“قامت الدني و قعدت ” ارتفعت اسعار الاتصالات والانترنت مما جعل اللبنانيون مزهولون بغلائها في ظل ازمة مالية واقتصادية خانقة حتى شعروا بالاحباط ليس فقط كيف سيتم تأمين الكلفة المرتفعة دون المخطط لها ؟ انما ماذا سيحدث لهم في حال جرى التقنين في استعمال الانترنت الذي يعتبر “تنفيسة” لهم من الضغط النفسي الذي يعانون منه فكل شيء تغير و صار يحتسب له الف حساب هل سيدخلنا الى ازمة نفسية جديدة ؟ وما الخلفية للتعلق بها ؟ هل سيؤدي ذلك فما بعد هذا الاختناق الى الانفجار الاجتماعي ؟ ما هو رأي ذوي الاختصاص في علم النفس و الاجتماع للتفسير عن ما وراء تعلق اللبنانيين بالاتصالات والانترنت و كل ما يتعلق بالعالم الافتراضي ؟
Overdose من الضغوطات
عانى اللبنانيون من ضغوطات كبيرة أضرّت بصحتهم النفسية عدا تأثير تفشي جائحة فيروس كورونا التي تفاقمت مع الانفجار الذي شهدته بيروت في 4 آب فضلا عن الانكماش الاقتصادي عندما بدأت قيمة الليرة اللبنانية في التراجع الى شرارة الانتفاضة عندما اعلن عن الضريبة المقترحة على مكالمات تطبيق الواتساب في 17 تشرين الأول سنة 2019 حيث استمرت الثورة لأشهر ولعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا مهما في صناعة القرار و التغيير و اذا بحثنا في الاعماق حول مدى تعلق الانسان بها و تأثيرها على وظائف الدماغ المختلفة التي تحتوي على أنواع من المنبهات يمكن أن تثير ردود فعل متعددة ولهذا السبب تظهر تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي على الدماغ بعدة طرق. على سبيل المثال في حال تبين الاهتمام الإيجابي على وسائل التواصل الاجتماعي فهذا يؤثر على أجزاء متعددة من الدماغ. وفقاً لمقالٍ نُشر في موقع Oxford Academic، عن تأثير التفاعل الذي نتلقاه على السوشيال ميديا على الدماغ، فإن تراكم الإعجابات على فيسبوك أو تويتر أو إنستغرام يؤدي إلى “تنشيط في دائرة الدماغ المعنيّة بـ”المكافأة”، والمناطق المسؤولة عن تلقي الإعجابات من الآخرين بمعنى عندما يتلقى مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي ردود فعل إيجابية مثل الإعجاب والتعليقات، فإنّ أدمغتهم تطلق مستقبلات الدوبامين وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالسعادة .
كما وكشف تقرير “غالوب” العالمي للعواطف 2021 -2022 عمق المعاناة التي يعيشها اللبنانيون، بعدما احتل بلدهم المرتبة الأولى في مؤشر أكثر الشعوب غضباً، من بين ما يزيد عن مئة دولة. ولم يحتل لبنان المرتبة الأولى فقط، بل كسر كذلك الرقم القياسي مسجلاً أعلى معدل في العالم، بعدما ظهر أن 49 بالمئة من اللبنانيين عانوا من الغضب في اليوم الذي سبق الاستطلاع، في حين احتلت تركيا المرتبة الثانية تلتها أرمينيا فالعراق ثم أفغانستان.ما توصلت إليه “غالوب” ليس مستغرباً، لاسيما بعدما حجز لبنان المركز ما قبل الأخير في “تقرير السعادة السنوي” لعام 2021.
بامقابل ذكر “غالوب” العالمي للعواطف 2020 أظهر أن اللبنانيين من أكثر 10 شعوب توتراً وحزناً في العالم، إذ ارتفعت الدرجات في مؤشر التجارب السلبية من 30 عام 2018 إلى 48 عام 2019، وزادت نسبة اللبنانيين الذين يشعرون بالحزن من 19 في المائة إلى 40 في المائة، وكذلك ارتفع عدد الغاضبين من 23 في المائة إلى 43 في المائة، فضلاً عن وصول مستوى التوتر والقلق والألم إلى درجات قياسية عام 2019
امام ذلك انقطع نفس اللبناني وآخرها رفع فاتورة الاتصالات والانترنت نحو أضعاف، مما علق اغلبية اللبنانيين “لا يريدون ترك متنفس لنا، يحاولونا خنقنا من كل الاتجاهات، وصلنا إلى مرحلة نتمنى فيها الموت مرة واحد بدل من الموت يومياً عشرات المرات .الملفت للنظر ان الدراسات اثبتت ان “الضغط النفسي والغضب من العوامل المدمرة لصحة الانسان التي قد تؤدي إلى أمراض خطيرة، فالنفس والجسد متكاملان يؤثر كل منها على الآخر، إذ يسبب الغضب الشديد والحزن اضطرابات وأرق مما يعرض الفرد للصداع المزمن وانخفاض القدرة على التركيز وقلة الانتاجية”.
الانفجار الحتمي
في هذا السياق اعتبرت الاختصاصية في علم النفس الدكتورة نجوى ابو عيد عبر ل greenarea.info ان كثرة الضغوطات ستولد في ما بعد الى الانفجار مما قالت : “من الطبيعي ان تؤثرالاتصالات نفسيا على شريحة مهمة من اللبنانيين فلا ننسى انه من وراها انطلقت ثورة الواتساب و اما اليوم فلا ثورة لها لان استنزف كل شيء فالازمة النفسية اكثر فاكثر نتيجة تراكمات اذا لا ننسى الحجر المنزلي جراء الكورونا حيث تعلق الناس في الحياة الافتراضية و عززت التواصل في ما بينهم مما زاد تعلقهم باي خدمة من الاتصالات من الانترنت و غيرها .كما و ان الذي يحب الانطواء و الابتعاد عن الناس فوجد الهاتف خلال الحجر المنزلي راحة نفسية يجنبه الاختلاط مع الناس مباشرة فكان الوسيلة للتعبير هو الانسب له مما يعتبرها “تنفيسة” له . اما اليوم اذا ترددت كلمة خنقونا على مسمعنا يعني ذلك ان الطوق يزداد على الناس و صارت التواصل مع بعضهم البعض مكلفا و ذلك مع غلاء الاسعار من خلال الاتصالات و الانترنت و هذا ما يشكل ضغطا نفسيا و اجتماعيا و اذا تراكمت تلك الضغوط قد تولد الانفجار الاجتماعي في ما بعد .”
لا حلول قريبة
اما الاختصاصي في علم الاجتماع الدكتور عبدو قاعي فرأى انه لم يعد هناك افق كل شيء شيء مسدود مما قال :”كل مرحلة لها مفهومها الخاص حيث تم اقناع الناس اليوم انه هناك سواح و سياحة مزدهرة ونهضة تعوض عما هو عليه نحن و ان الانتخابات فتحت مجال للثورة ان تعبر عن حالها انما البيئة هي ذاتها و الجدير ذكره ان الذي حصل في 17 تشرين ليس بثورة لانها لها مكوناتها بل هي انتفاضة و مع ارتفاع كلفة الاتصالات فنجد انه لا يحصل اي شيء من ردة فعل كون اللبناني يجد دائما حلولا بديلة مثلا في الكهرباء وجد الطاقة الشمسية البديلة و لم يجد الحل الانسب لكي يواجه المشكلة ومع ذلك يقول اللبناني خنقونا اي لم يعد هناك من افق لديه كل شيء مسدودا امامه مما يعني هناك افلاس و ضيقة اقتصادية و مالية .”