل التصاق المواد تحت الماء تحديا نظرا لأنه لا يمكن إزاحة المياه الحدودية بحيث يمكن أن تلامس المادة اللاصقة الأنسجة الأساسية. والعديد من المواد اللاصقة الحيوية تمتص الماء بالفعل بدلا من إزاحته. وهذه مشكلة مع الكثير من المواد”.

وبالنسبة للغراء الحيوي الجديد، فإن المادة الأساسية المكونة له هي السيليكون، الذي لا يمتص الماء من الأنسجة، لذلك يلتصق.

وقال ميكانينت: “يشكل السيليكون مادة لاصقة قوية، لذلك لا داعي للقلق بعد الإصلاح من أنه سيعاد فتحه ويسبب المزيد من المشاكل بعد الإصابة الأولية”.

المصدر: ميديكال إكسبريس

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This