وصلنا الى النهاية لم نعد نستطيع ان نعمل اي شيء هناك مقاومة للمضادات الحيوية .فما العمل في نهاية المطاف ؟ تلك العبارة كثيرا ما تتردد على مسامعنا خصوصا عند ذوي المناعة الضعيفة و العجزة و حتى الاطفال في حال اصيبوا باي مكروه متكرر و لم يعد العلاج نافعا .انما الاسوء من ذلك ما يثير غضب الجسم الطبي عندما يلجأ المريض الى تناول المضادات الحيوية عشوائيا و تكون نتيجتها وخيمة حيث تقتل البكتريا الجيدة في الامعاء و هنا تكر سبحة المعاناة ليطرح السؤال نفسه :كيف يمكن التجنب مثل هذه الحالة الصحية الدقيقة دون اهمالها و الا الخطر يبقى موجودا ؟
تهديد عالمي
تشكّل مقاومة مضادات الميكروبات تهديداً عالمياً للصحة والتنمية، وهي تستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة متعددة القطاعات من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة حيث اعلنت منظمة الصحة العالمية أن مقاومة مضادات الميكروبات من التهديدات العالمية العشرة الرئيسية للصحة العامة التي تواجه البشرية لذلك تعدّ إساءة استعمال مضادات الميكروبات والإفراط في استعمالها المحركان الرئيسيان لظهور المقاومة للأدوية ومما يثير الذعر بوجه خاص الانتشار العالمي السريع للبكتيريا المقاومة لعدة أدوية أو لجميعها المعروفة أيضاً باسم “الجراثيم المستعصية” والمسببة لحالات عدوى يتعذر علاجها بالموجود حالياً من أدوية مضادة للميكروبات، مثل المضادات الحيوية و النتيجة تتكبد الاقتصادات الوطنية ونظمها الصحية تكاليف طائلة بسبب مقاومة مضادات الميكروبات التي تؤثر على إنتاجية المرضى أو القائمين على رعايتهم بفعل إطالة مدة مكوث المرضى في المستشفيات وضرورة تزويدهم برعاية أكثر تكلفة مما سيزيد عدد من يفشل علاجهم أو يفارقون الحياة بسبب حالات العدوى ما لم تُوفّر أدوات فعالة للوقاية من العدوى المقاومة للأدوية وعلاجها كما ينبغي، وتتحسن إتاحة مضادات الميكروبات القائمة حالياً والجديدة بجودة مضمونة كما ستتفاقم بالمثل خطورة الإجراءات الطبية مثل العمليات الجراحية، بما فيها العمليات القيصرية أو استبدال مفصل الورك والعلاج الكيميائي للسرطان وزرع الأعضاء.
اهمية استشارة الطبيب
في هذا الاطار تحدث الاختصاصي في الامراض الجرثومية الدكتور ناجي عون لgreenarea.info حول اهمية اتباع ارشادات الطبيب تفاديا لاي تناول عشوائي للمضادات الحيوية كي لا نقع تحت رحمة المقاومة العلاجية التي تزيد من تدهور حياة المريض و تسيء من حالته مما قال :” ان المشكلة التي نقع فيها في لبنان تكمن في تناول الادوية عشوائيا خصوصا المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب مما نقع في عدة اثار جانبية .عدا ذلك علينا ان ندرك ايضا ان التركيبة الداخلية للمريض تجعله عاجزا في التغلب على المرض و ذلك لعدة اسباب اما ان يكون مصابا بامراض مزمنة او بنقص في المناعة او انه التقط البكتريا بمجرد دخوله الى المستشفى و لكن هذا الامر لا يؤدي الى الالتهابات حادة الا اذا كان المريض مصابا بنقص في المناعة فضلا عن ذلك ان هناك نوع من الادوية في حال تناولها للمعالجة الصحية على سبيل المثال معالجة التهابات الرئة عشوائيا دون استشارة الطبيب قد تضر ببكتريا الجيدة في الامعاء عندها لم تعد تتجاوب مع المضادات الحيوية مما ستسبب عدة مشاكل صحية في حياة المريض في ما بعد .لذلك المهم ان لا ناخذ المضادات الحيوية عشوائيا لانها ستؤثر سلبا على الصحة كما هو الحال عند معالجة الكورونا يجب التقيد بارشادات الطبيب و عدم تناول العديد من المضادات الحيوية عشوائيا التي حتما ستزيد من المقاومة للبكتريا اقوى بكثير مع العلم كان بمقدورالمريض تفادي اي من التداعيات الصحية و ان لا يدخل الى المستشفى لو تم معاينته عند الطبيب او الطبيب الاختصاصي و تناول حينها الادوية المناسبة عندها لم يعد هناك مقاومة للبكتريا في امعائه بما يعني ان 90% تقع المسؤولية على عاتق المريض دون رجوعه الى الطبيب للمعالجة الصحيحة .اما 10% فقد تكون المسألة تلقائيا عندما يصاب المريض بالالتهابات في حال وضع له ميل او الة تنفس او مصل عندها يكون الامر مختلفا .”
غرفة العناية الفائقة منبع الجراثيم
في المقلب الاخر شدد الاختصاصي في الطب الداخلي الدكتور عماد عازار عبر لgreenarea.info حول اهمية الابتعاد قدر المستطاع عن عشوائية العلاج و بالتحديد المضادات الحيوية مما قال :”ان فقدان السيطرة على المرض قد نجده ليس فقط عند العجزة انما ايضا عند ذوي المناعة الضعيفة سواء عند الاطفال ام غيرهم .اذا ان المشكلة الاساسية تكمن عندما يكون هناك التهاب فيروسي اي الم سواء في الزلعوم ام في الاذن او احيانا تسمم مما تكمن العوارض حينها في الجهاز الهضمي كالاسهال والتقيوء وماشابه وهنا تعطى المضادات الحيوية للمعالجة انما بالمقابل تقتل البكتريا الجيدة او الحميدة في الامعاء مما تولد مقاومة للمضادات الحيوية. من جة اخرى عندما تتازم المسألة قد نضطر الى اعطاء المضادات الحيوية عن طريق الحقن و هذا الامر يتطلب دخول المريض المستشفى للمعالجة و المراقبة وفق حالته الصحية .والجدير ذكره لم نصل بعد الى مرحلة ان لا نجد مضادات حيوية مناسبة و انما في حال حصلت تلك الحالات الدقيقة نجدها في اكثر الاحيان في غرفة العناية الفائقة حيث تكثر البكتريا خصوصا عند الاشخاص ذوي المناعة الضعيفة مع مرورالوقت تحصل مقاومة لها و ينتج عنها الالتهابات نتيجة بكتريا مقاومة موجودة في العناية الفائقة مما نلجا الى تعقيم الغرفة الى حد احتراق الاماكن غير النظيفة فيها تفاديا لتراكم بكتريا المقاومة للمضادات الحيوية على مدى الوقت .لذلك الذين عندهم سكري او ضعف في المناعة من وراء تقدم في العمر او علاجات كورتيزون او سرطان جميعها تضعف المناعة مما نصل الى نوع بكتريا مقاومة لديهم تسبب المرض و لا يكون لها دواء بسهولة .”