ان ظاهرة التعري  في  الطرقات لم يشهد مثلها  لبنان بهذه الطريقة الفادحة اذ  بدأت في الانتشار و ذلك للتعبير عن موقف معين بالتخطي كل القيم الاخلاقية حيث فسر خبراء علم النفس عن ان الذي يلجأ الى هذه الطريقة يكون حتما مريضا نفسيا لان من غير العاقل ان يفقد صوابه تحت اطار التعبير عن ما يجول في فكره سواء ردة فعل من الطلاق او من فقدان الشريك  و غير ذلك انما  الذي زاد الامر سوءا انعكاس الازمة الصعبة التي يمر بها لبنان و مدى تاثيرها على افراد المجتمع سواء على الصعيد النفسي ام المجتمعي و الاسوء في ذلك في حال كانت ظاهرة التعري قديمة على جديدة فالذي يعطيها منحا اكبر تلك  وسائل الاعلام  اذا تلقي الضوء تارة عليها و تنسيها تارة اخرى دون الاخذ بعين الاعتبار بردات الفعل العكسية السلبية . مما يطرح السؤال نفسه :فما هي ابرز النقاط الواجب القاء الضوء عليها و التركيز بهدف الحد  من تداعياتها  ان كان على الصعيدين النفسي و الاجتماعي معا  ؟

صدمة جماعية

في هذا السياق تحدثت  الاختصاصية في علم النفس الدكتورة ايفي  شكور ل greenarea.info  حول ما هية ظاهرة التعري  وما تخفي ورائها من امراض نفسية مما قالت :” ان ظاهرة التعري عند المرأة على سبيل المثال  تعكس  وجود مرض نفسي  عقلي  لديها  ام انها قد تكون  تعرضت الى صدمة نفسية يتحرك معها الهوس  اي الافراط في هذا  التصرف  حيث لا تستطيع  ضبط نفسها مثل  مرض الاضطراب  الثنائي  او قد يكون  الهوس و انهيار نفسي   بمعنى يصرف اموالا من دون وعي  بصورة غير طبيعية حتى في فرنسا  مثلا اذا كان هناك مكانا يكون الجميع عراة قد  يختلف الامرعندما يكون  الامر في مكان عام حيث  يكون هناك ارتداء كلي في  الثياب وعندما  يظهر الشخص عاريا كليا فهذا يعني انه مصابا  بمرض نفسي عقلي يحتاج الى التصحيح او العلاج اي  المرض النفسي موجود زد على ذلك الحالة التي نعيشها و اي صدمة  يتعرض لها الشخص حركت او سرعت الازمات النفسية لديه .”

و تابعت الدكتورة شكور :” ان  الوضع المتأزم في لبنان وصل الى صدمة جماعية نتعرض لها اي من الصعب جدا تحمله نفسيا و اجتماعيا في ظل اللاستقرار و التلاعب في القوانين جميعها   تلحق الاذى في المجتمع كون القانون هو الاستقرار و الذي يحصل في ارض الواقع عكس ذلك    وهذا  الشيء خطير جدا  يؤثر على نفسية الفرد يوميا و مستقبلا مما علينا معالجة كل ذلك لنخرج من الازمات التي نعاني منها .”

ضرورة المعالجة و الاهتمام

بالمقابل شددت الاختصاصية في علم النفس  الدكتورة نيكول هاني عبر ل greenarea.info على انه من غير المعقول اعتبار التعري ظاهرة اذا كان الامر لا يتعدى عدد من الاشخاص و على اهمية المتابعة و المعالجة مما قالت : ” عندما يمشي الانسان عاريا على الطريق  هذا يعني انه ليس بكامل وعيه  و بعد ذلك علينا ان نرى اذا كان مصابا بحالة نفسية مرضية  او  انه يعاني من اضطرابات نفسية بمرحلة اللاوعي كما و انه لا  يمكن القول انها ظاهرة  اذا رأينا حالة معينة  عند تعرض احدى النسوة للاضطرابات النفسية و بالتالي  قد اصيبت بالانهيار النفسي فهذا لا يعني  بالضرورة نحيب و بكاء  بل انها ارادت ان  تنتفض و تنتقم من  حالها  في حال تعرضت للخيانة .”

و اضافت الدكتورة هاني :” عادة كل شيء يبدا من الطفولة وذلك في نزع  الطفل ثيابه في المدرسة  حيث تظهر اعضائه التناسلية  انها حالة نفسية معينة ولكن عندما تكبر مع الوقت يكون ورائها اضطرابات نفسية  لان من غير المعقول  ان يكون انسان بكامل وعيه  يتصرف هكذا حتى لو يريد ان يلفت النظر  لان هذه الجراة في المشي  عراة  تدعو الى المعالجة و الاهتمام السريع  .”

الحق على الاعلام

في المقلب الاخر رأى الاختصاصي في علم النفس  الدكتور وسام خير عبر ل greenare.me   ان الاعلام يلعب دورا بارزا في تعزيز ظاهرة التعري بصورة غير مباشرة عند تركيزه على الموضوع بصورة بطولية مما قال :” ان ظاهرة التعري  كانت تحصل قديما انما  الاعلام لم يكن يلقي الضوء عليها لان كان عنده اشياء اهم يركز عليها و بما ان المجتمع الى الهبوط عندها  ننسى ان هناك اشخاصا يعانون من مشاكل نفسية او من انواع  اضطرابات نفسية  تؤدي الى العري الكلي على الطريق كمرض  الافتضاحي او الاضطراب الثنائي القطبي حيث يلجاون الى مثل هذه الطريقة  و المجتمع لا يقبلها  على سبيل المثال  في فرنسا يرون ذلك طبيعيا  في احد الشواطىء للعراة .انما بالمقابل علينا ان لا ننسى دور الاعلام المهم  جدا عندما يكون هناك ترند معين يتم التسلط عليه اعلاميا فياخذ الناس  الى مكان  ما يريده  و هنا المشكلة بحد ذاتها . لذلك  يلعب الاعلام دورا كبيرا بما يسمى بشذوذ المعرفة و هذا ما يقع فيه دائما لانه لا يملك الادراك الكافي  لكي ينتبه انه يلقي الضوء على موضوع  التعري اي يحث الناس عليه   لكي يتصرفوا بهذه الطريقة  بصورة غير مباشرة مما  يدخل في حلقة فارغة تحت اطار ظاهرة مجتمعية و لكن  في الحقيقة هم من اوصلوا الناس الى مثل هذه الحالة  .”

الجدير ذكره وفق الدكتور خير :” على  سبيل المثال  لايجب اظهار  الانتحار كعمل بطولي  او الوسيلة التي انتحر الشخص فيها  لان بذلك  يحفزون  الناس على ذلك  و هذا لا يجوز ابدا وضع قضية المنتحر في اطار عمل رائع  مما نطلب كاخصائيين في علم النفس من الاعلاميين في حال  التحدث عن الانتحار اذكروه دون ان القاء الضوء على الوسيلة التي اقدم عليها المنتحر  وهذه مسالة اساسية كي لا يتم تقليدها  .لذلك عندما تزيد تلك الظواهر الاجتماعية منها التعري تكون  من وراء الاعلام و في حال لم تذكر كثيرا تذهب سدا على سبيل المثال عندما ركز الاعلام على  الشخص الذي حرق حاله و عندما تكررت مثل هذه الحالة طلبنا من  وسائل الاعلام التوقف التحدث عن  الموضوع كثيرا مما  كانت النتيجة ان توقفت  او خفت ظاهرة احراق   الناس انفسهم . “

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This