في الفترة الاخيرة كثيرا ما نجد في ايامنا هذه اشخاصا يتحدثون مع ذاتهم من كثرة الضغوط التي يعيشونها فتكون ردة الفعل “جنت الناس ” الى اي مدى يكون ذلك تعبيرا عفويا ؟ و متى يصبح مرضيا نفسيا ؟ و هل الاطفال يمرون مثل هذه المرحلة ؟ تلك الاسئلة حاول ذوي الاختصاص في علم النفس و الاجتماع وضع النقاط على الحروف بين المرض و ردة الفعل الطبيعية ؟
ما وراء الدردشة مع الذات
ان حديث الذات ويسمى أيضًا بالتحدث مع الذات ،أو الكلام الداخلي ، أو خطاب الباطن أو خطاب داخلي ، هو الصوت الداخلي للشخص والذي فيه حديث لفظي مستمر للأفكار التي تتبادر للذهن في حالة الوعي. عادة ما يكون مرتبطًا بإحساس الشخص بذاته. وهو مهم خصوصا في عملية التخطيط ، وحل المشكلات ، والتأمل الذاتي ، وتكوين الصورة الذاتية ، والتفكير النقدي ، والعواطف ، والقراءة الصامتة . ونتيجة وجود حديث كهذا في دواخلنا ،فإن عدد من الاضطرابات العقلية تظهر بسببه كالاكتئاب ، و يدخل أيضا في علاج بعض منها مثل العلاج السلوكي الإدراكي الذي يسعى إلى تخفيف الأعراض من خلال تزويد المرء باستراتيجيات تنظم سلوكه الإدراكي. و قد يجسد كل من المعتقدات التي نعيها والتي لا نعيها. وفي بعض الأحيان ، قد يعتقد الناس أن الكلام الداخلي يأتي من مصدر خارجي ، كما هو الحال مع الهلوسات السمعية الانفصامية. بالإضافة إلى ذلك ، يوجد أشخاص ليس لديهم حديث ذاتي لفظي يسمى التدفق الواسع للأفكار والتجارب ، سوءا كانت لفظية أم لا ، تيارًا من الوعي .والذي يمكن أن يشير أيضًا إلى أسلوب متعلق بالأدب. وفي نظرية نماء الطفل التي صاغها ليف فيجوتسكي ، فإن الكلام الشخصي اي تحدث المرء مع نفسه في سن مبكرة يسبق الكلام الداخلي.
التمييز في تحديد الاسباب
في هذا السياق شرحت باسهاب الاختصاصية في العلاج النفسي الدكتورة كارول سعادة عبر ل greenarea.info انه لا بد من التمييز بين الحالة المرضية النفسية عند التحدث مع الذات و بين ردة الفعل الطبيعية مما قالت :”ان التحدث مع الذات يعتبرعارضا لا يعني شيء لان قد يجوز الانسان ان يفكر بصوت عال او يعمل حوار ذاتي حي خصوصا و ان كل شخص منا من المحتمل ان يصير معه مثل هذه الحالة . بالمقابل قد يكون التحدث مع الذات نتيجة الاضطرابات العصبية اما ان يكون الانسان واعيا على ذاته و يدرك بهذه الامر و اما ان يكون تلقائيا اي من المحتمل ان يكون نتيجة الوسواس القهري او من عوارض القلق فيعبر عن افكاره التي لا يستطيع ان يسيطرعليها الا بصوت عالي مما قد يكون عنده تساؤلات كثيرة اي تكون هناك افكار تجعله يتحكلم بصوت عالي او نتيجة عوارض الاكتئاب مترافقة مع الحزن و قلة الاكل و قلة النوم او كترته او من عوراض اخرى متعددة لها علاقة بالاكتئاب مع الاشارة الى ان التحدث مع الذات تختلف وفق الاعمار لان عند الولد يكون الامر طبيعي جدا نجده يلعب و يتحدث بصوت عالي كونه يبتكرصديقا تصوريا . اما الشق الاخرمن الاضطرابات النفسية فقد تكون اضطرابات ذهانية حيث يكون الانسان غير واع يتحدث مع ذاته اذ ان المشكلة الاكبر تكمن اذا كان يسمع اصواتا و يرد عليها في حال كان هناك اصوات هلوسة او افكار ترواده في رأسه تامره ان يعمل اشياء في حال كان جرى الحوار مع احد راه او يسمعه و يرد عليه واحيانا قد يكون نتيجة الاضطربات ذو القطبين التي تؤدي الى حالة من الهوس القوية عدا كثرة الحركة والحكي مما لا يتوقف عن الكلام .”
الجدير ذكره وفق الدكتورة سعادة :” انطلاقا من ذلك لا يمكن اختصار الحديث مع الذات بعارض واحد لان قد يكون يغطي كتيرا من المشاكل النفسية الا انه في الوضع المتأزم الذي نحن فيه في حال و جدنا اشخاصا يتحدثون مع ذاتهم كونهم مضغوطين نفسيا كما ان الاستعدادات النفسية عندهم تؤدي الى اضطرابات تزيد على الضغط النفسي انما عبارة “جنت الناس عم تحكي مع حالها” ليس لها تفسيرعلميا لان ممكن ان تكون طبيعية عند الانسان “يفش خلقه “و ممكن ان تصل ايضا الى الانفصام بالشخصية و حالات نفسية جدا قوية.”
عند الاطفال قد تكون مرضية فوق عشر سنوات
في المقلب الاخر اعتبرت الاختصاصية في علم النفس الدكتورة كلوديا ابي حرب بان التحدث مع الذات يختلف مما هو عند الكبار و الصغار وفق الحالة النفسية التي يعيشونها مما قالت ل greenarea.info : “عادة في مفهوم علم النفس ان يتحدث الانسان مع ذاته قد يكون مصابا بالهذيان و الهلوسات حيث يتخيل شيء امامه كأن شخصا يتحدث معه اما في الوضع الاستثنائي الذي نمر فيه نجد العديد من الناس يتحدثون بصوت عالي بسبب الضغوطات التي يعيشونها اي بمعنى “فشة خلق” بصوت عالي بالتفكير دون ان يتهيأ لهم شيئا او ان يكون عندهم هلوسات كل ذلك قد يكون بسبب الاكتئاب و القلق تضاعف بسبب الوضع المعيشي السيء الذي نمر به مما يزيد من ضغوط كتيرة جدا قوية على الشخص دون ان ندري بنيته النفسية التي من المحتمل ان تساعده لكي يظل واقفا على رجليه . ”
تجدر الاشارة وفق الدكتورة ابي حرب :”اما الاطفال الذين يتكلمون مع حالهم فيكون لديهم صديقا وهميا فالامر طبيعي و ليس مرضا نفسيا انما هذه الحالة في حال استمرت الى عمر 10 سنوات وظل الوضع على حاله عندها علينا ان نبحث لماذا يظل يعيش في عالمه مع الصديق الوهمي لان قد يكون هناك امر ما يعيشه نفسيا .”
انخفاض الوعي
من جهة اخرى الى اي مدى التحدث مع الذات له علاقة برفع الوعي ام انخفاضه ؟ مما اوضحت الاختصاصية في رفع الوعي الدكتورة منى سنان ل greenarea.info عن علاقة مستوى الوعي خلال التحدث مع الذات مما قالت :” اذا تحدث مع ذاته في المنزل و ليس امام الناس على الطريق يكون ذلك نتيجة الضغط النفسي الكبير الذي يعيشه فيجده وسيلة يفش خلقه بالكلام في حال رأى اشياء لا تعجبه انما اذا حصلت مرة واحدة ليس دليلا على انخفاض الوعي و لكن اذا تكررت دائما عندها يكون عنده مشكلة نفسية سواء كبت او غضب داخلي لا يستطيع ان يخرجه الا بهذه الطريقة و تكرار مثل هذه الحالة دليل على انخفاض الوعي .”