فشلت شركة فيسبوك في إبعاد الجماعات المتعصبة للبيض، بل يبدو أنها استفادت منها بطريقة غير مباشرة، بينما أكدت في أكثر من مناسبة أنها بصدد تطبيق سياسة صارمة ضد خطاب الكراهية، بحسب تقرير حديث.
وكشف التقرير، الذي أعده “مشروع الشفافية التقنية” (Tech transparency project) عن كيفية تعزيز أشهر الشبكات الاجتماعية على الإنترنت للتطرف، “والاستفادة منه” وفق تعبير التقرير.
ووجد تقرير مشروع الشفافية التقنية، وهي هيئة رقابة تقنية غير ربحية، 119 صفحة على فيسبوك و 20 مجموعة مرتبطة بمنظمات التفوق الأبيض.
ووجدت الدراسة أن أكثر من ثلث المجموعات التي تم تحديدها على أنها منظمات تنتصر لتفوق البيض، من قبل رابطة مكافحة التشهير، ومركز قانون الفقر الجنوبي، وعددها 226، لديها وجود على المنصة.
ورداً على تدقيق الحقوق المدنية الذي كان ينتقد بشدة نهج الشركة لقضايا العدالة العرقية، قال فيسبوك في تشرين الثاني الماضي إنه اتخذ خطوات لحظر “مجموعات الكراهية المنظمة، بما في ذلك منظمات تفوق البيض، من المنصة”.
لكن تحقيق “مشروع الشفافية التقنية” وجد أن أكثر من 80 مجموعة من جماعات “التفوق الأبيض” لا تزال موجودة على فيسبوك، بما في ذلك بعض التي وصفها فيسبوك نفسه بأنها “منظمات خطرة”.
وعندما بحث مختصو هذه المنصة، التي تعنى بالبحث في محتوى الشبكات الاجتماعية وتقديم نتائج ملموسة عن توجهات الخطاب عليها، وجدوا أن الوصول إلى الصفحات التي تروج لخطاب الكراهية، يتم عادة عن طريق سبل ترويجية (ADS)، مما يعني أن فيسبوك يستفيد منها.
أمر خطير
واكتشف “مشروع الشفافية التقنية” أن عمليات البحث على فيسبوك عن بعض المجموعات التي تحمل اسم “Ku Klux Klan” تؤدي إلى إعلانات لكنائس السود، مما يساعد المستخدم الذي يبحث عن محتوى عنصري أبيض، في العثور على جمعيات أقليات سود، وهو الأمر الذي وصفته المنصة بالخطير.
هذه “نتيجة مروعة” وفق تعبير المنصة، خصوصا أن تقارير سابقة أفادت بأن المسلح الذي قتل 10 أشخاص في إطلاق النار الجماعي الأخير بدوافع عنصرية في بوفالو، في نيويورك، أجرى بحثا لاختيار نقطة يستهدفها، بها نسبة عالية من السود.
ووجد التحقيق أيضًا أنه على الرغم من سنوات من التحذيرات من أدوات فيسبوك وخوارزمياته، إلا أن النظام الأساسي للشركة يستمر في إنشاء صفحات تلقائيًا للمؤسسات المتعصبة للبيض وتوجيه المستخدمين الذين يزورون صفحات التفوق الأبيض إلى محتوى متطرف آخر.
وينشأ فيسبوك هذه الصفحات تلقائيًا كصفحات أعمال عندما يقوم شخص ما بإدراج مجموعة تفوق بيضاء، كمصلحة، أو صاحب عمل في ملفه الشخصي.
علاوة على ذلك، فشل فيسبوك إلى حد كبير، وفق التقرير، في جهوده لإعادة توجيه المستخدمين الذين يبحثون عن مصطلحات الكراهية إلى مواقع الويب التي تروج للتسامح، بحسب ما نقل موقع “واشنطن بوست”.
تؤكد هذه النتائج التي تعكس تقريرًا سابقًا لنفس المؤسسة البحثية في أيار 2020، على عدم قدرة فيسبوك “أو عدم رغبته” في إزالة المتعصبين البيض من منصته على الرغم من المخاطر الواضحة التي يشكلونها على المجتمع الأميركي.
وفي هذا التحقيق، أجرى “مشروع الشفافية التقنية” عمليات بحث على فيسبوك عن أسماء 226 منظمة تفوق بيضاء تم تصنيفها على أنها مجموعات كراهية من قبل مركز قانون الفقر الجنوبي (SPLC) ، ورابطة مكافحة التشهير (ADL)، وفيسبوك نفسه.
ووجد التحقيق أن أكثر من ثلث المجموعات الـ 226 المتعصبة للبيض كان لها وجود على فيسبوك، ما يشكل نسبة (37%%).
وترتبط هذه المنظمات بإجمالي 119 صفحة على فيسبوك و20 مجموعة.
أرباح؟
بحسب التحقيق، يكون فيسبوك قد حقق أرباحا من وراء عمليات البحث عن مجموعات متطرفة، حتى ضمن قائمة “المنظمات الخطرة” الخاصة به.
وتضمنت صفحات التفوق الأبيض التي حددها “مشروع الشفافية التقنية” 24 صفحة تم إنشاؤها بواسطة فيسبوك نفسه، عندما يقوم شخص ما بإدراج مجموعة تفوق كـ”صاحب عمل” في ملفه الشخصي.
وغالبا ما توجه التوصيات الخوارزمية على فيسبوك المستخدمين الذين يزورون صفحات التفوق الأبيض إلى محتوى آخر متطرف .
وإحدى استراتيجيات فيسبوك لمكافحة التطرف، إعادة توجيه المستخدمين الذين يبحثون عن مصطلحات مرتبطة بمجموعات الكراهية إلى منظمات تروج للتسامح، لكن هذه العملية نجحت فقط في 14% من 226 عملية بحث عن منظمات تفوق البيض، بحسب التقرير.