كأن كتب علينا ان لا نرتاح ان نظل على اعصابنا بان صحتنا في خطر دائم لا يكفي انقطاع الدواء و نار الاستشفاء و الطبابة التي باتت محتكرة على الغني و الفقير يئن ليس فقط جوعا بل من صعوبة شراء دوائه ليأتيك خبر عاجل اعادة احياء فيروس القرود من بعدما نام في الزمن الماضي  ليعلن شراسته في العالم من خلال الاحتكاك الناس ببعضها سواء عبر الملامسة ام التنفس  حتى بدأ يشغل العالم كله في الحد من انتشاره مما  أكدت منظمة الصحة العالمية أن جدري القرود لن يتحول إلى وباء مثل فيروس كورونا وذلك لوجود لقاح له، منوهة أن على الدول ان تكون شفافة بالإعلان عن الإصابات إذا وقعت . ليبقى السؤال : الى اي مدى  لبنان  محصنا ضد انتشارجدري القرود في تعزيز الرقابة الشاملة ؟

التوجه عند الاختصاصي امراض جرثومية

في هذا الاطار شدد الاختصاصي في الامراض الجرثومية الدكتور ناجي عون لgreenarea.info” على ضرورة المعالجة عند الاختصاصي في الامراض الجرثومية دون غيره للحصول على الشفاء المضمون مما قال :” ان جدري القرود  يعتبر مرضا ينتقل من خلال  التنفس والافرازات في الجسم او اللعاب و من خلال لمس الحبوب على الجلد  و اللافت ان  العدوى لا تنتقل  الا بعد الجلوس  لوقت طويل  قرب الشخص المصاب مما ننصح الاشخاص لديهم  حرارة او طفرة او تقرحات في الجسم  لا يجوز لمسها بل يجب زيارة الطبيب و غسل الثياب من خلال ارتداء القفازات و التعقيم . لذلك ان المسؤولية  تقع على الافراد في حال تعرفنا على شخص مصاب بجدري القرود عندها  يجب  ان نعزل حالنا على الاقل اسبوعين فاذا ظهرت العوارض كالطفرة على الجسم او ارتفاع حرارة  دون الطلب من احد ان يمسح الكريمات  على الحبوب  في الجلد لان هناك خطر العدوى  مع اهمية التوجه  عند الطبيب الاختصاصي في الامراض الجرثومية  و الامر ذاته يجب تفادي التوجه الى الطوارىء في المستشفى   لان لا يعرف الطقم الطبي  التعرف على الحالة المرضية  التي نحن فيها  عند الاصابة بجدري القرود .”

و تابع الدكتور عون :”ان المشكلة التي نقع فيها اذا الشخص اتيا من بلدان فيها جدري القرود  لا يعرف انه حامل الفيروس  يجلس اثناء رحلة الطيران او في المطار بالقرب من شخص سليم  فيتنفس  بقربه  مما ينقل العدوى  اليه و بالرغم من ذلك  ان الجيد في هذا الفيروس انه  لا ينقل  العدوى  بالسرعة نفسها  الى الاخرين مثل كورونا  بمعنى ان  فيروس الكورونا ينقل العدوى  خلال 3 الى 4 ساعات من بعد ما يتنفس المريض  بالغرفة فينقل العدوى  الى 10 اشخاص   بينما فيروس جدري القرود ينتقل من خلال  الرذاذ عندما يتساقط الاخير على الارض يموت  الفيروس بسرعة  و لايظل كثيرا معلقا بالهواء .”

الجدير ذكره وفق الدكتور عون :”ان  لقاح الجدري  سحب منذ سنة 1971 في العالم. اما الذي تلقى  اللقاح قبل سنة  1971  فيكون على كتفه دائرة مما يعني قد حصل على                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                            اللقاح وعلينا ان نعرف اذا  مازال فعالا لليوم لان اي مدة للقاح تتراوح بين 10 سنوات  الى 15 سنة في الجسم و احيانا  اكثر  لذلك ان الاشخاص تلقوا حينها  لقاح الجدري  يعتبروا محميين منه لان للاسف ليس هناك  اي علاج لجدري القرود  بل  في عزل المريض و المشكلة التي نواجهها انه  ليس هناك دواء للحد من فيروس جدري القرود .”

التحصين ضروري

في المقلب الاخر ماذا لو انتشر عند الاطفال ذوي المناعة الضعيفة ؟ في هذا السياق اوضح الاختصاصي في طب الاطفال الدكتور بيار الحاج ل greenarea.info  ان الاطفال عادة محصنين نظرا ما يتلقونه من لقاحات اساسية مما قال :”ان الشيء المهم في لبنان هو ان الاطفال عادة محصنين  باللقاحات من بينها الجدري خصوصا و ان منظمة الصحة العالمية   اكدت ان لقاح الجدري يحمي بحدود 85 % الى 90 % لذلك ان الاطفال  الملتزمين باللقاحات  محصنين من الامراض  . انما بالمقابل في اواخر ستة اشهر تبين ان هناك نقصا في توفر  لقاح  الجدري في لبنان كون الشركات لم تات به  و  ايضا لم يعد في سجل اللقاحات  التابع لوزارة الصحة لذلك اذا شاء ان يعمل احدهم لقاح الجدري في المستوصف لا يجده بل في عيادة طبيب الاطفال  و ان  قسم كبير من الاطفال  ملقحين منه  حيث تشير الاحصاءات  الى ان الجدري يقتل 10 % من الحالات المرضية  فاذا دخل الفيروس  الى الجسم  يصيب الدماغ و الرئة مما يؤدي الى تعقيدات يتوفى بعدها المريض  خلال اسبوعين الى ثلاثة اسابيع . ”

تجدر الاشارة وفق الدكتور الحاج :” اننا في لبنان  لم نعد  بعيدين  في لبنان عن الاصابة بهذا الفيروس جدري القرود  لان كل ما يشاع  لا داعي للهلع  كله كذب .ففي فرنسا لا يعطى  لقاح الجدري لاحد لانه لا يمر بالجدري الاساسي التي يلتقطها .اما دول حوض  شرق المتوسط فجميعها  اخذت اجراءاتها كما ان الدول التي فيها  طقس بارد لا ياتي اليها  فيروس جدري القرود كونه يعيش في البلدان  الحارة  والذي  يزيد من انتشاره  خلال الاختلاط و السفر.”

الاجراءات اتخذت

من جهة  اخرى تحدث عضو اللجنة الوطنية للأمراض السارية والمعدية في وزارة الصحة  الاختصاصي في الامراض الجرثومية الدكتور جاك مخباط  ل greenarea.info مما قال :” في لبنان نحن محصنين من جدري القرود  خصوصا و ان هذا الفيروس لا ينتقل بكثرة . انما  الذي حصل  هو منذ زمن معروف و ليس بجديد  نجد جدري القرود مستوطن باواسط افريقيا و من حين لاخر يخرج من افريقيا لينتقل الى اوروبا  او اميركا عبر القرد او عبر احد  التقته  في افريقيا حيث ان  عدد الاصابات قليلة. انما الذي حصل هذه السنة ان  جدري القرود  انتشر اكثر من العادة  خصوصا عند المثليين  الجنس من خلال التقارب  عن طريق التنفس او بالجلد او قد يكون الشخص عنده  الكثير من العلاقات جنسية  عندها ينتقل بالجلد بينه و بين الاخرين  بمعنى اذا الشخص عنده الفيروس و عنده حبوب على الجلد ينتقل  الى  الشخص الاخر من خلال العلاقة الجنسية . بالمقابل  كل ما تقوم به وزارة الصحة  انها وضعت الية عمل  بان كل شخص ياتي  الى  لبنان علينا متابعته  خصوصا عندما علمنا ان هناك حالة في بريطانيا من خلال ما اعلنته منظمة الصحة العالمية عندها بدأنا بالتقصي و النشاط فاذا جاء شخص من بلد فيه اصابات من جدري القرود  وليس  لديه عوارض او فحص دم  لكي نعرف اذا كان مصابا بالفيروس ام لا فنتصل به و نلاحقه عندما تظهر عنده  العوارض عندها نضعه في العزل . فالامر ليس  بحاجة الى اقفال البلد او عزله و في الوقت الحاضر ليس  هناك من علاج  او دواء له .”

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This