يبحث العلماء في إمكانية وجود حياة على كوكب الزهرة، بالتزامن مع إعداد سلسلة من بعثات استكشاف الفضاء، التي من المقرر أن تطلق العام المقبل 2023.
كوكب الزهرة أو كما يسمى الكوكب «الحارق»، أحد أقرب جيران الأرض، معروف ببيئته غير المضيافة، وسحب الكبريت، وسطحه البركاني الحار حيث تصل درجة الحرارة 464 درجة مئوية، مما يعني أنه إذا تم العثور على حياة غريبة هناك، فقد تكون أغرب من أحلامنا.
وفي حين أن لدى كل من وكالة ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية (ESA) خططًا للتحقيق في الكوكب بشكل عام، إلا أنه من غير المقرر أن تتم هذه الخطط حتى عام 2028.
وقد أطلق فريق بقيادة عالمة الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا سارة سيجر، مهمته الخاصة لاستكشاف الكوكب، والتي أطلق عليها مشروع ( Venus Life Finder VLF) ، ويأمل الفريق في أن تنطلق المهمة في وقت مبكر من مايو 2023.
وقال عالم الفلك في جامعة برلين التقنية ديرك شولز-ماكوتش، الذي لا يشارك حاليًا في المشروع، لصحيفة ديلي بيست: “إن وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية بطيئتان جدًا، لا سيما مع اكتشاف الحياة”.
وأضاف: “لم تكن هناك مهمة واحدة لاكتشاف الحياة منذ سبعينيات القرن الماضي عندما سافرت مركبات الهبوط «فايكنج» إلى المريخ، على الرغم من أن التكنولوجيا والفهم البيئي للأجسام الكوكبية المجاورة قد تحسن كثيرًا.
وسيشمل مشروع Venus Life Finder ثلاث مهام منفصلة، حيث ستشمل كل مهمة إرسال مسبار إلى الغلاف الجوي للكوكب السام، وجمع البيانات لمساعدة الفريق على تحديد ما إذا كانت هناك حياة هناك – لكنهم جميعًا فريدون في نهجهم.
وستقوم المهمة الأولى بإطلاق مسبار مباشرة عبر الغلاف الجوي الحمضي للكوكب بسرعة قصوى ، بينما سترسل المهمة الثانية بالونًا لأخذ أدوات القياس عبر طبقة السحب التي يبلغ سمكها 40 ميلًا.
المهمة الثالثة هي الأكثر طموحًا – يأمل الفريق في جمع عينة من الغيوم السميكة الحمضية المحيطة بالكوكب وإرسالها مرة أخرى إلى الأرض لتحليلها.
قال فريق VLF الذي يكتب لمجلة العلوم Aerospace: “لقد صممنا وأجرينا تجارب في الكيمياء والبيولوجيا لتوجيه أهداف علوم المهمة المتعلقة بإمكانية السكن والبحث عن الحياة”.
وأضافوا أن مشاريع وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية على الكوكب “مخصصة للدراسات العامة حول خصائص الكوكب ولا تتناول مسائل القابلية للسكن وعلم الأحياء الفلكي”.
وعلى الرغم من أن الفريق قد يتقدم على منافسيه الأكثر رسوخًا ، فقد أكدوا أن أبحاث الفضاء كانت جهدًا تعاونيًا وأنهم لا يريدون الاستخفاف بأي من وكالة ناسا أو وكالة الفضاء الأوروبية.